شروط مصرية لاستئناف مفاوضات «النهضة» مع إثيوبيا والسودان
• طالبت بوقف أعمال البناء وإنهاء المفاوضات منتصف 2018
• السيسي وبوتين يوقعان اليوم عقود «الضبعة»
حددت القاهرة عدداً من الشروط لاستئناف المفاوضات المتعلقة بسد «النهضة» المائي، مع الجانبين الإثيوبي والسوداني، بعد توقف هذه المفاوضات لأكثر من شهر، بينها وضع توقيت لإنهاء المفاوضات، والسماح للوفود المصرية بالمتابعة الدورية لأعمال بناء السد، في حين يلتقي الرئيس عبدالفتاح السيسي نظيره الروسي فلاديمير بوتين اليوم في القاهرة.
بعد نحو شهر من إعلان الحكومة المصرية تجميد المفاوضات مع إثيوبيا والسودان حول "سد النهضة" المائي، الذي أثبتت الدراسات أنه سيؤثر سلباً على حصة مصر السنوية من مياه النيل، علمت "الجريدة" من مصدر حكومي رفيع أن مصر لن تستأنف المفاوضات مع إثيوبيا والسودان، إلا بعد الاتفاق على وضع جدول زمني لانتهاء تلك المفاوضات، في موعد أقصاه منتصف 2018.وكان وزير الموارد المائية والري والكهرباء في السودان، معتز موسى، قال قبل أيام، إن بلاده وإثيوبيا ينتظران الرد المصري لاستئناف مفاوضات سد النهضة، مؤكدا أنها توقفت بعد أن طلب وزير الري المصري محمد عبدالعاطي، مهلة للتشاور، عقب خلافات بين الدول الثلاث في اجتماعها الأخير، موضحاً أن الخلاف ينحصر في 3 نقاط.وأضاف المصدر الحكومي أن القاهرة تتمسك بوجود تعهد كتابي من إثيوبيا بعدم المساس بحقوق مصر في مياه النيل، والالتزام بدراسات المكتب الاستشاري الخاص بعمل دراسات السد، وأن الحكومة حددت هذه الشروط للاستجابة لمطلب استئناف المفاوضات في موعد أقصاه 6 أشهر من الآن.
وتابع أن مصر طلبت تشكيل لجنة دولية تتابع سير المفاوضات، على أن تكون قراراتها ملزمة للجميع، إلى جانب وقف العمل في بناء السد لحين الوصول إلى حل تفاوضي ملزم ومُرضٍ لجميع الأطراف، فضلاً عن تعهد كتابي من إثيوبيا بمنع بناء أي سدود مستقبلاً، والسماح لوفد مصري بمتابعة أعمال بناء السد بشكل دوري.في السياق، نفى محافظ البنك المركزي طارق عامر قيام بنوك مصرية بالمشاركة في تمويل بناء سد النهضة الإثيوبي، واصفا ذلك بـ"التخاريف"، في حين أعلنت وزارة الري المصرية أنها تدرس إنشاء أكبر سد في شلاتين لتخزين 7 ملايين متر مكعب من مياه السيول.وقال أستاذ المياه والتربة في جامعة القاهرة، نادر نورالدين لـ"الجريدة": "مباحثات سد النهضة وصلت إلى مرحلة بالغة التعقيد، والأهم خلال الفترة المقبلة هو انتزاع تعهد كتابي من أديس أبابا، بالحفاظ على تدفقات مياه النيل الأزرق التي تصل إلى مصر سنوياً".
