القدس عاصمة فلسطين العربية الأبدية
ما دام ترامب قد اتخذ ترامب قراره بنقل سفارته إلى القدس واعتبار القدس عاصمة لإسرائيل فإن الرد يجب أن يكون بقدر الفعل، وعقل بمستوى عقله يجب أن يرد عليه بالطريقة التي يفهمها. أنا لا أدعو إلى العنف لأنه شأن العاجزين عن التصرف الموجع وجعا حقيقيا ومؤثرا، هو وأجهزته حسبوا لردة الفعل الشعبية وتوقعوا المظاهرات والاحتجاج أمام السفارات، وكما هي العادة هذه عمليات تنفيس عن الغضب سرعان ما تخمد، لكن اتخاذ إجراءات ضد الشركات الأميركية في الشرق الأوسط وفي بلاد المسلمين وكل الأصدقاء الآخرين من شأنه أن يجعل الجميع يحسون بفداحة هذا القرار.أولى الخطوات المطلوبة هي خروج كل الدول العربية وغيرها من الدول الإسلامية من أي اتفاقات وأي وعود تمت مع الكيان الصهيوني أو أي من منظماته، فلتسقط معاهدة كامب ديفيد مع مصر أو مع منظمة التحرير الفلسطينية ولتطرد كل السفارات والمكاتب التجارية وأي مؤسسة "إسرائيلية" من بلادنا العربية.
أي دولة عربية اعتقدت في يوم من الأيام أن التعامل السلمي مع "إسرائيل" سيجعلها تتقدم خطوة لتقبل الحلول السلمية عليها أن تطلب من مكاتب العدو أن ترحل وتقطع أي علاقة معها، وأي عهود أو وعود قطعت للرئيس الأميركي يجب أن يبلغ بانتهائها وكأنها لم تكن، هذا الرئيس لا ينفع معه إلا اللغة المباشرة والقوية. الجانب الأكثر أهمية هو وقف العلاقة مع الشركات الأميركية وأي من فروعها أو تحالفاتها، ما دام هذا موقف رئيسكم من قضايانا فنحن غير مستعدين للتعامل معكم، لتوقف كل العروض ولنوقف استيراد أي شيء من الولايات المتحدة ما دام هذا القرار قائما، خصوصا الصفقة التي تمت مع الرئيس الأميركي مع دول الخليج أثناء زيارته غير الميمونة هذا العام إلى السعودية.جانب الأعمال هو ما يهم الأميركيين وهو ما يوجعهم، فإذا كنا جادين في الاحتفاظ بالقدس فليكن القرار موجعا بما فيه الكفاية، أما الاعتراضات والاحتجاجات فيجب أن تستمر لكن بدلا من تعطيل الحياة يجب أن نستخدم كل وسائط الاتصال الحديثة وإيصال احتجاجنا لكل الدول والمنظمات العالمية وللشعب الأميركي ومجالسه المختلفة، فكثير من أبناء الشعب الأميركي يرفضون قرار الرئيس ما عدا طائفة واحدة جلها في نيويورك. وقد بدأت حملة توقيعات لرفض قرار الرئيس فيجب أن نتواصل مع الأميركيين ونشرح لهم قيمة القدس وقضية فلسطين والظلم الواقع على الشعب الفلسطيني، ونبين أسباب مقاطعتنا للشركات الأميركية. نحتاج إلى وحدة وقوة وتضحية وصبر لتأتي نتائج هذا الموقف، ولنترك للشعب الفلسطيني مهمة الدفاع العملي عن المدينة المقدسة.