العالم يتفاعل مع اعتراف دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل
من غير المرجح أن يكون ترامب قد مضى قدماً بخطوته في نقل سفارة بلاده إلى القدس لو لم يتأكد في المحادثات الخاصة أنه لدى العرب مشاكل أكبر ليقلقوا حيالها، فلا تهتم الدول العربية بمسألة فلسطين بقدر اهتمامها بتنامي النفوذ الإيراني وسعيها إلى التوصل إلى وسائل لاحتوائه.
![إيكونوميست](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1495703498349730300/1495704146000/1280x960.jpg)
يستطيع الرئيس الأميركي التالي من الناحية النظرية تأخير نقل السفارة، مع أن هذا غير مرجّح، ونشهد اليوم موجة من التظاهرات، وما زال الفلسطينيون يصرون على ضرورة أن يشكّل جزء من القدس عاصمة دولة فلسطين في المستقبل، معتبرين ذلك أحد شروط أي صفقة سلام. يعيش نحو 300 ألف فلسطيني في القدس ويشكّلون ثلث سكان المدينة تقريباً، ومع أن هؤلاء يحملون بطاقات هوية إسرائيلية ويستطيعون التنقل والعمل في إسرائيل، لا يُعتبرون مواطنين إسرائيليين ولا يستطيعون التصويت في الانتخابات الوطنية؛ لذلك يبقى وضعهم عالقاً ويحتاج إلى حل. أسس ترامب الجزء الأكبر من سياسته في الشرق الأوسط على بناء تحالف أقوى مع دول الخليج العربية، لكن هذه الدول عارضت علانية الاعتراف بالقدس، شأنها في ذلك شأن حلفاء الولايات المتحدة العرب الآخرين، ولكن من غير المرجح أن يكون ترامب قد مضى قدماً بخطوته هذه لو لم يتأكد في المحادثات الخاصة أنه لدى العرب مشاكل أكبر ليقلقوا حيالها، فلا تهتم الدول العربية السنية بمسألة فلسطين بقدر اهتمامها بتنامي النفوذ الإيراني وسعيها إلى التوصل إلى وسائل لاحتوائه.مدينة مقدسة معضلة كبيرةيجعل هذا الوضع الفلسطينيين معزولين، وهذا هو الشعور الذي لمسناه في شوارع القدس الشرقية هذا الأسبوع، يعتقد الفلسطينيون أن الولايات المتحدة لم تكن الوحيدة التي تخلت عنهم، بل العالم العربي وقادتهم أيضاً، فقد تفوه جواد صيام، زعيم محلي في بلدة سلوان العربية في القدس، بكلمات قاسية عن الرئيس الفلسطيني محمود عباس. قال: "يردد عباس دوماً أنه ما زال من الممكن للدبلوماسية أن تنجح، وها هو ترامب اليوم يصغّر عباس كثيراً أمام شعبه"، فمنذ انتخابه عام 2005 رفض عباس العنف ودعا شعبه للسعي إلى تأسيس دولة بالسبل الدبلوماسية، لكننا نشهد اليوم تنامياً للأصوات الداعية من داخل الحركة الوطنية الفلسطينية للعودة إلى الانتفاضة.لكن فلسطينيين كثراً يخشون الصراع مع الإسرائيليين، حيث يشير فوزي عياد، تاجر من الحي الإسلامي في القدس: "لمَ علينا أن نبدأ انتفاضة جديدة ونخسر أبناءنا؟ ألأن ترامب أعلن أنه سيبني سفارة؟ لنرى ما إذا كان سيبني شيئاً. لا يقوم ترامب بأي أمر سوى الكلام".