صورة لها تاريخ : الفريق عبدالله فراج الغانم... التحق بالجيش عام 1949 وأصبح رئيساً للأركان عام 1980
رحل إلى جوار ربه قبل فترة قصيرة الفريق عبدالله فراج الغانم، الرئيس الثالث لأركان الجيش والقوات المسلحة الكويتية، عن عُمر يناهز 86 عاماً قضاها في العمل الدؤوب والمخلص كضابط في الجيش الكويتي لمدة تقارب أربعين عاماً. وُلد رحمه الله تعالى في منطقة المرقاب عام 1931، وتلقى تعليمه الأولي في المدرسة المباركية، ومدرسة الملا مرشد، حتى وصل إلى الصف الثاني الثانوي، ثم اضطر للعمل مع والده في دكان بالقرب من مسجد بن رومي في الحي الشرقي. لكنه استمر في الدراسة بعد العمل مع الملا بوإسماعيل، حتى أنهى الصف الرابع الثانوي. في عام 1949، التحق بنواة الجيش الكويتي، الذي نشأ في العام الذي قبله ضمن دائرة الأمن العام، برئاسة الشيخ عبدالله المبارك، وتخصص في اللاسلكي والمورس، وأصبح بعد فترة من الزمن مسؤولاً عن هذا القسم. وفي عام 1955، سافر إلى بريطانيا للدراسة في كلية سانت هيرست العسكرية مع اثنين من زملائه في الجيش، وهما: فهد الحقان ومحمد المنديل. وقد أخبرني عند لقائي به في عام 2006، عندما كنت أكتب عن منطقة الخالدية وسكانها، بأن رحلته إلى بريطانيا استغرقت 16 ساعة، مع توقف في عدد من العواصم، منها: بغداد وبيروت. وبعد مرور ثلاث سنوات، عاد العم "أبوفوزي" إلى الكويت ومعه شهادة التخرج في الكلية.
أُسندت له قيادة اللواء السادس في عام 1959، فنظمه وأسسه بشكل مهني صحيح، وساعده في ذلك زميله في المهنة عبدالله الخرافي. وقاد اللواء السادس في التصدي لتهديدات عبدالكريم قاسم في عام 1962، حيث رابط بقواته لمدة طويلة، ولم يكن يفصل بينه وبين القوات العراقية المستنفرة سوى كيلومتر واحد. وظل مسؤولاً عن هذا اللواء حتى عام 1967، ثم شارك في الحرب العربية- الإسرائيلية عام 1967 مرابطاً على الجبهة المصرية، وكان نائباً لقائد لواء اليرموك الكويتي، ويعود له الفضل بعد الله تعالى في إنقاذ نحو 700 عسكري كويتي عندما اشتبكت القوات العربية والقوات الإسرائيلية في تلك المواجهة. تولى قيادة قوات المشاة عام 1970، ثم أصبح معاوناً لرئيس الأركان للعمليات والخطط، ثم عُين رئيساً للأركان في عام 1980، عقب وفاة الشيخ مبارك عبدالله الجابر، رحمه الله.وظل الفريق عبدالله الغانم رئيساً للأركان العامة للجيش إلى عام 1986، يخدم بإخلاص وصدق وتفانٍ. عُرف بين الناس بجديته، وحزمه، واحترامه للآخرين، فأحبوه، وأجمعوا على شخصيته الوطنية. ولم يتوقف عطاؤه للبلد وإخلاصه له بعد تقاعده من العمل، فقد أسرته قوات الاحتلال العراقي في عام 1990، وفرضت عليه الإقامة الجبرية في منزله بالخالدية، وحاولت جاهدة أن تنتزع منه موقفاً يؤيد الاحتلال، فرفض بشدة، وتمسك بموقفه، حتى فرَّج الله كربته وكربة أهل الكويت وجاء التحرير. رحمك الله أبا فوزي، فقد عشت حياتك مثالاً للجندي المطيع المخلص، ولن ينساك الوطن والجيش، بإذن الله تعالى، وأنت أهل لأن يخلد اسمك على إحدى منشآت الجيش الكويتي.