بوتين والأسد... آمر ومأمور!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
والمؤكد أن كثيرين قد شاهدوا كيف أن "التذيّل" قد وصل ببشار الأسد إلى حد أنه وضع رأسه على كتف بوتين، وربما أنه شهق شهقة طفل وضع رأسه على كتف أبيه في لحظة استجداء عاطفية، وخلال الأربع ساعات التي أمضاها هناك واصل استجداءاته بأن يبقى الوجود العسكري الروسي في سورية وألا يتركه وحيداً، لأن الإيرانيين غير قادرين على توفير الحماية التي توفرها له القوات الروسية.والمهم أنه قد ساد اعتقاد، بالاستناد إلى أن بشار الأسد قد جاء إلى "حميميم" استدعاءً، أن الحوار بين الضيف والمضيف كان في هيئة تعليمات وأوامر، وأن بوتين أبلغ بشار الأسد أن عليه أن يتوقف عن الألاعيب الصبيانية التي بات يلعبها في الآونة الأخيرة، وألا يراهن كثيراً، وأكثر من اللزوم، على الإيرانيين، وألا يحاول التمادي في "التحرش" بالروس، كما أن عليه ألا يلعب لعبة تأخير وفده إلى مفاوضات جنيف وغير جنيف مرة ثانية. وهذا يعني، إنْ صحت هذه التقديرات، وهي بغالبيتها صحيحة، أن بوتين بعد تأمين قواعد لروسيا في "حميميم" في اللاذقية وفي طرطوس أيضاً، وإلى الأبد، أصبح معنياً أكثر وأكثر باستعادة علاقات بلاده السابقة في زمن الاتحاد السوفياتي بمصر وغيرها من الدول العربية، وأصبح معنياً بحل كل إشكالات روسيا العالقة، ولم يعد قادراً على تحمل تدخل إيران المتمادي في الشؤون الداخلية للعديد من الدول العربية، و"تحرشها" المتواصل بإسرائيل، وهكذا وبالتالي فإن عليه، أي الأسد، أن يهيئ نفسه لإدراك أن هناك في الحلول المطروحة للأزمة مساحة زمنية تم الاتفاق عليها والاتفاق على أنها مرحلة انتقالية، والسؤال هنا: هل يا ترى هذه الورقة هي آخر أوراق هذا الرئيس السوري الذي قالت أطراف كثيرة إنه سيكون آخر رئيس "علوي" لهذا البلد؟!