أحيا المطرب صابر الرباعي حفلا غنائيا جماهيريا ناجحا في أول ظهور له بالكويت، حيث اعتلى النجم التونسي المسرح الوطني بمركز جابر الأحمد الثقافي لما يقارب ثلاث ساعات، أطرب خلالها الجمهور بالعديد من الأغنيات المميزة التي شكلت شخصيته الغنائية، وكانت علامة مميزة في مشواره الفني، وظلت باقية في أذهان محبيه من الجمهور الذين حضروا خصوصاً له، ورافق الرباعي خلال الحفل المايسترو قيس الميلتي.

وأطل الرباعي على وقع صيحات وتصفيق الجمهور، وحرك مشاعر الحاضرين بقوة، حيث استهل الحفل بأغنية "يا أغلى"، التي ألفها حمد بن علي الكعبي، ولحنها نزار عبدالله، ومن كلماتها: "يا أغلى ما عندي وش باقي مسويته لك ملكت الروح أول وتالي / طيفك يشاركني إذا مرة صديت ويقولي مالك في حياتي بدالي/ أنا حبيبي كل مارحت وجيت يحرم على طيفك يفارق خيالي/ ساكن وسط قلبي ولا مثلك اغليت وغيرك حياتي لا ما يطري في بالي".

Ad

ثم وجه الرباعي كلمة إلى الجمهور، أعرب فيها عن سعادته بالغناء في هذا الصرح الكبير، لافتا إلى أن الأمسية ستكون متنوعة بالعديد من الأعمال التي أحبها الجمهور، وأغان جديدة.

واضاف: "مساء الحب والسعادة الدائمة لكم، وللكويت، وكل الشعوب العربية، وجودنا اليوم حتى نحتفل مع بعض، ونقضي أوقاتا ممتعة، رغم أحزاننا التي نعيشها اليوم في هذا الظرف العصيب، لكن الأمل دائما يكون موجودا بوجودكم وبالثقافة، والفن، وبدور الثقافة، وبهذا الصرح الجميل جدا، مركز جابر الأحمد الثقافي الذي استدعانا اليوم".

وتابع: "أنا شخصيا وكل أعضاء فرقتي من تونس سعداء بهذه الدعوة الجميلة جدا، وإن شاء الله تتكرر هذه اللقاءات والمناسبات حتى نبقى دائما نعيش على الفرح، وفي فرح وأمل، وفي سلام دائم في وطننا العربي"، مضيفا: "الحياة تستمر بصمودنا، وإيماننا بأن قضيتنا العربية الإسلامية هي قضية كل الدول العربية دون استثناء".

خبرة طويلة

وبعد أن أنهى الرباعي كلمته قال لجمهوره "جاهزين"، وتجاوب معه الجمهور بالتصفيق والهتاف، فأشعل حماسة الجماهير مرددين معه "جاهزين"، واستهل وصلته التالية بأغنية "يا عسل"، وألهب أحاسيس الجمهور ونقلهم إلى أجواء رومانسية حالمة بـ"شارع الغرام".

وبعد أن غنى "عزة نفسي"، قال لجمهوره: "أحسنتم... كورال ما شاء الله... فنانين بالفطرة". اللافت أن الرباعي اكتسح المسرح بصوته وحضوره القوي الذي ينم عن خبرة طويلة ومسيرة فنية حافلة، في الغناء ومخاطبة الجمهور الذين تجابوا معه طوال فترة الحفل.

وواصل الرباعي تألقه بغناء "عالطاير"، وهي من ألحانه ومن كلمات نزار فرنسيس، ثم أدى ثلاث أغان هي "مثلت الحب عليا"، و"روح الله يحميك"، من ألحانه وكلمات نزار فرنسيس، و"عد حبايبك"، كلمات بهاء الدين محمد، وكان الجمهور منتبها متفاعلا يردد معه الأغاني بانسجام.

أغان تونسية

وفي تخاطبه مع الجمهور ذكر: "سأسمعكم أغاني تونسية"، وانطلق ليغني "يا دلولة"، كلمات حاتم الفيزاني، وألحان عصام الشرايطي ومن أجوائها: "يا حلوة اش محليك/ سكر ولا طبيعة فيك بسماتك نظراتك / آه يا ساتر من عينيك يا دلولة عليك نموت / يا أحلى من طعم التوت يا دلولة عليك نموت".

وجاء برنامج الحفل زاخرا بكثير من الأغاني الجميلة، فغنى الرباعي "ببساطة"، بعدها قال: "سأسمعكم أغنية جديدة قمت بإنزالها في وسائل التواصل الاجتماعي، وهي "جرح ما شفى"، كلمات مازن ضاهر، وألحان فضل سليمان.

واضفت الاضاءة الخافتة جوا ساحرا تناغم مع عذوبة الأغاني والموسيقي، وتوقف الرباعي وقال للجمهور "أغنية أتذكرك أحبها كثيرا، وهي من الأغاني الخليجية". المميز في الرباعي ليس صوته الآسر فحسب، بل العمق في أدائه الذي يجعلك تشعر وكأنه يغني لك وحدك.

أهلنا في فلسطين

وصفق الجمهور للرباعي عندما قال "يجب علينا أن نفكر في أهلنا في فلسطين، ونقول نحن معكم بقلبنا، وبروحنا، وبديننا معاكم لآخر نفس فينا، لأن قضيتنا الأولى هي القضية الفلسطينية"، وأشار الى أن هناك كلمات لأغنية جديدة بصدد تحضيرها للقضية الفلسطينية.

وغنى الرباعي أغنية شهيرة بفلسطين غناها العام الماضي، وهي "يا طير الطاير"، وباحساسه المرهف وصوته الجميل غنى أغنيته الشهيرة "أتحدى العالم"، و"سيدي منصور"، وهي أغنية شهيرة من ألبومه الصادر عام 2000 بعنوان سيدي منصور، وتعرف شعبيا بـ"الله الله يا بابا" و"سيدي منصور يا بابا". ولم يبخل الرباعي على جمهوره بأي أغنية طلبوها، حيث لبى طلبهم وغنى "برشا".

قاد الفرقة الموسيقية المايسترو قيس الميلتي، بمعية نخبة من الموسيقيين، منهم على الكمان عبدالباسط المتسهل، نوفل بن محرز، محمد الغربي، هشام عماري، عطيل معاوي، بشير الفاتي، يوسف بنلهاني، وعلى آلة الغيتار عبدالعزيز الطرابلسي، وسيفيان سعيد، وعلى آلة الأورغ سامي المعتوقي وأحمد الكلبوسي، اما فريق الكورال فضم رفيق الراججي، حمزة أبا، حمدي عمر، حسني نغموشي، والإيقاع كان للمعز الطرابلسي، فراس بن سليماني، سليم بالليل.