دشنت وزارة الصحة، ظهر أمس، الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الإيدز في دولة الكويت للأعوام 2017/ 2021. وقالت الوكيلة المساعدة للصحة العامة في الوزارة، رئيسة اللجنة الوطنية الدائمة لمكافحة الإيدز، د. ماجدة القطان، إن أعداد المتعايشين مع فيروس الإيدز حتى منتصف عام 2017، بلغ 363 شخصاً منذ 1986 وقت إدخال أول فحص الإيدز، مؤكدة أن اللجنة الوطنية حملت على عاتقها مسؤولية توعية المجتمع من الإيدز ومخاطره وطرق انتقاله ووسائل الوقاية منه، مع التركيز على الفئات والأفراد الأكثر عرضة للإصابة به.وأضافت القطان، في مؤتمر صحافي عقدته أمس، بمناسبة تدشين الاستراتيجية الجديدة، أن الكويت أولت اهتماما كبيرا لمكافحة فيروس نقص المناعة (الإيدز)، حيث كانت في مقدم الدول التي أصدرت قانونا خاصا للوقاية منه في عام 1992، مشيرة إلى أن الاستراتيجية تضم 4 أهداف هي تحسين الوصول إلى الرعاية الصحية وتطوير المؤشرات الصحية للأفراد المتعايشين مع فيروس نقص المناعة، خفض عدد الإصابات الجديدة وليس الحالات المشخصة بنسبة 50 في المئة بحلول عام 2021 والمحافظة على معدل "صفر" للإصابة بين الأطفال، وخفض معدلات الوصمة والتمييز ضد الأفراد المصابين بفيروس نقص المناعة، وأخيرا تطوير نظم المعلومات والتصدي لأي احتماليات لانتشار الفيروس بين الفئات الأكثر عرضة للإصابة به.
وأشارت الى أن الاستراتيجية تتضمن 14 مؤشرا رقميا لقياس مدى التقدم في الوصول إلى تلك الأهداف ومعايير علمية للتحقق من فعالية المؤشرات وسردا للأنشطة اللازمة لتحقيق ذلك، لافتة أن الكويت تعد من أكثر الدول في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مؤشرات مكافحة الإيدز، كما أحرزت تقدما كبيرا في مجال رعاية مرضى الإيدز خلال السنوات الأخيرة.
الفحص الطوعي
وأعلنت القطان أن وزارة الصحة ستدشن قريبا عيادة الفحص الطوعي والمشورة التي تمكن أي شخص من إجراء فحص فيروس نقص المناعة بسرية تامة، والحصول على نتيجة سريعة، حيث يتم حاليا إعداد آلية للتنفيذ.وأوضحت أن اللجنة أجرت مسحا ميدانيا لقياس مدى الوعي حول فيروس نقص المناعة والسلوكيات التمييزية ضد المتعايشين لدى طلبة المدارس 89 في المئة، ودراسة قياس سلوكيات السجناء وعوامل الخطورة لديهم للإصابة بفيروس نقص المناعة، ودراسة تقدير أعداد المصابين بفيروس نقص المناعة غير المشخصين، بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الايدز، ومراجعة برنامج مكافحة الايدز في الكويت بمشاركة أحد الخبراء العالميين الذين تمت استضافتهم.بدوره أكد مقرر اللجنة الوطنية لمكافحة الايدز، رئيس قسم الباطنية بمستشفى الأمراض السارية د. المنذر الحساوي على السعي لتحقيق أهداف "90- 90- 90" الموصى بها من طرف الأمم المتحدة لمكافحة الإيدز والتي تنص على بلوغ هدف 90 في المئة من المصابين بالمرض يدركون إصابتهم، و90 في المئة من المدركين إصابتهم يخضعون للعلاج، و90 في المئة من الخاضعين للعلاج لديهم حمل فيروسي منخفض، للتمكن من القضاء على الفيروس بحلول عام 2030. وكشف أن الدراسات أظهرت أن 81 في المئة من المصابين بالفيروس في الكويت على إدراك بإصابتهم، و80 في المئة يتلقون العلاج، وأكثر من 90 في المئة ممن يتلقون العلاج لديهم حمل فيروس منخفض.الأجسام المضادة
من جانبها، أكدت مديرة إدارة خدمات نقل الدم في وزارة الصحة، د. ريم الرضوان، أن مختبرات بنك الدم المركزي تمثل إحدى الركائز المهمة ضمن الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الإيدز، حيث تم إدخال فحص الأجسام المضادة للإيدزANTI-HIV I & II منذ سنة 1985.وأوضحت أن بنك الدم المركزي هو أول بنك دم عربي يدخل هذا الفحص ضمن الفحوص الروتينية، مشيرة إلى أنه في عام 2006 تم إدخال فحص الحمض النووي للفيروسات NAT، الذي يعتبر نقلة نوعية للفحوص المخبرية الفيروسية، والذي يعتمد على كشف وجود الحمض النووي للفيروسات التي قد تظهر في الدم قبل ظهور الأجسام المضادة، وفي حالة الإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسبة (HIV) فيمكن اكتشاف وجود الحمض النووي له بعد مرور 3 أيام فقط من الإصابة.وأشارت إلى أن فحوص الإيدز تعتبر من الفحوص الملزمة لصرف أكياس الدم للمستشفيات، حفاظا على سلامة جميع المرضى، حيث يتم فحص جميع الأكياس المجمعة، وفي حال ظهور أي نتائج إيجابية يتم فصل وإعدام أكياس الدم مباشرة، وذلك للارتقاء بمستوى الأمان لأكياس الدم، على أن يتم فيما بعد تأكيد نتائج الفحوص بإجراء إختبارات تأكيدية في المختبر المركزي للفيروسات في إدارة الصحة العامة، الذي يقوم بعد ذلك بإبلاغ الجهات المختصة لإجراء اللازم بخصوص المتبرعين المصابين بالمرض وتوجيههم إلى أماكن تلقي العلاج لضمان سلامة المتبرعين المصابين، وكذلك حرصا على الصحة العامة.وأكدت الرضوان أن هذه الإجراءات تأتي ضمن استراتيجية مكافحة الإيدز 90،90،90، حيث تسعى للوصول إلى فحص وتوعية 90 في المئة من المصابين، حتى نستطيع توفير العلاج لما لا يقل عن 90 في المئة من المصابين.