أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رغبة مواطنيه في الاستقرار وعزا ضعف المعارضة الروسية الليبرالية، إلى ما وصفه بأنه "عدم وجود رغبة لدى الروس للقيام بانقلاب مثلما حدث في أوكرانيا"، حيث أدى تحرك "حركة الميدان" إلى إسقاط الرئيس الموالي لموسكو في 2014.

وقال بوتين، رداً على سؤال الصحافية والمرشحة للرئاسة كسينيا سوبتشاك، خلال مؤتمره الصحافي السنوي: "هل تريدون أن ننتقل من حركة ميدان إلى أخرى؟ هل تريدون أن تحصل لدينا محاولات انقلاب؟ لقد تجاوزنا كل هذا، أنا مقتنع بأن أغلبية المواطنين الروس لا تريد ذلك ولن تسمح به". وأضاف بوتين، أنه يدرك بأنه لا يواجه أي منافسة حقيقية وأنه لا يواجه أي معارضين بارزين يعتد بهم. وتابع أمام حشد ضم أكثر من 1600 صحافي روسي وأجنبي في قاعة مؤتمرات بموسكو: "المناخ السياسي مثل المناخ الاقتصادي يحتاج لأن يكون تنافسياً. سأسعى لكي يكون لدينا نظام سياسي متوازن".

Ad

وعبر عن أسفه لعدم وجود منافسة، لكنه اتهم معارضيه السياسيين بالفشل في تقديم أي أفكار إيجابية.

وأردف: "من المهم عدم الاكتفاء بإحداث الضوضاء في الساحات العامة والحديث عن النظام، لكن عندما تبدأ في مقارنة ما يقترحه زعماء المعارضة ولاسيما الليبرالية فستجد الكثير من المشاكل".

وأكد بوتين، الذي يتهمه منتقدوه باستخدام التلفزيون الرسمي والمحاكم والشرطة لشيطنة المعارضة الليبرالية وتهميشها، أنه سيرشح نفسه في غضون الشهر الجاري لفترة ولاية جديدة في انتخابات مارس 2018 في سباق يبدو في حكم المؤكد أن يفوز به بسهولة وأن يمد هيمنته على السلطة إلى عقد ثالث.

لكن في مؤشر على أن بوتين، ضابط المخابرات السابق، يسعى إلى تعزيز دوره كأب للأمة لا مجرد شخصية سياسية حزبية، قال إنه يعتزم الترشح كمستقل ونيل الدعم من أكثر من حزب سياسي.

وعادة ما ينال بوتين دعم حزب "روسيا المتحدة" الحاكم، لكن بوتين يريد فيما يبدو أن يزيد الإقبال على التصويت بتصوير نفسه كشخص فوق الخلافات الحزبية.

وذكر بوتين أن من السابق لأوانه تحديد برنامجه الانتخابي، لكنه أورد قضايا ذات أولوية، مثل توجيه الاقتصاد صوب التكنولوجيا المتقدمة وتحسين البنية التحتية والرعاية الصحية والتعليم والإنتاجية وزيادة دخل المواطنين.

من جانب آخر، قال بوتين إن روسيا ستولي اهتماماً كبيراً بتطوير الجيش، لكن دون التأثير على الميزانية والدخول في سباق تسلح مع الولايات المتحدة. وأضاف بوتين في رد على سؤال عن زيادة النفقات العسكرية، أن هناك مقولة مفادها بأن مَن لا يريد إطعام جيشه فهو سيطعم جيش العدو. وروى قصة عن أهمية السلاح قائلاً: "قام ابن ضابط سابق بمبادلة خنجر أبيه بساعة اليد. وقال له الأب: حصلتَ على البديل الجيد، لكن سيأتي غداً مجرمون ليقتلونا، أنا وأمك، ويغتصبوا أختك. أما أنت فسوف تخرج لتقول: مساء الخير، الساعة الثانية عشرة وثلاثون دقيقة بتوقيت موسكو". ونشر زعيم المعارضة أليكسي نافالني، الذي يرجح عدم السماح له بالترشح أمام بوتين بسبب إدانة جنائية يقول إنها مختلقة، رداً فورياً على مواقع التواصل الاجتماعي. وقال إنه دشن برنامجه الخاص واتهم بوتين بفعل كل ما بوسعه لتجاهل هذا البرنامج.

وبوتين (65 عاماً) في السلطة، سواء كرئيس أو كرئيس للوزراء، منذ عام 2000 وهي مدة أطول من التي قضاها الزعيم السوفياتي المخضرم ليونيد بريجنيف ولا تتجاوزها سوى فترة حكم جوزيف ستالين.