ألاباما تهزم رهانات ترامب وتهز علاقته ببانون
حققت «ألاباما» مفاجأة كبرى لم يتوقعها المحللون أو مراكز الاستطلاع، التي عملت على قراءة اتجاهات تصويت الناخبين في ولاية لم تصوت لمرشح ديمقراطي منذ 25 عاماً.فقد حقق المرشح الديمقراطي دوغ جونز فوزاً قوياً على منافسه الجمهوري المثير للجدل روي مور، في انتخابات مجلس الشيوخ، على المقعد الذي شغر بعد تعيين السيناتور الجمهوري المتشدد جيف سيشنز وزيراً للعدل، في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وعليه، فإن جونز سيشغل هذا المقعد حتى نوفمبر 2020، حيث سيتنافس مرة أخرى في الانتخابات العامة، التي تواكب انتخابات الرئاسة الأميركية.
وشكل فوز جونز هزيمة مدوية لمور، الذي لم يعترف بها، ورفض الانسحاب من السباق حين أثيرت ضده قضايا أخلاقية خطيرة تتعلق بتحرشات جنسية مع قاصرات، ثبت أنه قام بها عندما كان قاضياً في الولاية، منتصف الثلاثينيات من عمره.وشكل إصراره على الاستمرار في معركة الانتخابات ضربة سياسية للحزب الجمهوري، الذي انفض عنه، بعدما طالبته أغلبية قيادته بالانسحاب لمصلحة مرشح آخر يمكنه الفوز بسهولة في ولاية تعد من حصون الحزب الجمهوري. ورغم وقوف اللجنة الوطنية للحزب، وكبير الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، ورئيس مجلس النواب بول رايان، وكبار المانحين، ضد مور، فإنه أصر على خوض السباق مدعوماً ومدفوعاً بثقة عالية من الرئيس ترامب، وكبير مستشاريه الاستراتيجيين السابق ستيف بانون، اللذين اعتبراه مرشحهما الرئيسي في مواجهة المؤسسة السياسية للحزب الجمهوري، وحصانهما الأوفر حظاً لقلب التوازنات داخل الحزب وعلى مستوى البلاد، تمهيداً لانتخابات التجديد النصفي العام المقبل.واعتبر فوز جونز خسارة للرئيس ترامب، الذي غرد يهنئه بعد لحظات من إعلان النتيجة، قائلاً إن المعركة كانت قاسية، لكن فوزه لم يكن ممكناً لولا تصويت أكثر من 22 ألفاً من الجمهوريين الذين أدلوا بأصواتهم فيما يعرف بالتصويت الاعتراضي، مؤكداً أن المعركة لم تنته، والمنازلة الكبرى ستكون عام 2020.وبخسارة الحزب الجمهوري هذا المقعد تقلصت أغلبيته داخل مجلس الشيوخ من 52 إلى 51 مقعداً، مقابل 49 للحزب الديمقراطي. وفي ظل الخلافات التي تعصف بالحزب الجمهوري، وتمرد عدد من أعضائه بمجلس الشيوخ، لخلافاتهم مع الرئيس ترامب، وجد الحزب الجمهوري نفسه في موقف حرج، وخصوصاً أن مجلسي الشيوخ والنواب يستعدان لتقديم مشروع موحد للموازنة والضرائب نهاية العام.ورغم اعتقاد البعض أن انتخابات ألاباما قد لا تؤثر كثيراً على المساومة الجارية حول هذه المشاريع، لاسيما أن جونز لن يتسلم منصبه إلا في بداية 2018، فإن البعض توقع أن تؤثر النتيجة على آراء وقناعات العديد من الشيوخ والنواب. فهذه هي الخسارة الرابعة التي يمنى بها الحزب والرئيس ترامب، بعد خسارتهما انتخابات حكام ولايات فيرجينيا ونيوجيرسي وعمدة مدينة نيويورك.وتساءل آخرون عن مستقبل علاقة ترامب بستيف بانون، وخصوصاً أن قيادات جمهورية عديدة علقت علناً بعد فوز جونز بأن النتيجة يتحمل مسؤوليتها بانون أولاً، الذي وقف يتحدى الحزب الجمهوري متوعداً قياداته بتغييرها، لأنهم تدخلوا مراراً وتكراراً مع ترامب لحضه على الابتعاد عن روي مور وعدم تبني ترشيحه. حتى إيفانكا ترامب، ابنة الرئيس، التي وقفت ضد مور، ونصحت والدها بالابتعاد عنه، تعرضت هي الأخرى لانتقادات بانون، وآخرها الأحد الماضي خلال آخر جولاته الانتخابية الداعمة لمور.