احتشد مئات المواطنين والمقيمين في وقفة احتجاجية نظمتها مجموعة من القوى السياسية في ساحة الإرادة، مساء أمس، استنكاراً لإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب القدس عاصمة لإسرائيل وعزمه نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إليها.

ووصف المتحدثون قرار ترامب بالجائر والمغتصب للحقوق التاريخية للأمة العربية والإسلامية، مبينين أن الكويت وشعبها لم ولن تطبع في يوم من الأيام، ولا من أي جانب، مع الكيان الصهيوني، وأنها أول من يقف من الشعب الفلسطيني والمحافظة على كيانه، مع التشديد على أن القدس ستبقى عاصمة لفلسطين والدول العربية.

Ad

في البداية، قال رئيس اللجنة الثقافية في المنبر الديمقراطي مشاري الإبراهيم، إن القرار التعسفي، هو محاولة فاشلة لشطب دولة فلسطين من خريطة العالم، مضيفاً أن المقاطعة الحقيقية لابد أن تكون ضد جميع ما يتعلق بالكيان الصهيوني اقتصادياً وسياسياً، مما سيؤلم هذا الكيان الغاصب، مشيراً إلى أن الكويت بأطيافها أولى الدول، التي وقفت ومازالت تقف مع القضية الفلسطينية، موضحاً أن القدس لن تكون إلا لفلسطين ولن تكون إسرائيلية، وستبقى مهد مقدسات الأمة العربية والإسلامية.

بدوره قال رئيس الاتحاد العام لعمال الكويت محمد الحضينة، إن القرار الخطير، الذي اتخذته الإدارة الأميركية بنقل سفارتها إلى القدس والاعتراف بها عاصمة للاحتلال الصهيوني، ليس إلا لخلط الأوراق وتأزيم الأوضاع وإعادة المنطقة والقضية سنوات إلى الوراء، مبيناً أن القرار مخالف لكل المواثيق الدولية وقرارات الأمم المتحدة والاتفاقات، التي حصل من خلالها الشعب الفلسطيني على الكثير من المكاسب، التي شكلت له منطلقات إيجابية في كفاحه الطويل، في الوقوف بوجه الاحتلال الإسرائيلي.

عودة الحروب

وذكر الحضينة أن الاتحاد العام لعمال الكويت يدين ويرفض القرار الجائر جملة وتفصيلاً ويعتبره تعسفياً وأتى في وقت شديد الحساسية والتعقيد، موضحاً أنه سيقلب الحقائق والمقاييس ويفسح المجال واسعاً لعودة الحروب والنزاعات المسلحة التي من شأنها أن تجلب العنف والدمار.

ولفت إلى أن الحملة العالمية الواسعة للقرار والمناهضة للسياسة الأميركية تجاه الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل هي خير دليل على الخطأ الكبير، الذي ارتكبه ترامب، ومن الضروري أن يقوم بإصلاحه تجنباً لانعكاساته السلبية على العالم.

من جهتها ذكرت ممثلة جمعيات النفع العام في الكويت لولوة الملا أن التجمع هو تعبير عن إرادة الشعب الكويتي وسخطه على الاعتداء، الذي قامت به الولايات المتحدة على الحقوق التاريخية للشعب العربي والفلسطيني، قائلة، إن جمعيات النفع العام تستنكر وتشجب بشدة هذا القرار المخالف للمعاهدات الدولية والمستفز لمشاعر الشعوب العربية والعالم، والذي منح الكيان الصهيوني مكاسب لا يستحقها ويهدف إلى تكريس معطيات جديدة مرفوضة ومستهجنة ستزيد صفحات الصراع مع الوجود الصهيوني الاستعماري على أرض فلسطين.

وأضافت أن الأمة العربية والإسلامية صُدمت بما أقدم عليه الرئيس الأميركي بالاعتراف بالقدس الشريف عاصمة للكيان الصهيوني الغاصب ونقل سفارة بلده إليها، مناشدة جميع المنظمات الدولية وحكومات العالم والمجتماعات الدولية والعربية بضرورة اتخاذ كل الوسائل والسبل للوقوف بوجه القرار وإبطاله والتصدي للممارسات والمخططات والانتهاكات الآثمة ومحاولة تركيع الشعب الفلسطيني وتهويد الأراضي المحتلة، مؤكدة أن فلسطين ستبقى عربية.

وعلى هامش الوقفة الاحتجاجية قال النائب السابق عبدالله التميمي، إنه بعد القرار الأرعن للرئيس الأميركي والتخطيط لتهويد القدس منذ عام 1948 لم تقف الحركات اللاحقة له، ونقول إن المسجد الأقصى والقدس كاملة لنا كمسلمين وعرب ونقول للدنيا جميعها إننا رفضنا هذا القرار.

وأضاف التميمي، "إننا نعول على الشعوب أكثر من الحكومات وعلى مدى 60 عاماً لم نتلمس من خلالها شيئاً، إذ استغلت الحكومات الأميركية المتعاقبة المشاكل والخلافات العربية، لكننا نقول إن القدس عاصمة فلسطين وتبقى حرة عربية لا نقاش في ذلك مهما كانت الظروف، ونحن في الكويت لا نقبل بالمساس بالقدس على كافة المستويات".

