إعلان الكويت
تتويجا لجهود سمو الأمير، حفظه الله، حرصت دولة الكويت على انعقاد القمة الخليجية في موعدها رغم أجواء الحيرة والترقب التي سادت الأجواء قبل انعقادها، ورغم رهان البعض على تأجيلها والبعض الآخر على تعثر انعقادها، إلا أن وثيقة البيان الختامي المسماة "إعلان الكويت" قد حسمت الأمر، ووضعت النقاط على الحروف، وذلك عبر العودة إلى ركائز النظام الأساسي للمجلس، وتذكير قادة دول الخليج بالظروف التي تمر بها المنطقة، وأهمية التضامن الجماعي لمواجهة التحديات.وقد تابعت القمة عن كثب، ورأيت ما لم تتطرق له الصحافة، ألا وهو الاندماجية والحميمية بين أعضاء الوفود الإعلامية، والحوارات التي تناولت الفرص والتحديات أمام العمل الإعلامي والاجتماعي لدول الخليج، وسط دهشة بعض الإعلاميين العرب الذين توقعوا أن يلتمسوا حاجزا بين أهل الخليج، فلم يجدوا إلا اهتمامات خليجية مشتركة جمعت الإعلامي السعودي والبحريني والقطري والعماني والكويتي والإماراتي بقصر بيان، بأحاديث اجتماعية بحتة على هامش جلسة القادة والوزراء السرية.وقد أبدت الوفود الإعلامية إعجابها بالجهود التي بذلتها الكويت عبر توفير مركز إعلامي لهم، والذي ضم أهل الإعلام والصحافة من جنسيات متعدده كالصين وروسيا وبريطانيا وفرنسا، بالإضافة إلى إعلاميي الدول العربية والخليجية، وموظفي وزارتي الإعلام والداخلية، الأمر الذي ساهم في تسهيل مهماتهم في تغطية المؤتمر ومتابعة اختتام صاحب السمو، حفظه الله، أعمال الدورة الثامنة والثلاثين للمجلس الأعلى لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وسط حضور القادة ومسؤولي دول الخليج، بالإضافة إلى الأمين العام لدول مجلس التعاون الدكتور عبداللطيف الزياني.
وقد ابتدأ البيان بكلمات موجهة إلى أصحاب السمو والقادة، لافتا أنظارهم إلى التحديات التي تمر بها المنطقة، مؤكدا أهمية الخطوات التي اتخذها المجلس منذ تأسيسه، وأكد أهمية الدور المحوري لمجلس التعاون الخليجي في دعم الأمن والاستقرار ومكافحة الفكر المتطرف، وأكد ضرورة إدراك التحديات التي تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة، وأكد قادة الدول من خلال بيان الكويت التمسك بمسيرة التعاون، وأوضح الإعلان الصادر في قمة التعاون ضرورة اتخاذ الإجراءات التي تهدد أمن المنطقة واستقرارها، وحشد الطاقات المشتركة لمواجهة جميع التحديات، والسعي نحو التكامل الخليجي.وأكد إعلان الكويت أن رؤية خادم الحرمين الشريفين التي أقرها المجلس الأعلى في ديسمبر 2015 وضعت الأسس كاملة لاستكمال منظومة التكامل بين دول المجلس، وتطرق البيان أيضا إلى دعوة المفكرين ووسائل الإعلام إلى تحمل مسؤوليتهم أمام المواطن الخليجي، والقيام بدور فاعل لدعم وبناء مسيرة مجلس التعاون، بالإضافة إلى الحرص والاستمرار في تقديم المقترحات لإنجاز الخطط والمشاريع التي احتواها المجلس خلال الأعوام الماضية ومن خلال مسيرته، وانتهت القمة بتوافق، تاركة جزئيات الخلاف الخليجي لتتلاشى وسط القادم من الأيام.كلمة أخيرة: باقة ورد للجنة الإعلامية العليا التي جهزت وأدارت المراكز الإعلامية للمؤتمر وتنظيم المؤتمر الصحافي لوزير الخارجية والأمين العام، وباقة ورد أيضا للكفاءات الإعلامية التي بادرت بالمشاركة في التحليل السياسي السليم، وتبادر بشكل مستمر في حفظ سمعة الكويت ومكانتها وسط هذا العالم المتغير.