«ليال عربية صاخبة»!
«ليالٍ عربية» برنامج يعمل منذ انطلاقته، كما يقول مسعود أمرالله آل علي المدير الفني لـ «مهرجان دبي السينمائي الدولي»: «على جمع صانعي الأفلام العرب وغير العرب ليرووا قصصاً اجتماعية وإنسانيّة تعكس الواقع العربي»، وتقول دلفين غارد مروّة، مبرمجة «ليالٍ عربية»: «يُعد أحد أكثر البرامج ترقّباً من قبل جمهور المهرجان، كونه يعرض الاختلافات الثقافيّة في العالم العربي من خلال السينما الساحرة، ويتناول قضايا تعاني منها الشعوب العربية في وقتنا الراهن».من هنا يترقب رواد المهرجان، ما ستسفر عنه الدورة الرابعة عشرة (6 – 13 ديسمبر 2017)، من أفكار طازجة، وأعمال مبتكرة، تطرح وجهات نظر متنوعة، وتُرضي الذائقة الجماهيرية، التي تبحث عن الاختلاف والتميز.
11 عملاً مختلفاً تطير بالجمهور إلى السويد وباريس ثم المغرب وفلسطين، في رحلة ثقافية وإنسانية حول العالم، تُصبح مرآة عاكسة للثقافة العربيّة المتنوعة، وتُظهر عمق واتساع الثقافة العربية؛ حيث يشارك المخرج الفرنسي غاييل موريل، بفيلمه الأحدث «ألحق الريح»، الذي شهد «مهرجان تورونتو السينمائي» عرضه العالمي الأول (فتاة في الخامسة والأربعين من عمرها، تعمل في مصنع نسيج، تقرر الانتقال بعملها إلى مدينة طنجة المغربية، رغم معارضة كلّ مَنْ حولها، تبدأ حياة تتحمّل خلالها المصاعب كي لا تخسر عملها، وتواجه ظروفاً قاسية في المصنع والمستوى المعيشي المتردي)، ومن فرنسا يعود الممثل والمخرج رشيد حامي إلى المهرجان بفيلمه «صف الأوركسترا» (مدرّس آلة الكمان المحبط الذي يكتشف امتلاك تلميذه في الصف السادس موهبة حقيقية في العزف، ويتمكّن تدريجيّاً من استعادة حبّه وشغفه بالموسيقى والعزف متأثراً بشغف التلميذ، وبقية الطلّاب المفعمين بالحيوية والطاقة الإيجابية) بينما تشارك المخرجة البرازيلية جوليا باشا بفيلمها «نائلة والانتفاضة» (تعيش «نائلة عايش» ومجموعة من النساء الفلسطينيات الشجاعات اللواتي برزن من صلب المجتمع الفلسطيني خلال الانتفاضة الأولى في أواخر الثمانينيات، ويتحدين الاحتلال الإسرائيلي، من خلال توزيع منشورات للإضراب عن المنتجات الإسرائيلية، وهو ما تعتبره إسرائيل جُرماً، لكنّ النساء، يواصلن نضالهن). وتعود المخرجة البوسنية عايدة بيجيك إلى المهرجان مع فيلمها الروائي الطويل «لا تتركني» (عالم ثلاثة أيتام مهاجرين يقيمون في مخيم للاجئين السوريين في تركيا، يروون قصصهم، التي تعكس الأمل والحب، والصداقة التي تجمع بينهم، وتعكس سعيهم وهدفهم المشترك إلى إيجاد حياة أفضل خارج المخيم، وأهميّة الاعتماد على بعضهم البعض لمواجهة المصاعب والأخطار، رغم اختلاف طباعهم والخلافات بين بعضهم البعض).النروِج تشارك، أيضاً، في «ليالٍ عربيّة»، بفيلم «69 دقيقة من 86 يوماً»، للمخرج أيغيل هاسكجولد لارسن، الذي يتناول محنة اللاجئين (طفلة في الثالثة من عمرها تهرب مع ملايين اللاجئين من مناطق تعاني الحروب إلى مدن آمنة في أوروبا، بُغية الوصول إلى جدّها في السويد) ويشارك المخرج الجزائري كريم موسوي بفيلمه الطويل «طبيعة الحال (ثلاث قصص مختلفة تنقل للمشاهد واقع المجتمع الجزائري القاتم والصعب عقب الحرب الأهلية الجزائرية في فترة التسعينيات)، أما المخرجة التونسية «كوثر بن هنية» فتعرض فيلمها «على كف عفريت» (تنجذب الطالبة الشابة «مريم»، خلال حفلة جامعية، إلى «يوسف»، وبعد ساعات قليلة من لقائهما ينزويان في مكان معزول لكن يقع ما لا يُحمد عقباه)، وينضم المخرجان «ستيفاني بروكهاوس» و{أندريس وولف» إلى المهرجان بفيلمهما غير الروائي «الشاعرة» (قصة الشاعرة السعودية «حصّة هلال» التي اشتركت في برنامج «شاعر المليون» في أبوظبي، الذي يهيمن عليه الشعراء الرجال، من دون أن تكشف وجهها للجمهور، وتنجح في الوصول إلى نهائيات المسابقة). ويشارك المخرج اللبناني / الفرنسي نديم تابت بفيلمه «يوم ببيروت» (مدينة بيروت في أحد أيام الخريف قبل انفجار الفوضى فيها، لكن اليوم بالنسبة إلى «مايا» و{طارق» و{ياسمينا» و{رامي»، ليس إلا يوماً عاديّاً يتساءل فيه الشباب عن موضوعات شتّى مثل العلاقات والحب والسهرات).مصر تشارك بدورها بالفيلم الطويل «طلق صناعي» للكاتب المصري خالد دياب، في أوّل تجربة إخراجية، (بعد عدّة محاولات فاشلة للحصول على التأشيرة للسفر إلى الولايات المتّحدة، يقرّر زوج التمترس في السفارة الأميركية واحتجاز رهائن لتتمكن زوجته من وضع وليدها داخل مبنى السفارة حتى يتسنّى لذلك الوليد الحصول على الجنسية الأميركية). ومسك الختام مع المخرج والمنتج والكاتب المصري أحمد عامر، الذي يقدّم فيلمه «بلاش تبوسني» في عرضه العالمي الأوّل (قصة مخرج شاب يتعرض لصدمة عند تصوير فيلمه الأول بسبب انسحاب النجمة أثناء التصوير، وقرارها باعتزال التمثيل وارتداء الحجاب خلال مشهد حميمي تتخلّله قبلة تعد محورية ضمن أحداث الفيلم، ولا يعرف كيف ينهي فيلمه).«مهرجان دبي السينمائي الدولي» يُدرك كيف يجتذب الجمهور العاشق للسينما بوجبة دسمة تجمع بين الإثارة ولا تخلو من المتعة.