احتفلت أميركا بطريقتها الخاصة على مرور ١٠٠ عام لإحدى أكبر السرقات البشرية في تاريخ العالم الحديث، ذكرى وعد بلفور ١٩١٧ عندما أعلنت بريطانيا تحويل الأرض العربية (فلسطين) إلى مأوى تلجأ له الكيانات اليهودية المشتتة حول العالم مستغلة انهيار الدولة العثمانية، وتحكم الإنكليز والفرنسيين في مجريات الأمور بعد الحرب العالمية الأولى.صراع فلسطين مع العالم غير متكافئ، فبعد عشرات السنين من المواجهات الأولى الصادقة للشعب الفلسطيني وجهاده الحر لدحر العصابات الصهيونية، ثم ظهور الأمم المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية وقراراتها الشكلية التي أضعنا أرقامها من كثرتها مروراً بحروب العرب مع إسرائيل، وما جرى بعدها من اتصالات بعض الدول العربية سراً مع الكيان الصهيوني المغتصب للأرض، ثم معاهدات السلام مع إسرائيل وكارثة الغزو العراقي للكويت، والتي شكلت منعطفاً خطيراً في مسار القضية الفلسطينية، وما تلاها من اتفاقيات السلطة الفلسطينية مع إسرائيل، وسنوات الشقاق الفلسطيني الداخلي، ومئات الآلاف من المهاجرين واللاجئين، مع كل هذا ما زال احتلال فلسطين يمضي في اتجاه تمكين الكيان الصهيوني المغتصب لأرض فلسطين المحتلة لتأتي أميركا وتعزز البعد الديني للصراع بنقل سفارتها للقدس؛ كاشفة عن حقيقة جوهرية في هذا الصراع أنه صراع عقائدي، وإن تلبس بالمظاهر العلمانية أو الأحداث السياسية.
ربما لم يأت بعد زمن استرجاع أرض فلسطين لأهلها- وهو آت بلا شك- وربما ليست هذه أيام طرد الاحتلال الإسرائيلي وإبطال الوعد البريطاني الظالم، وربما لم تحن ساعة إعادة الحق المغتصب لأهله- وهي قادمة- ولكننا سنظل نعلم أبناءنا وأجيالنا تاريخ القضية الفلسطينية من العهد العثماني، ووعد بلفور حتى يومنا هذا ليترسخ في الأجيال العربية والمسلمة أن فلسطين أرض عربية، قد سرقها الغرب منْ أهلها العرب والمسلمين، وأهداها لليهود زوراً وبهتاناً. هو صراع عقائدي الى قيام الساعة "وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ". صدق الله العظيم.
مقالات
يا بنيَّ... فلسطين عربية والقدس إسلامية
12-12-2017