دشنت دار الآثار الإسلامية المجلد الثاني بعنوان "مقالات حول العمارة الحديثة في الكويت" في مركز الأمريكاني الثقافي، بحضور الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، علي اليوحة، والمشرفة العامة لدار الآثار الإسلامية الشيخة حصة صباح السالم، والأمين العام المساعد لقطاع الآثار الإسلامية عبدالكريم الغضبان، والمدير العام لمؤسسة الكويت للتقدم العلمي د. عدنان شهاب الدين، وجمع كبير من المهتمين والضيوف.في البداية، رحبت عريفة الحفل هند الخترش بالحضور حول المؤتمر الثاني حول العمارة الحديثة في دولة الكويت، وشكرت مؤسسة الكويت لتقدم العلمي لدعمها وتعاونها مع دار الآثار الإسلامية في إنجاز هذا العمل القيم.
وأشارت الخترش إلى أنه بعد إصدار المجلد الأول من كتاب "العمارة الحديثة في دولة الكويت" في عام 2015، قام فريق من الباحثين والمتخصصين على مدى عامين بالتحقيق في الإرث المعماري لدولة الكويت، وذلك من خلال جمع وتوثيق المعلومات والصور والرسومات للمباني والمشاريع الكبرى التي تم إنجازها من عام 1949 إلى 1989، لافتة إلى أنه بعد النجاح الذي حققه الإصدار الأول من مجلد الكتاب "العمارة الحديثة في دولة الكويت" دشنت دار الآثار الإسلامية المجلد الثاني بعنوان "مقالات حول العمارة الحديثة في الكويت".وبهذه المناسبة، قال م. اليوحة: "يسعدني أن أعبر عن سعادتي عن رعاية الأمانة العامة للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب لهذا المؤتمر الذي يعالج قضية محورية في الحياة اليومية للإنسان، وهي التراث المعماري الحديث، وبما تحمله من معان ومفاهيم ذات صلة لصيقة بقضايا للتاريخ الإنساني، والتي تتمحور في الهجرة والهوية والمكان والمعرفة والمدن التي فيها الإنسان. وهي مفاهيم مرتبطة بمشكلات البيئة العمرانية، التي يحاول فيها المتخصصين من أمثالكم إيجاد الحلول الناجحة لها".
بيئة العمارة
وأضاف اليوحة أن المجلس الوطني، استطاع، من خلال المرسوم بقانون رقم 11 لسنة 1960 الخاص بالآثار لدولة الكويت، الذي أوكل للمجلس مهمة الحفاظ على المباني التاريخية والمحافظة عليها من النواحي التاريخية والفنية بوصفها جزءا من التراث والموروث الثقافي، الحفاظ على العديد منها وتشعيل بعضها لخدمة الثقافة والفنون، واستطاع بذلك الحفاظ على الذاكرة الكويتية الخالدة فيما يتعلق بتكوين العمارة المحلية.وعبّر اليوحة عن سعادته بأن يرى كوكبة من المتخصصين في علم العمارة، ومن بينهم من ساهم بشكل جوهري وعملي في العديد من المشاريع على المستوى الوطني وبشكل عملي أدى ذلك إلى تحسين بيئة العمارة الكويتية وحل المشكلات المتصلة بالبيئة العمرانية، لافتا أن تلك نماذج كانت تحتذى في بقية مدن منطقة الخليج العربي في فترة ما بعد النفط. وتابع اليوحة: "إنني على يقين وبعد النجاح الذي تحقق بعد إصدار المجلد الأول من الكتاب أن يستمر هذا النجاح بتدشين الإصدار الثاني بجهودكم وجهود المسؤولين في دار الآثار الإسلامية. من جانبها، قالت الشيخة حصة الصباح: "أرحب بكم جميعا بهذه الأمسيه لتدشين كتاب العمارة الحديثة في دولة الكويت من عام 1949 – 1989، وهي فترة حافلة بالإنجاز"، ووجهت الشيخة حصة كلمتها للحضور قائلة "وطبعا هناك من أتى منكم من أماكن بعيدة مثل المكسيك وميلانو، ومنكم من أتي من أماكن قريبة ليست جغرافيا فقط، إنما قريبة للقلب مثل الشارقة والمنامة والدوحة".وتابعت الشيخة حصة مؤكدة أن لدار الآثار اهتماما بالعمارة الحديثة، لأنها تعد نوعا من أنواع الفنون، مشيرة إلى أن كل شيء صنعه الإنسان، سواء كان حديثا أو قديما يستحق النظر إليه والمحافظه عليه.وأضافت أن لدار الاثار الإسلامية منذ تأسيسها عام 1983 مهمة رئيسة، هي المحافظة على الفنون من خلال "التاءات" الثلاث التعليم، والتنوير، والترفيه.محاضرات
بعد ذلك، انطلقت مجموعة من المحاضرات، ومنها محاضرة تناولت المحافظة على التراث ودور الوكالة العالمية في المحافظة على التراث العالمي لممثلة اليونسكو في دول الخليج العربي واليمن لانا باوليني، وبعد ذلك قدم مؤلفو "مقالات حول العمارة الحديثة في الكويت"، روبرتو فابري، وريكاردو كماتشو، وسارا ساراغوسا سواريش، ومضات على الكتاب للحضور، وتضمن التقديم بعد ذلك أسئلة ومدخلات ثرية من المهتمين.ومن ثم قدم البروفيسور ألبريكو بلجيوغوسو، من جامعة بوليتكنيك في ميلانو بإيطاليا، محاضرة عن "رؤية عام 1970 لمدينة الكويت"، حيث تناولت محاضرته موضوعات عدة تتعلق بالكويت، ومنها دراسة الخطة العامة لمدينة الكويت، والتخطيط والخطة المعمارية المقترحة لإنشاء الحي الذي يضم مركز الأعمال والتجارة في مدينة الكويت.يذكر أن المجلد الثاني يتناول مقابلات ومقالات ومناظرات حول العمارة الحديثة في الكويت، فضلا عن نسخ من مطبوعات معاصرة لمؤلفين وأساتذة مساهمين من المنطقة ومن الخارج. واستمر حفل تدشين الكتاب، والمؤتمر المصاحب له حتى 10 الجاري. وهدفت الفعالية إلى توسيع نطاق المعرفة فيما يتعلق بوظيفة مبان عديدة في الكويت، وبيان أهميتها، والدور الذي لعبه أفراد وشركات في العملية المعمارية، والهدف من هذه الفعالية أيضا هو ضم كافة العناصر في سياق إقليمي وعالمي أوسع.