قرار جائر

وذكر النائب اسامة الشاهين أن "القدس ليست قضية العرب والمسلمين، بل كل الانسانية، وقرار الإدارة الأميركية جائر، حيث انني ادعو الحكومات العربية ازاء هذا الصلف الأميركي تجاه هذه القضية العادلة إلى استبعاد بيانات الشجب والاستنكار، لأن ما يعيد الحق هو القوة ورباط الخيل، لا التطبيع والاجواء المداهنة، رفضا لهذه الخطوة الجائرة"، مبيناً أن "جلسة الاربعاء المقبل مخصصة فقط للقضية الفلسطينية ورفض القرار الأميركي"، معتبرا "الاحتلال الصهيوني جريمة، ولا سلام الا باستعادة القدس".

من جهته، قال النائب أحمد لاري إن "هذا القرار استفاد منه ترامب استفادة داخلية انتخابية لكنه جاء عكسيا لصالح التيارات الداعية إلى الانتصار للقضية الفلسطينية العادلة، وهي قضية العرب والمسلمين، وستعود فلسطين محررة قريبا إلى حضنها العربي الإسلامي في ظل ظلم وعجرفة وغطرسة الكيان الصهيوني، فليس هناك حر له وجدان عادل يرضى بقرار الإدارة الأميركية نقل سفارتها للقدس، حيث اننا نريد القدس كاملة للشعب الفلسطيني".

بيان القوى يدعو إلى استمرار الاحتجاج حتى إلغاء القرار

تلا ممثل القوى السياسية أنس الشاهين بيان القوى السياسية في الكويت، والذي جاء فيه أنه مع ما يربط العرب والمسلمين من قيم دينية وقومية وإنسانية فإن «القدس الشريف ليس فقط ارضاً عربية، بل مهبط الأنبياء وأولى القبلتين وثالث الحرمين وعاصمة فلسطين العربية التي تساقط الشهداء دفاعاً عنها».

وأضاف البيان: «نحن اليوم نرفض ونستنكر القرار الأميركي الخاص بالاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة للكيان الصهيوني الغاصب، ونحتج على نقل مقر سفارتها، وهذا الرفض يأتي تأكيداً للموقف الكويتي قيادة وشعباً الرافض لأي محاولات للتطبيع مع الكيان الصهيوني»، مشيراً إلى أن «الشعب الكويتي بمختلف اتجاه تنظيماته السياسية يطالب الولايات المتحدة بإلغاء هذا القرار المعيب»، وعليه فستستمر حالة الاحتجاج حتى التراجع الكلي، فلا سلطة لمحتل على أراض محتلة.

الدلال: سنقدم قانوناً شاملاً للمقاطعة ورفض التطبيع

أكد النائب محمد الدلال أن هذه المشاركة في الوقفة الاحتجاجية على قرار نقل سفارة الولايات المتحدة الأميركية للقدس، والتي نظمتها الحركات والفعاليات السياسية في الكويت "وقفة مستحقة وواجب شرعي ووطني وتأكيد على رفضنا للكيان الصهيوني الغاصب لارض فلسطين"، مشددا على أن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب مخالف لكل الاتفاقيات والمواثيق الدولية وسيخلق أزمة كبرى في المنطقة وفي العلاقة مع أميركا.

وأكد الدلال أن مجلس الأمة الكويتي ومن خلال التنسيق بين النواب سيقدم قانوناً شاملاً وكاملاً للمقاطعة، وسيتم العمل مع المنظمات الدولية لرفض الكيان الصهيوني وممارساته، مبيناً أن "الموقف الكويتي جيد لكن نريد تصعيده أكثر وسيكون هذا القانون مكملاً لذلك من خلال قطع أي علاقة كانت مع الكيان الصهيوني وخصوصاً في أي جانب اقتصادي أو تجاري بالإضافة إلى رفض التطبيع جملةً وتفصيلا".

بدوره، قال النائب السابق حمد المطر إن هذه الوقفة الاحتجاجية ليست بغريبة على الشعب الكويتي الحي بقضاياه العربية والإسلامية دائماً وأبدا، وذلك بدءاً من سمو الأمير الذي كان ومازال يدعم القضية الفلسطينية العربية الإسلامية، لافتاً إلى أن الموقف الشعبي على مستوى المواطنين والمقيمين ضد كل المنافقين الذين ينافقون على قضايانا الإسلامية والعربية.

لقطات

• علت الهتافات والشعارات وأصوات الاهازيج المنددة بقرار الرئيس الأميركي في ساحة الارادة، وتنوع الحضور بين رجال ونساء وأطفال، رغم شدة البرودة رافضين إعلان القدس عاصمة للكيان الصهيوني.

• تواجد وكيل وزارة الداخلية المساعد لشؤون الأمن العام اللواء ابراهيم الطراح وعدد كبير من رجال الأمن للحفاظ على سير الوقفة الاحتجاجية بشكل آمن، وأظهروا التعاون الراقي مع المتجمهرين، بالإضافة إلى المحافظة على تنظيم حركة المرور للشوارع القريبة من ساحة الارادة.