مرافعة : فشل الإدارة وسمسرة الحجاب!
![حسين العبدالله](https://www.aljarida.com/uploads/authors/233_1678300581.jpg)
أكثر من عام مر على افتتاح مبنى محكمة الرقعي الجديد، الذي صرفت عليه الدولة مبالغ طائلة حتى ينعم القضاة والمتقاضون والمحامون بخدمات إدارية تتناسب مع قيمة ما دفع، لا نملك، للأسف، إلا الحسرة والألم لما نشاهده اليوم، حيث وجدت المباني لكنها معيبة وقاصرة، ووجد الموظفون والمسؤولون ولكن تعثرت الإدارة، وضاعت كل الآمال التي كنا ننتظرها بسبب ضعف الإدارة التي أتت من رحم الواسطة والمحسوبية والمحاصصة في تعيين المناصب الإشرافية، ومن ثم الإدارية التي تتولى زمام المسؤولية والمحاسبة!مخجل جداً أن تحتفل وزارة العدل بإنجاز خدمات إلكترونية للمتقاضين، في حين تدار الخدمات التقليدية، كاستخراج الأوراق والأحكام وضم الملفات، عبر «سوق سمسمرة» من بعض ضعاف النفوس من الحجاب، الذين يستغلون غياب فاعلية العناصر البشرية المحسوبة علينا كموظفين في الوزارة. ومخجل أيضاً أن نتباهى بإنجاز الخدمات الإلكترونية ومندوبو الإعلانات في محكمة الرقعي لم ينجزوا خلال الأسابيع الماضية أكثر من 100 صحيفة، بسبب تراكم صحف الدعاوى التي تم الإعلان عن جزء منها، وتم إهمال الجزء الآخر بسبب قلة أعداد الموظفين هناك، في حين تولت الوزارة عبر إداراتها مهمة نقل ملفات القضايا إلى محكمة الرقعي، وكان يتعين عليها أن تكون مدركة لتبعات هذا القرار، ومنها أن مسألة نقل الدعاوى تتطلب إيجاد العناصر البشرية الكافية لتغطيتها وعدم المراهنة على إيذاء الناس وتحميلهم أضرار قراراتهم المعيبة!في الختام أتمنى أن يواجه المسؤولون اليوم قضية محكمة الرقعي بكل مسؤولية وأمانة للقسم، وأن يدركوا تماماً أن ما يكتب في هذا الصدد يهدف إلى تطوير هذا المرفق الذي كنا ننتظر وجوده طويلاً، وفي المقابل أن يعيد من يتولى مسؤولية إصدار القرار في الوزارة النظر في طريقة إدارة المرافق التابعة للقضاء، لأنها باتت تؤثر على تحقيق العدالة وإنجازها، لاسيما في ضوء الشعار الذي رفعته الوزارة وهو العدالة الناجزة!