تنشيط الذاكرة من صيدلية الطبيعة

ثمار التوت استعملت قديما غذاء ودواء معاً، لما لها من أهمية طبية، وقد وجدت في قبور الفراعنة الذين استخدموه شرابا لعلاج حالات البلهارسيا وحرقان المعدة وحالات الكحة والسعال الديكي، وعند ابن سينا العربي يعرف التوت الشامي بقدرته على منع سيلان المواد العفنة إلى الأعضاء، وإذا طبخ ورقه مع ورق العنب وورق التين الأسود بماء المطر يعالج القروح الخبيثة، وعصارته تنفع التهابات الفم والقلاعات.

أما الطبيب ابن البيطار فقال إن التوت الحامض يحبس أورام الحلق والفم وورقه نافع للذبحة، وقال داود الأنطاكي في تذكرته إن التوت يقوي الكبد ويفتح الشهية ولا ينفع الطحال، ويطفئ اللهيب والعطش، وينفع أورام الحلق واللثة والجدري والحصبة والسعال شراباً، ويبرئ القروح وحروق النار طلاءً، وثمرته تهرس بالخل وتبرئ حكة الجلد، ومع ورق الخوخ تطرد الديدان.

وأكدت آخر الدراسات العلمية أن للتوت تأثيرا هرمونيا ذكريا، ويعتبر مفيداً لحالات الضعف الجنسي، ونظراً لاحتواء التوت على مضادات الأكسدة وفيتامينات (A) و(B1) و(C)، فهو يعتبر مقويا للجهاز المناعي، ومنشطا للذاكرة، وزادت مساعي العلماء مع ارتفاع عدد المصابين بضعف الذاكرة والزهايمر لإيجاد علاج لما يسببه من خرف في مرحلة الشيخوخة.

وآخر بحث يفيد بأن التوت قد يؤخر شيخوخة خلايا الدماغ، ويزيد من حسن الاستيعاب والتركيز، كما يسهم في تحسين الذاكرة، وذلك بتناول نصف كوب يوميا حسب إفادة إليزابيث ديفور من "مختبرات تشانينغ" في بوسطن، لما تحتويه هذه الفاكهة من "الإنثوساينين" المرتبط بمرض الزهايمر، ويعمل على زيادة الإشارات العصبية في الدماغ وتغذية الخلايا وينشطها، إذا أضيف إلى الوجبات الغذائية بانتظام، أو مع اللبن الرائب مساءً.

وإذا أخذ عصير التوت من الثمار وأضيف إلى كل كوب منه كوب ونصف من السكر الخام، وغُلي حتى يأخذ قوام الشراب، فإنه يصبح علاجاً لالتهاب الفم عند الأطفال الرضع، ويستخدم كذلك لتليين المعدة، كما يوصف لفقر الدم والكسل الكبدي، ويقلل الطمث.

أما إذا أخذ مفروماً بمقدار 60 غراماً من الأوراق لكل 5 أكواب ماء مغلية لـ20 دقيقة، ثم أخذ كوب بين الوجبات، فإنه يعمل على خفض السكري في الدم للمستوى الطبيعي عند المريض، كما أنه يستخدم غرغرة لالتهابات الفم واللوزتين.

وأفاد خبراء التغذية مؤخرا للجمعية الفسيولوجية الأميركية أن التوت يحتوي على خليط من المركبات الكيميائية القوية مثل "فلافونويد" و"بوليفينول" و"الآنثوسيانين" التي تعتبر مضادات قوية للأكسدة، وتتمتع بخصائص مضادة للسرطان للالتهابات والتقرحات والفيروسات.

* باحثة سموم ومعالجة بالتغذية