زيارة بوتين
على صعيد آخر، يبدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين زيارة رسمية إلى مصر، اليوم، يعقد خلالها مباحثات قمة مع نظيره المصري عبدالفتاح السيسي، لمناقشة العلاقات المشتركة، إلى جانب بحث تطورات الأوضاع في المنطقة. وبحسب مصدر مطلع تحدث مع "الجريدة"، فإن الزيارة ستشهد توقيع عقود إنشاء محطة الضبعة النووية، والمنطقة الصناعية الروسية في شرق بورسعيد، بالإضافة إلى عقود تعاون في مشاريع الغاز وتجديد مصنع الحديد والصلب وتحديث البنية التحتية للسكك الحديدية.في السياق، قال وزير الخارجية سامح شكري، إن زيارة الرئيس الروسي هي زيارة عمل، مشيراً في تصريحات متلفزة، أمس الأول، إلى أن مصر وروسيا بينهما علاقات تاريخية مشتركة. ورداً على سؤال بشأن اقتراب موعد استئناف الرحلات الجوية بين موسكو والقاهرة، أوضح شكري: "ليس هناك تاريخ محدد، وهذه القضية مثارة بين الجانبين، وهناك اتصالات على المستوى الفني".ملفات التعاون
وبحسب مصدر مصري مطلع، فإن زيارة بوتين للقاهرة تكتسب أهمية خاصة، كونها ستناقش موضوعات حساسة، على رأسها مكافحة الإرهاب والتعاون الأمني، مشيراً إلى أن القاهرة وموسكو قررتا تشكيل لجنة أمنية مشتركة تكون مسؤولة عن تبادل المعلومات عن التنظيمات والعناصر الإرهابية، خاصة مع قرب استضافة روسيا مونديال كأس العالم 2018.ولفت المصدر إلى أن اللجنة ستعمل على حصر الجماعات الإرهابية في سورية وليبيا والعراق، وتوجيه ضربات استباقية، فضلاً عن وضع لائحة بأسماء العناصر الإرهابية في الدولتين، والاشتراك في وضع خطط أمنية مشتركة.أما فيما يتعلق بالملف السوري، فقال: "هناك اتفاق بين الدولتين على أن مصر ستطرح وثيقة بهدنة شاملة في سورية تتضمن وقف الاقتتال 3 أشهر لإيصال المساعدات وعلاج المصابين، يعقبها الدخول في مفاوضات مباشرة مع الحكومة السورية، على أن يحضر اجتماعات الفصائل السورية ممثلون عن روسيا والشركاء الإقليميون والأمم المتحدة.وعن الأوضاع في فلسطين، ذكر أن مصر وروسيا اتفقتا على اتخاذ موقف موحد لمواجهة الموقف الأميركي الأخير بشأن القدس، والعمل على وضع رؤية موحدة تضمن تراجع أميركا.ووصف الباحث في "مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية"، نبيل رشوان، لـ"الجريدة" علاقات مصر وروسيا بـ"الجيدة"، وتابع: "رغم التباين في معالجة بعض المسائل إلا أنها أمور لا ترقى إلى الخلافات". إلى ذلك، وبعد ساعات من اختتام الوفد الليبي الذي ناقش في القاهرة، أمس الأول، إمكانية دمج المؤسسة العسكرية وإعادة هيكلتها، استقبل الرئيس السيسي، أمس، رئيس المجلس الرئاسي الليبي، فايز السراج، وقال الناطق الرئاسي بسام راضي إن الرئيس أكد موقف مصر الثابت الداعي إلى ضرورة التوصل إلى حل للأزمة في ليبيا من خلال المسار السياسي.مقتل تكفيري
على الأرض، وفيما له صلة بتطورات الحملة العسكرية التي يقودها الجيش لتطهير سيناء من الإرهابيين، قال المتحدث باسم الجيش العقيد تامر الرفاعي إن قوات إنفاذ القانون تمكنت من قتل عنصر تكفيري شديد الخطورة، وتوقيف اثنين مشتبه في دعمهما للعناصر الإرهابية وسط سيناء.برلمانياً، استنكرت لجنة حقوق الإنسان في مجلس النواب ما اعتبرته تشويهاً متعمداً لحقيقة الأوضاع الحقوقية في مصر، على خلفية ما شهدته جلسة مناقشة أوضاع حقوق الإنسان في مصر التي عقدها الكونغرس الأميركي بلجنة "توم لانتوس لحقوق الإنسان". وقال بيان صادر عن رئيس اللجنة النائب علاء عابد، أمس، إن "البيان يفتقد الحياد، فضلاً عن وقوعه في فخ الأكاذيب".