رسم قرار رئيس الحكومة سعد الحريري، أمس، تأجيل الإطلالة التلفزيونية لـ"بق البحصة"، تساؤلات حول الأسباب التي أدت إلى التريث وعدم إجراء المقابلة.

وقالت مصادر سياسية رفيعة لـ"الجريدة، إن "الحريري قرر تأخير الإطلالة، بعدما لمس عنف الحملات الكلامية المتبادلة بين تياره وحزب القوات اللبنانية على وسائل التواصل الاجتماعي"، مضيفة أن قرار التأجيل اتخذ في اجتماع عقد منتصف ليل الثلاثاء - الأربعاء ضم إلى الحريري عدداً قليلاً من مستشاريه السياسيين.

Ad

وكشفت المصادر أن "الاجتماع تطرق إلى جدوى الكشف في التوقيت الحالي عن المتآمرين على الحريري، وما يمكن أن يرافق ذلك من توتر بين القاعدتين الشعبيتين للحزبين"، مشيرة إلى أن "أحد المستشارين عرض على رئيس الحكومة ما آلت إليه الأمور على وسائل التواصل الاجتماعي من شتائم وتهجم وتذكير بالماضي".

ولفتت إلى أن "الحريري قرر تأجيل المقابلة، رغم معارضة بعض المستشارين هذا الخيار، لرغبته بعدم توتير الأجواء في فترة الأعياد"، مضيفة أنه ختم الاجتماع بالقول: "كل شي بوقتو حلو". وكان مقدم برنامج "كلام الناس" الإعلامي مرسال غانم غرّد، صباح أمس الأول، على "تويتر"، قائلا: "رئيس الحكومة سعد الحريري سيكون ضيف كلام الناس، يوم الخميس 21 ديسمبر"، ليعود ويغرد، صباح أمس معلنا أنه "نزولاً عند رغبة الرئيس الحريري الذي كان قد أعلن عن نيّته بقّ البحصة عبر كلام الناس، فقد تمّ تأجيل موعد الحلقة الى موعد قريب جداً يعلن عنه في حينه"، إلا أن الحريري نفى، أمس، في تصريح له، خلال حوار مع مؤتمر معهد "كارنغي" في أوتيل "فينيسيا"، ما جاء في تغريدة غانم حول تحديد موعد للحلقة، قائلاً: "قلت إنه في يوم من الايام ستكون لي مقابلة مع مرسال غانم، ولكنني لم أحدد أيّ يوم".

واعتبرت مصادر سياسية لـ"الجريدة"، أمس، أن "كلام الحريري عن الحلقة هو بمثابة إخراج لقراره التأجيل".

في موازاة ذلك، كانت إطلالة الأمين العام لـ"تيار المستقبل" أحمد الحريري على قناة "الجديد"، صباح أمس، لافتة، وأثارت ردود فعل عنيفة من رئيس جهاز التواصل والإعلام في حزب "القوات اللبنانية" شارل جبور.

وأكّد الحريري أنّ "الرئيس الحريري يملك اليوم كلّ المعطيات لما حصل خلال الأسابيع الثلاثة الماضية"، لافتا إلى أنّ "هناك علامات استفهام كبيرة مع القوات اللّبنانية بشأن الأداء الحكومي"، وقال: "نحن بحاجة إلى الأجوبة، ونحن نريد أن نعلم ماذا حصل مع الدكتور جعجع في زيارته إلى السعودية"، مشيراً إلى أنّ "بعض المخبرين والخردة يلتقون مع خصوم السعودية لمحاولة توريطها ضدّ مصلحة لبنان".

ورأى أنّ "هناك الكثير من النّاس يدّعون أنّهم يجسّدون حالة رفيق الحريري، وهناك الكثير حاولوا طعن الرئيس الحريري بالظهر خلال الأزمة"، لافتاً إلى أنّ "هناك ملاحظات على أداء بعض الأحزاب والأشخاص خلال أزمة الرئيس الحريري".

واعتبر الحريري أنّ "اللواء أشرف ريفي يخدم حزب الله"، مضيفاً: "البعض مثل ريفي وغيره كانت (زوادتن) من سعد الحريري، باعوها واشتروا فيها خناجر لطعنه".

واسترعى كلام الحريري ردا من جبور، الذي اعتبر في سلسلة تغريدات على حسابه الخاص عبر "تويتر"، أمس، أنّ "كلام الحريري عن القوات غير مقبول على الإطلاق"، لافتاً إلى "أنّنا كنّا نتمنّى عدم سماعه منه شخصياً، فلا هذه عادات القوات ولا شيمها".

وشدّد جبور: "لن نسمح لأحد بالتطاول على القوات اللبنانية، ولن نسكت عن أيّ اتهامات باطلة وتضليلية، وإذا اهتزت علاقة المستقبل بالمملكة فعليه مراجعة مساره ومسيرته، بدلاً من تحميل المسؤوليات لغيره، وعلى حدّ علمي لم يطلب الحكيم أي موعد من الرئيس الحريري"، متسائلاً: "ومن قال إنّ الحكيم يريد رؤية الشيخ سعد؟".