بعد أكثر من تجربة غير موفقة في البطولة المطلقة سينمائياً مثل «ريكلام، واللي اختشوا ماتوا، وجرسونيرة، وبون سواريه»، غابت غادة عبد الرازق سنوات عدة عن السينما، وركزت نشاطها في الدراما التلفزيونية. والآن عادت من خلال عمل جماعي هو «كارما» مع كل من عمرو سعد، وخالد الصاوي، وحسن الرداد، ووفاء عامر، وزينة، ومجدي كامل، وآخرين، ومن إخراج خالد يوسف.مي عز الدين كانت لها أيضاً تجارب عدة غير ناجحة في السينما مثل «شيكامارا، وأيظن»، وغيرهما، وبعد غياب سنوات عن تقديم أي عمل سينمائي رجعت مع محمد رمضان في فيلم «كوارشي». فهل قبولها هذا العمل يعد مؤشراً إلى تراجعها سينمائياً، خصوصاً أن الأدوار النسائية في أعمال رمضان تكاد تكون هامشية؟
غادة عادل ليست أحسن حالاً من زميلتيها، فبعد آخر أعمالها «هروب اضطراري» مع أحمد السقا، تشارك أحمد حلمي أحدث مشاريعه السينمائية «حلم»، من إخراج خالد مرعي، والذي ما زال في مرحلة الكتابة.ومنى زكي رغم أنها أكثر ممثلات جيلها نجومية وحضوراً، فإنها أيضاً لم تستطع أن تصمد في البطولة المطلقة، وتراجعت لتشارك السقا في فيلم «من 30 يوم»، ومن قبله «أسوار القمر» مع آسر ياسين وعمرو سعد، وتستعد راهناً لمشاركة أحمد السقا أحدث أعماله «فارس». هند صبري طالما تأهلت إلى البطولة الفردية، وتصدر اسمها ملصقات أعمال عدة، إلا أنها ابتعدت عن السينما منذ أن قدمت «أسماء» لتعود بـ «الجزيرة 2» مع أحمد السقا، وشاركت أخيراً في «الكنز» مع محمد سعد ومحمد رمضان، رغم أنها قدمت تجربة فنية من بطولتها وهي «زهرة حلب»، التي نالت عنها جائزة أحسن ممثلة، من مهرجان الإسكندرية السينمائي في دورته الأخيرة.ولم يصمد من نجمات السينما حتى الآن إلا ياسمين عبد العزيز التي تستعد لعمل سينمائي جديد، رغم تراجع إيرادات أفلامها الأخيرة، فهي ما زالت النجمة الوحيدة التي تقدم بطولات مطلقة، وتُكتب الأعمال من أجلها وليس من أجل البطل.
آراء
ترى المخرجة إيناس الدغيدي أن نجمات السينما على الساحة لم يملكن الشجاعة لتقديم بعض الأدوار، خصوصاً التي تتضمن مساحة من الحرية والإغراء، لأنها تعبر عن شخصية الفنانة، ومدى قدرتها على تحمل البطولة، فيما يؤكد التاريخ أن كل من تصدّر اسمهن ملصق فيلم، وحصلن على بطولات فردية قدمن هذه النوعية من الأدوار، مع الأخذ في الاعتبار أنها ليست بالضرورة عرياً أو مشاهد صريحة، بل يكفي أن تغلب عليها الأنوثة.تتابع: «الوحيدة التي قدّمت هذه الأدوار من جيل اليوم هي هند صبري في «مذكرات مراهقة»، ثم «مواطن ومخبر وحرامي»، لكن بعد تعرضها للهجوم تراجعت، واكتفت بدور السنيدة للبطل الرجل».من جانبه، يوضح الناقد نادر عدلي أن لهذا التراجع سببين: الأول نظرة المجتمع إلى المرأة التي تغيرت، وصارت تعتبرها عنصراً مُكملاً للرجل وليس أساسياً، وذلك بعد المد السلفي والمحافظ الذي ظهر في أواخر الثمانينيات، ويظهر هذا في الاختلاف بين «مراتي مدير عام» الذي تحدث عن دور المرأة في المجتمع، وقبول الرجل به، و{تيمور وشفيقة» الذي انتهى باستقالة الوزيرة، وتحولها إلى ربة منزل. الأمر الثاني خوف الصانعين من المخاطرة بتصدر نجمة العمل الفني واللعب على المضمون، خصوصاً أن معظم جمهور السينما من الشباب، من ثم يبحثون عن أنفسهم في شخصية البطل.ويضيف عدلي: «لم يخرج من هذا الإطار إلا بضع تجارب فردية تعكس توجه صاحبها مثل يسري نصرالله في «احكي يا شهر زاد، والماء والخضرة»، وهالة خليل في «نوارة، وأحلى الأوقات»، ومحمد خان «في شقة مصر الجديدة، وفتاة المصنع».تراجع تكتيكي
الناقد وليد سيف يرى أن ثمة تراجعاً تكتيكياً للنجمات بعد فشل تجاربهن الأخيرة، إذ كان لا بد من البحث عن فرص بديلة لاستعادة الحضور والنجاح والبطولة الفردية. ويضيف: «تُحدد مكانة النجمة في العمل ظروف السوق، والإيرادات، ومدى تقبل الجمهور لتصدرها الفيلم».وتاريخ السينما من البداية، بحسب سيف، قائم على تصدر الرجل العمل الفني، وما حدث من تقديم فاتن حمامة أو سعاد حسني البطولة كان الاستثناء، موضحاً أن ثمة أدواراً مميزة وناجحة لبطلات شاركن في أعمال تصدرها نجم، والعبرة هنا بجودة الدور، وتأثيره في العمل، بدليل أن نادية الجندي رغم تصدرها عدداً كبيراً من الأفلام، فإن تاريخها لا يتضمن أفلاماً جيدة. يبقى أنه لا بد من التنوع بين الأعمال الجماعية والفردية.