العراق يحتفل بدحر «داعش» وواشنطن باقية عسكرياً

• الأكراد يطالبون العبادي بالاعتذار لتجاهله «البيشمركة»
• الخزعلي يترأس احتفالاً موازياً لـ «الحشد»

نشر في 11-12-2017
آخر تحديث 11-12-2017 | 00:04
نظمت السلطات العراقية عرضاً عسكرياً مركزياً في العاصمة بغداد بمناسبة إعلان رئيس الحكومة حيدر العبادي دحر تنظيم «داعش»، في وقت أكدت واشنطن أنها باقية عسكرياً في العراق لضمان عدم عودة التهديد من التنظيم الإرهابي.
شهدت العاصمة العراقية بغداد، أمس، عرضاً عسكرياً كبيراً احتفالاً بـ«الانتصار العسكري» على تنظيم داعش، الذي أعلنه رئيس الوزراء حيدر العبادي.

وفي ساحة نصب الجندي المجهول بالمنطقة الخضراء حيث المقار الرئيسية للوزارات والسفارات الأميركية والبريطانية، قدم العبادي تحيته من على منصة التحية في ساحة الاحتفالات الكبرى للقطاعات من مختلف صنوف القوات العراقية، التي قدمت عرضا عسكريا بمواكبة المروحيات والطيران الحربي الذي كان يجول في السماء.

ويعد هذا «الانتصار» الأكبر الذي يشهده العراق منذ اجتياحه عام 2003.

ولم تفرض القوات الأمنية أية إجراءات أمنية عند مداخل الطرق المؤدية إلى مكان الاحتفال، وتسير الأمور بشكل طبيعي في شوارع بغداد، وهو عكس ما كان يجري في مناسبات سابقة.

الأكراد

وأصدرت الكتل الكردستانية الخمس، أمس، بيانا بشأن خطاب إعلان النصر لرئيس الوزراء حيدر العبادي، اعتبرت فيه أن عدم ذكر قوات البيشمركة في الخطاب هو نكران لتضحياتهم، داعية رئيس الوزراء إلى التصحيح والاعتذار.

وقالت الكتل في بيانها المشترك: «صدمنا اليوم مرة أخرى بسلوك رئيس الوزراء، وهو يذكر كل أطياف المنظومة الأمنية العراقية عدا قوات البيشمركة التي هي جزء من منظومة وزارة الدفاع، مما يعد تجاهلا علنيا لتضحيات عشرات الآلاف من شهداء وجرحى وأسرى وضحايا البيشمركة الذين سدوا الفراغ الذي تركه انسحاب قطاعات الجيش في الصدمة الأولى لزحفهم الأسود على مدن العراق». وانتقدت وزارة البيشمركة رئيس الوزراء لعدم ذكر دور قواتها في كلمته.

«الحشد»

من جانب آخر، أقامت فصائل الحشد الشعبي المسلحة احتفالا شعبيا كبيرا في مقبرة وادي السلام بمدينة النجف قرب أضرحة قتلى الحشد الشعبي لمناسبة انتصار القوات العراقية وانتهاء صفحة «داعش» العسكرية في العراق بحضور شعبي كبير.

وقال الأمين العام لحركة «عصائب أهل الحق» قيس الخزعلي، في كلمة خلال الاحتفالية، إن «اليوم هو يوم النصر العظيم والنهائي على داعش»، مبيناً أن «من حق العراقيين أن يفتخروا بأنهم الأشجع في العالم».

وأضاف الخزعلي: «حملنا السلاح دفاعاً وامتثالاً لأوامر المرجعية والواجب الوطني، نحن دعاة سلام لا دعاة حرب، ومع دعوة حصر السلاح بيد الدولة»، متابعاً: «نحن مع ارتباط الحشد الشعبي بالقائد العام للقوات المسلحة، وأن يكون جهازاً عسكرياً».

ودعا الخزعلي الحكومة إلى «ضرورة تثبيت حقوق مجاهدي الحشد الشعبي»، مشيراً إلى أنه «ليس من الإنصاف أن يعامل مقاتلو الحشد الشعبي كمتعاقدين إلى الآن».

وزاد: «سنتصدى لدواعش السياسة كما تصدينا للدواعش الإرهابيين»، لافتاً إلى أن «إنهاء المحاصصة مسألة أساسية لا مناص عنها».

التحالف

في السياق، أعلن التحالف الدولي بقيادة واشنطن، أمس، أنه سيواصل الوقوف مع العراق لضمان عدم تمكن «داعش» من تهديده. وقال التحالف في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، إنه «سيواصل الوقوف مع العراق لدعم قواته الأمنية واقتصاده واستقراره للمساعدة على ضمان عدم تمكن (داعش) مرة أخرى من تهديد شعب العراق أو استخدام أراضيه كملجأ»، مشيرا الى «أننا اذ نحتفل بالانتصار التاريخي الذي تحقق، ننظر إلى العمل الذي لا يزال قائماً».

وثمن التحالف «تضحيات الشعب العراقي وقواته الأمنية وقوات البيشمركة، ونحترم روح الوحدة في صفوفهم التي جعلت هذا اليوم ممكناً»، مشددا على ضرورة «تجديد هذه الروح واستمرارها في الوقت الذي يعمل العراق على تعزيز هذه المكاسب التاريخية خلال العام المقبل».

من جهتها، رحبت الولايات المتحدة بانتهاء «احتلال» تنظيم داعش «الشنيع» لمناطق واسعة في العراق، لكنها حذرت من ان هؤلاء لا يزالون يشكلون تهديدا.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية هيذر ناورت، أمس، إن «إعلان العراق يشير الى انتهاء آخر فلول الخلافة التي أعلنها التنظيم الإرهابي في العراق، وأن الأشخاص المقيمين في تلك المناطق قد تحرروا من سيطرته الوحشية».

وأضافت أن «الولايات المتحدة تضم صوتها الى صوت الحكومة العراقية في التشديد على أن تحرير العراق لا يعني أن المعركة ضد الإرهاب أو ضد داعش في العراق قد انتهت».

وأوضحت أنه «يجب أن نكون متيقظين في التصدي لكل عقيدة متطرفة من أجل منع عودة التنظيم وظهور تهديدات مصدرها مجموعات إرهابية أخرى»، لافتة إلى أنه «خلال فترة احتلاله الشنيع لمناطق واسعة في العراق، كشف التنظيم طبيعته المقززة عبر استخدام أطفال ومدنيين آخرين كدروع بشرية، وتحويل مستشفيات ومساجد وجامعات ومدارس الى مشاغل لصنع الأسلحة ومنشآت تخزين وقواعد لعملياته الإرهابية».

وأكدت المتحدثة أن التحالف الدولي «فخور بدعمه القوات الأمنية العراقية التي حاربت بشجاعة لإلحاق الهزيمة بهؤلاء الإرهابيين».

إلى ذلك، كشف مصدر مطلع، أمس، أن إدارة الطيران الأميركي والشركات المؤتلفة معها تعاود التحليق بالأجواء العراقية بعد إعلان النصر.

وقال المصدر، إن «إدارة الطيران الأميركي الفدرالي FAA خفضت تحذير الطيران الى ارتفاع 26 ألف قدم بعد إعلان النصر وانتهاء العمليات العسكرية في العراق».

وأضاف المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن «خفض التحذير سيسمح لطائرات شركات الطيران الأميركية والطائرات المسجلة في أميركا وطائرات شركات الطيران الأخرى المؤتلفة معها بمعاودة التحليق في الأجواء العراقية مرة أخرى».

back to top