دشنت شركة المهندز للإنتاج الفني، أمس الأول، على مسرح الدسمة عروض المسابقة الرسمية لمهرجان الكويت المسرحي بدورته الـ18، من خلال عرض "ليلة ربيع عين وقمراء"، تأليف فطامي العطار، وإخراج ناصر البلوشي.

قبل الولوج إلى العرض، لابد من التطرق إلى مؤلفته؛ الكاتبة الكويتية فطامي العطار، التي قدمت العديد من النصوص المسرحية، منها باكورة نصوصها "طار برزقه"، الذي أبرز موهبتها ككاتبة مسرحية، و"صندوق أمينة"، الذي نالت عنه جائزة أفضل تأليف في مهرجان الخليج لمسرح الشباب الذي أقيم في العاصمة القطرية الدوحة عام 2002، و"إعدام أحلام عبدالسلام"، الذي حصدت من خلاله جائزة التأليف في مهرجان الكويت المسرحي السابع عام 2004، و"في قلب القنديل"، و"حفرة انبيش"، و"زنابيل تل الطين".

Ad

تمتاز نصوص العطار بالرمزية والدلالات لقضايا اجتماعية وسياسية، وفي نص "ليلة ربيع عين وقمراء" تتناول ثورات الربيع العربي، التي اندلعت متأثرة بالثورة التونسية، بعد إحراق محمد البوعزيزي نفسه، ومن ثم أُطيح الرئيس التونسي زين العابدين بن علي، وتبعها في ذلك ما حدث بليبيا ومصر.

«ليلة ربيع»

لعبت الكاتبة على معنى عنوان العمل "ليلة ربيع عين وقمراء"، فهي جملة من أغنية الأعراس الشهيرة (مباركين عرس الاثنين)، ومفردة الربيع تعني الفرح، أي الجانب الجميل ورمز التفاؤل. أما عين، فترمز للشخص المتسلط والمتحكم في حياة الآخرين.

وتدور أحداث العرض حول المحور الرئيس، وهو "ربيع" (يجسِّد دوره محمد العجيمي) أستاذ الفلسفة في الجامعة، الذي يتم اعتقاله، بسبب نشاطه السياسي المريب، إضافة إلى سعيه لاعتلاء منصب رئيس البلد، تكون سجانته قمراء (نورا) التي تتحوَّل فيما بعد إلى المشعوذة أو العرَّافة وجه القمر، وأخيراً إلى ممرضة، وهي عين الرجل الغامض (حسن إبراهيم)، وهو المحرك لكل الثورات خلف الكواليس، والإعدام بالشنق وتخدير الشعوب والرقص على قضاياها.

ديكور رائع

أجمل بل أقوى ما في عناصر العرض، ذلك الديكور الذي صممه حسين بهبهاني، حيث نجح في تفسير نص العرض، وأبدع في تحويل تلك الكتل الكبيرة الدالة على "المتاهة" كسجن، إلى مقر الرئاسة، وهذا ليس بمستغرب عليه، فقد قدم مثل تلك المفاجآت الرائعة في أعمال سابقة.

وعلى صعيد التمثيل، وُفق حسن إبراهيم في تجسيده لدور الرجل الغامض، وحضور جيد لعبدالناصر الزاير في دور "رقم 3"، وعودة محمد العجيمي للمسرح في أداء مختلف عما قدمه سالفاً، من خلال شخصية "ربيع"، وظهور الوجه الجديد نورا. لكن تبقى مشكلة عدم وصول صوت الممثلين في الكثير من الأحيان إلى المتلقين ومخارج الحروف غير السليمة، ما أدى إلى التشويش على متعة المتابعة، وعدم التمكن من فهم ما يجري من أحداث.

وبالنسبة للمخرج ناصر البلوشي، فقد تمكن من استغلال كل مناطق الخشبة، ووفق في تحريك الممثلين، لكن تبقى أهمية الفهم العميق للنص المكتوب، وما يحمله من دلالات ورموز، وكيفية تفكيكها، وهذا لم يصل إليه المخرج.

يبقى القول إن "ليلة ربيع عين وقمراء" تجربة تاهت في دوامة المباشرة.

فريق العمل

العمل تأليف فطامي العطار، وإخراج ناصر البلوشي، وتمثيل: محمد العجيمي، عبدالناصر الزاير، حسن إبراهيم، نورا، عبدالرزاق حديد، محمد اليوسفي. تصميم الأزياء والإشراف العام: خالد المفيدي، تصميم الإضاءة وموسيقى ومؤثرات صوتية: يوسف الحشاش، مساعد مخرج أول: نواف المفيدي، مساعد مخرج ثان: محمد الحبشي، مدير الإنتاج: محمود الفيلكاوي، تصميم الديكور: حسين بهبهاني، إنتاج: شركة المهندز للإنتاج الفني.

عبدالرحمن الصالح: ليس من حق بوشهري التصرف في «الماي»

قال الكاتب الإماراتي عبدالرحمن الصالح، خلال استضافته في المركز الإعلامي التابع لمهرجان الكويت المسرحي الـ18، إن المخرج عبدالله بوشهري ليس من حقه التصرف في فيلم "الماي"، من الناحية الإنتاجية، مشيرا إلى أنه لا يعارض أن يتصدى بوشهري لإخراج العمل، ولكن وفق شروطه كمؤلف، والتي من بينها أن يختار هو بنفسه الممثلين، لافتا إلى أن ترشيحات بوشهري لبعض الأسماء ليست في محلها.

وأضاف الصالح أنه توجه، صباح أمس الأول، إلى المكتبة الوطنية، ووثق فيلم "الماي" بحيث لا يستطيع أحد التعدي على حقه كمؤلف.

وأوضح: "كان من المفترض أن ينتج هذا العمل شركة 7 ستايل، وجلست معهم في عدة اجتماعات، ورشحوا لي المخرج عبدالله بوشهري لإخراج هذا العمل، فأخذ نصي وذهب به إلى وزارة الإعلام، وقالوا له: "نحن غير مخولين في إنتاج دراما طويلة، نحن مخولون فقط في المسلسلات والحفلات، والقانون لا يسمح لنا". وتابع: "الطامة الكبرى أنني فوجئت من عبدالله بوشهري بأخذ نصي والذهاب به إلى المنتجين، طالباً منهم التمويل له"، مشيرا إلى أنه "ليس من حق بوشهري التصرف في عملي، لأن العمل يحمل فنونا كويتية قديمة كالسامري، وهذا النوع لا يقدمه سوى الموسيقار غنام الديكان، وسيكون تحت إشرافه الخاص".

وكشف، في ختام حديثه، عن الانتهاء من إعادة صياغة فيلم "الماي" ليصبح مسلسلا تلفزيونيا يقع في (30) حلقة، وقال: "انتهيت من تأليف نص المسلسل، وبهذا العمل هناك شخصية (بزة) الرافضة المعترضة التي لا يعجبها العجب، ويرشح هذا الدور أن تجسده سيدة الشاشة الخليجية الفنانة القديرة حياة الفهد، أو الفنانة مريم الصالح أو أسمهان توفيق".