برعاية سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، وبحضور نائب وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ علي الجراح، افتتحت أعمال المؤتمر الدولي السادس "علاقات عمان بدول المحيط الهندي والخليج" خلال الفترة من القرن السابع عشر إلى القرن التاسع عشر، الذي تنظمه هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية بالتعاون مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، بحضور رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية بسلطنة عمان د. حمد الضوياني، وذلك بمركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي.

ويأتي تنفيذ المؤتمر بمباركة سامية من جلالة السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان، والذي يعقد خلال الفترة من 11 الى 13 الجاري، فيما يستمر المعرض الوثائقي في استقبال زواره حتى 16 منه.

Ad

وفي كلمة ألقاها الجراح قال: يشرفني بداية أن أنقل إليكم تحيات راعي المؤتمر، سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله ورعاه، وتقديره لجهود القائمين على هذا المحفل العلمي المتخصص. كما يسرني بالأصالة عن نفسي، وبالنيابة عنكم جميعا، أن أرفع أسمى آيات الشكر والعرفان على تفضل سموه برعاية المؤتمر الدولي السادس حول علاقات عمان بدول المحيط الهندي والخليج، وهي التفاتة كريمة توضح بشكل جلي وبارز مدى الاهتمام الذي يوليه سموه للإرث التاريخي المتجذر لسكان منطقة الخليج العربي والعلاقات القديمة بدول الإقليم بكل مضامينها السياسية والاجتماعية والاقتصادية والإنسانية والعمرانية.

صور تعاون

وتابع الجراح: "أود في هذه المناسبة المهمة أن أعرب عن تقديري لهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية في الشقيقة سلطنة عمان برئاسة د. حمد الضوياني على اهتمامها بفترة تاريخية تمتد لـ3 قرون، لتكشف من خلال البحث العلمي عن علاقات عمان بدول المحيط الهندي ومنطقة الخليج العربي، من خلال هذا المؤتمر الذي يترجم صور التعاون الثقافي بين البلدين".

وتحدث عن أهمية منطقة الخليج وموقعها الجغرافي الاستراتيجي، وتفاعل سكانها مع المحيط الإقليمي والدولي عبر العديد من الأنشطة، مشيرا إلى أن لسلطنة عمان دورا أساسيا في هذا التفاعل والتطور الذي ساهم عبر قرون في رسم مسارات العلاقات بينها وبين دول المحيط الهندي ومنطقة الخليج، وهو الموضوع الذي يبحثه مؤتمرنا هذا.

وأكد الجراح مسألة تعزيز الهوية الوطنية لدى الشعوب، وقال: "لا تأتي إلا بتقديم صورة تاريخية وعلمية واقعية عن ماضيهم وعن حركة الإنسان في المنطقة عبر الأزمان والحقب التاريخية المختلفة بها بين شعوب المنطقة وفي مختلف المجالات، موضحا أن الأهداف التي خطها المؤتمر تصب في هذا الهدف، استنادا الى تحليل الأبعاد التاريخية والحضارية للعلاقات العمانية مع دول المحيط الهندي والخليج، وإلقاء الضوء على التحولات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية في المنطقة الجغرافية التي نحن بصدد دراستها.

علاقات صداقة

من جانبه، قال د. الضوياني: "نلتقي معا في هذا الحفل البهيج لنفتتح المؤتمر الدولي السادس الذي تنظمه هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية بسلطنة عُمان، بالتعاون مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، مما يوجب علينا الإشادة بالجهود الحثيثة والأعمال الجليلة التي بذلت في سبيل الإعداد والتحضير لأعمال المؤتمر الذي حظي بالمباركة السامية الكريمة من جلالة السلطان قابوس، ليكون انعقاده في دولة الكويت الشقيقة انطلاقا لما تمثله علاقات الصداقة والتواصل التي تجمع بين السلطنة وأشقائها وأصدقائها".

وقال إن أهمية عمان التاريخية والجغرافية والإنسانية على مر العصور، مؤكدا أن إثارة الاهتمام بالوثائق والحفاظ على تراث الأمة يسهمان في تشجيع البحث الدائم في غمار التاريخ وتعزيز الثقة بالمستقبل، وانطلاقا من ذلك أنشئت هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية لتُعنى بوثائق الأمة وإنجازاتها، ولتقدم دليلا قاطعا لحراك الحياة اليومية للمجتمع والدولة.

وبين د. الضوياني أنه تحقيقاً للغايات المنشودة والأهداف المرجوة، ينظم هذا المؤتمر والمعرض الوثائقي الذي يحكي جانبا من تاريخ عُمان المجيد.

