إحياء ميراث كمال الصليبي بالجامعة الأميركية في بيروت إطلاق كتاب «بيت للتفهم: تآريخ في ذكرى كمال الصليبي»

نشر في 10-12-2017
آخر تحديث 10-12-2017 | 00:05
نظمت الجامعة الأميركية في بيروت (AUB) المحاضرة السنوية التذكارية لإحياء ميراث البروفسور أستاذ الشرف كمال الصليبي (1929-2011). وكانت المحاضرة هذا العام لأستاذ الاقتصاد والتاريخ الاقتصادي في جامعة البوسفور في اسطنبول الدكتور شوكت باموك. وسبق المحاضرة إطلاق كتاب «بيت للتفهم: تآريخ في ذكرى كمال الصليبي»، يضم مقالات لمؤرخين بارزين متمحورة حول أبحاث كمال الصليبي.
«يستمر ميراث كمال صليبي عبر المساهمات التي تركها لنا. ونحن أصدقاؤه وزملاؤه، وطلابه، نريد الحفاظ على هذا الميراث حياً وتكريم الدكتور الصليبي كأستاذ وباحث وصديق ومعلم»، قال د. عبد الرحيم أبو حسين، مدير مركز الفنون والعلوم الإنسانية في الجامعة الأميركية في بيروت الذي استضاف (مع قسم التاريخ والآثار في كلية الآداب والعلوم) المحاضرة السنوية التذكارية لإحياء ميراث كمال الصليبي.

وحملت المحاضرة التذكارية لهذا العام العنوان «الأوبئة وتاريخ الشرق الأوسط». وتحدث فيها الدكتور شوكت باموك عن دور الأوبئة في تاريخ الشرق الأوسط، وهو موضوع لم يدرس على نحو متزايد إلا أخيراً، مع زيادة الاهتمام بدور الأوبئة في مناطق أخرى من العالم.

وقال د. باموك: «ثمة الكثير الذي يمكن تعلمه عن هذه الأوبئة، خصوصاً نتائجها على المدى الطويل. ركز تأريخ الشرق الأوسط على التاريخ الديموغرافي والطبي والفكري، ولكن لم يكن ثمة سوى القليل جداً على التاريخ الاجتماعي والاقتصادي لهذه المراحل. وهذه فرصة للتحدث عن الشرق الأوسط في سياق عالمي. وآمل بأن يوفر التفكير في هذه الأوبئة بعض التبصر الجديد في تاريخ منطقتنا».

وذكر أن البروفسور الصليبي كان لديه اهتمامات واسعة النطاق وكان شديد الاهتمام بفترات مختلفة.

وركزت المحاضرة «على تأثير ما أطلق عليه اسم طاعون جوستينيان الذي ظهر في القرن السادس، قبل صعود الإسلام، واستمر في معاودة الظهور حتى القرن التاسع. كذلك تحدث الدكتور باموك عن الموت الأسود الذي ظهر لأول مرة في القرن الرابع عشر وظل يعاود الظهور في الشرق الأوسط حتى القرن التاسع عشر. وقدم أمثلة على تأثير الوباءين وعواقبهما، لا سيما في جوانب التاريخ الاقتصادي والاجتماعي في الشرق الأوسط، مع بعض الأمثلة من التاريخ السياسي».

يذكر أن الدكتور شوكت باموك مؤرخ اقتصادي للسلطنة العثمانية، والشرق الأوسط، وأوروبا، ونشر له كثير من الكتب. وهو كان أستاذاً ورئيساً لدائرة الدراسات التركية المعاصرة في معهد لندن للاقتصاد (2013-2008)؛ ورئيساً لجمعية الاقتصاديات التاريخية الأوروبية (2005-2003)؛ ورئيساً لجمعية الاقتصاديات التاريخية الآسيوية (2014-2012)؛ كذلك شارك في تحرير مؤلَف المراجعة الأوروبية للتاريخ الاقتصادي (2015-2012)؛ وهو عضو في أكاديمية يوروبيا وأكاديمية العلوم، في اسطنبول.

بمناسبة المحاضرة، أطلق كتاب «بيت للتفهم: تآريخ في ذكرى كمال الصليبي»، ويضم مقالاتٍ لكبار المؤرخين المحليين والدوليين في مجالات تتصل ببحوث البروفسور الصليبي وفي حقول أسهم في التوسّع في دراستها، بدءاً من التاريخ اللبناني، ودراسات الكتاب المقدس، والدراسات الإسلامية، وما بعدها.

وأكد د. عبد الرحيم أبو حسين أن هذا الكتاب القيم، ينطلق من اهتمامات ودراسات الصليبي المتعددة التي أغنت المكتبة التاريخية والإنسانية ليقدم للقارئ أبحاثاً قيمة وحديثة من أبرز الأكاديميين من مختلف الاختصاصات».

كذلك قال الدكتور مكرم رباح، أستاذ التاريخ ومنظم هذا الحدث السنوي كطالب سابق لدى البروفسور الصليبي: «يشتهر كمال الصليبي في المقام الأول بمساهماته الضخمة في وضع تاريخ لبنان. مع ذلك، فإن ميراثه البحثي يتجاوز لبنان ويغطي مواضيع عبر الشرق الأوسط من زمان التوراة حتى الأزمنة المعاصرة. وبالتوازي، فإن مجموعة الأبحاث في الكتاب كُتِبت احتفاءً به وبذكراه وتغطي مواضيع اهتماماته من العصور القديمة، إلى العصور الوسطى، فالعصر الحديث العربي».

بيان

قالت الجامعة، في بيان لها، إن المؤرخ الصليبي «يعتبر أحد أبرز المساهمين في تاريخ لبنان الحديث، ولكن إرثه العلمي يتخطى لبنان إلى تاريخ الشرق الأوسط من حقبته التوراتية إلى تاريخنا المعاصر. من هنا، تشمل مجموعة الأبحاث والدراسات تكريماً للصليبي اهتماماته العلمية الكثيرة التي تمحورت حول التاريخ القديم والقرون الوسطى والتاريخ الإسلامي والأدب والفنون.

أما البروفسور شوكت باموك، فهو أحد أبرز الباحثين في التاريخ الاقتصادي للسلطنة العثمانية وتاريخ الشرق الأوسط.

وذكر بيان الجامعة الأميركية أيضاً أن لباموك مؤلفات عدة في حقل التاريخ الاقتصادي، منها ما ترجم إلى العربية بعنوان «التاريخ المالي للدولة العثمانية». وقد تبوأ مناصب عدة من بينها كرسي الدراسات التركية المعاصرة في مدرسة دراسات الشرق وافريقيا (جامعة لندن) ورئاسة الجمعية الآسيوية للتاريخ الاقتصادي، بالإضافة إلى كونه عضواً في الأكاديمية الأوروبية والأكاديمية العلمية في اسطنبول.

back to top