* كيف ترى مستقبل العلاقات المصرية- الروسية بعد زيارة بوتين أخيراً؟
- العلاقات الثنائية تشهد المزيد من التطوير، فرغم وجود مسائل عالقة مثل قرار عودة الطيران الروسي، ومن ثم عودة السياحة الروسية إلى مصر، فإن العلاقات الاقتصادية واصلت نموها، فقد ارتفع حجم التبادل التجاري إلى 3.2 مليارات دولار، وهذا يعكس حالة نمو العلاقات في شقها الاقتصادي، وهناك تطلع روسي لتدعيم العلاقات العسكرية مع مصر، وهذا ظهر بوضوح عندما نشرت الحكومة الروسية نص مسودة اتفاق تتيح الاستخدام المتبادل للقواعد الجوية بين البلدين، ورغم عدم إعلان الوصول إلى اتفاق، فإن المسودة تكشف عن نظرة روسية لأهمية التنسيق العسكري مع مصر في منطقة الشرق الأوسط.* هل حققت هذه الزيارة أهدافها؟
- بكل تأكيد، فهذه الزيارة سعت لتأكيد التحالف الاستراتيجي بين البلدين، عبر توقيع عقود اتفاقية بناء محطة الضبعة النووية الذي تعقد عليه مصر آمالا مستقبلية كبيرة من أجل توليد الطاقة النظيفة، وهذا المفاعل سيبنى على مدار سبع سنوات وسداد لقيمة القرض الروسي بقيمة 25 مليار دولار، لنحو 20 عاما لفائدة بسيطة، ما يعني أن البلدين يعملان في إطار رؤية بعيدة المدى لعلاقات تستمر عقدين مستقبلا على أقل تقدير.* لماذا تحرص الدولتان على هذا الارتباط الوثيق؟
- روسيا تحرص على تدعيم وجودها في المنطقة من خلال علاقتها مع مصر، والقاهرة تتفاعل مع الرغبة الروسية من خلال مبدأ المصلحة المشتركة، وفي الوقت ذاته مصر تتمسك بالمبادئ الأساسية للسياسة الخارجية، وقوامها الانفتاح على العالم، وتدعيم العلاقات السلمية، بما يضمن تحقيق المصالح المصرية دون تفريط في السيادة.* لكن رغم هذا التقارب لم يعلن بوتين عودة حركة الطيران الروسي إلى مصر؟
- نأمل أن يتم رفع إعلان الحظر قريباً، وإذا تم فسيكون نقلة مهمة في العلاقات الثنائية، لكن يبدو أن مصر لاتزال ترفض الاتفاق الأمني الذي طالب به الروس، لكن القاهرة ترى فيه تجاوزا لمفهوم السيادة، فهي ترفض لأية جهة التجول بحرية داخل المطارات المصرية من أجل المشاركة في تأمينها، لأن هذا سيعني أننا لا نستطيع تأمينها، لذا سمحت السلطات المصرية للوفود الروسية بالقدوم للاطمئنان على الإجراءات الأمنية المتبعة في المطارات المصرية، وهي خطوة متبعة في العالم كله، ويبدو من تصريحات الرئيس بوتين أن الجانب الروسي قد تفهم الموقف المصري وسيعلن عودة حركة الطيران قريباً.* التقارب مع روسيا يأتي في وقت تتوتر العلاقات فيه مع الولايات المتحدة بسبب قرار دونالد ترامب بخصوص القدس؟
- نحن نشهد موقفا عالميا يرفض هذا، اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، والجميع يرى أن هذا القرار يؤدي إلى استفزاز مشاعر المسلمين والعرب، ويعطي دفعة قوية للعمليات الإرهابية، لذا رفضته مصر والدول الإسلامية المختلفة، وستشهد الفترة المقبلة تحركا مصريا وعربيا وإسلاميا للعمل على إسقاط هذا القرار، لكن يجب على الدول العربية توظيف الموقف العالمي لبناء آلية جديدة للتسوية، والعمل بها داخل مجلس الأمن لدفع عملية السلام.* هل يمكن أن تشكل المصالحة التي تشرف عليها مصر آلية جديدة لتوحيد الموقف الفلسطيني؟
- المصالحة التي أشرفت عليها مصر بين حركتي فتح وحماس، جاءت بعد 10 سنوات من التباعد والانقسام، وهي خطوة مهمة على طريق إنهاء الانقسام بالمشهد الفلسطيني، والخروج بموقف موحد يعبر عن عموم الفلسطينيين، لكن علينا التشديد على أنه أمام المصالحة طريق طويل، وأمامها الكثير من الإشكاليات، خصوصا ما يتعلق بطبيعة الوضع في قطاع غزة بعد سيطرة «حماس» عليه عدة سنوات، فمن المهم بحثها ووضع حلول لها، وأظن أن مصر حريصة على تذليل العقبات، وإيجاد مساحة تجاوب بين جميع الأطراف الفلسطينية.