تم خلال الافتتاح عرض فيلمين وثائقيين؛ الأول عن تاريخ إنشاء وطبيعة عمل هيئة الوثائق والمخطوطات الوطنية في سلطنة عمان، والفيلم الثاني تناول العلاقات التاريخية بين دولة الكويت وسلطنة عمان.

وألقى الشاعر العماني هلال الشيادي قصيدة أبحر فيها بعمق العلاقات العمانية - الكويتية. أما المعرض الوثائقي فيضم أكثر من 300 وثيقة و25 مخطوطا وعددا من الصور والخرائط، إضافة إلى مجموعة من المخطوطات العمانية القديمة التي تتناول حقبا زمنية وتاريخية مختلفة.

أما محاور المؤتمر فتتضمن فعاليات حلقات وأوراق عمل مختلفة، ويشارك في المؤتمر الدولي الذي يستمر 3 أيام نخبة من الأساتذة والباحثين والمثقفين يمثلون ١٥ دولة مختلفة، يناقشون خلالها ٤٥ ورقة عمل تناقش 5 محاور رئيسة، وإلى جانب الشخصيات الدولية، يشارك نخبة من المتحدثين المحليين في المؤتمر.

الأوركسترا السيمفونية العمانية تعزف أجمل مقطوعاتها

على جانب المؤتمر الدولي السادس لعلاقات سلطنة عمان بدول المحيط الهندي والخليج العربي، تحيي الأوركسترا السيمفونية السلطانية العمانية حفلا موسيقيا في الثامنة من مساء اليوم، على مسرح جابر العلي بمركز جابر الأحمد الثقافي.

والأوركسترا السيمفونية السلطانية العمانية تأسست في سبتمبر 1985 ، بتوجيهات من السلطان قابوس بن سعيد، الذي كان اهتمامه بالموسيقى والثقافة وراء قيام المشروع.

ومن هذا المنطلق، تم قبول الشباب ممن لديهم الرغبة في خوض تجربة عالم جديد من الموسيقى، فكانت هذه الفكرة الفريدة والجديدة بالمنطقة.

لقد بدأ هؤلاء الشباب والشابات بتلقي تدريبهم الموسيقي على أيدي موسيقيين محترفين تم التعاقد معهم من جميع أنحاء العالم، ومع مرور الوقت برزت مواهبهم الفنية، حيث خضعوا لامتحانات المجلس الموحد لمدارس وكليات الموسيقى في بريطانيا، وبالتالي حصولهم على مؤهلات معترف بها دوليا.

وتحت رعاية السلطان قابوس، قدمت الأوركسترا السيمفونية السلطانية العمانية حفلها الموسيقي الأول في 1 يوليو 1987 . وبلغت حصيلة الحفلات الموسيقية التي قدمتها حتى الآن ما يزيد على 140 حفلا موسيقيا بين عام وخاص داخل السلطنة وخارجها.

وشهدت مسيرة الأوركسترا السيمفونية السلطانية العمانية محطات بارزة كثيرة، من بينها: بلجيكا، وبرلين- ألمانيا، واليونسكو بباريس، وغيرها من عواصم العالم، وظهورها في عام 1996 مع اللورد مينوين، وفي عام 2005 مع عازف الكمان الشهير الهندي د. سوبرا مانيوم.

وشارك العديد من قادة الفرق والعازفين العالميين الأوركسترا السيمفونية السلطانية العمانية في عروض موسيقية عدة، منهم: ديمتري أليكسيف وروسيل كيبل ومالكوم بيني وسايمون رايت والسير كولت ديفيس.

وفي عام 2005 احتفلت الأوركسترا السيمفونية السلطانية العمانية بعيدها العشرين، وكثير من أعضاء الأوركسترا الأساسيين الذين بدأوا مشوارهم الفني للموسيقى الكلاسيكية لأول مرة لايزالون فيها حتى اليوم، وينتظر هؤلاء الشباب مستقبل واعد، لتخريج جيل من مؤلفي الموسيقى وقادة عمانيين للأوركسترا وعازفين منفردين ومدرّسي آلات موسيقية، ما يساهم في تطوير الموسيقى العمانية بالطريقة الكلاسيكية.

إن نجاح الأوركسترا السيمفونية السلطانية العمانية، التي تضم بين جنباتها شبابا وشابات عمانيين وعمانيات يستحقون الثناء على التزامهم وتفانيهم نحو فنهم، يعزى إلى توجيهات السلطان قابوس، ورؤيته الثاقبة وثقته في هذه الأوركسترا ورعايته الدائمة لها.