أحيا المطرب البريطاني الشهير ستينغ حفله الغنائي بمركز جابر الأحمد الثقافي، وذلك على خشبة المسرح الوطني، وسط تنظيم رائع، وكان معظم الحضور من الشباب، ومن مختلف الجنسيات، والمهتمين بهذا اللون، الذي يقدمه نجم الحفل.وتميز حفل ستينغ الذي استمر مدة ساعة ونصف الساعة بسهولة وتلقائية، إذ لامس غناء وعزف ستينغ قلوب الجماهير المتفاعل، وبدا مستعداً للأمسية بشكل واضح.
ومنذ اللحظات الأولى، عند ظهور ستينغ وفرقته محيياً الجمهور بعزفه على الغيتار، أحدثت تلك اللحظات شغفاً شد الجمهور، فأصبح متفاعلاً مع تلك الاغاني ونغماتها المصاحبة.ستينغ حرص على أن تكون حفلته متضمنة أغاني مختلفة من ألبوماته الشهيرة، فكان اختيار الأعمال دقيقاً، فانتقى أعمالاً نابضة بالأحاسيس والمشاعر الإنسانية، التي نالت استحسان الجمهور، واستهل ستينغ أولى وصلاته الغنائية بأغنية «English man in New York»، وهي أغنية من ألبومه الثاني بعنوان «Nothing like the sun»، والذي أطلق في شهر أكتوبر في عام 1987.
جائزة «غرامي»
ثم غنى «If I ever lose my faith in you» وهي أغنية من ثاني ألبوم له بعنوان «Ten Summoner’s Tale» الذي أطلق عام 1993، والجدير بالذكر أن تلك الأغنية فازت بجائزة «غرامي» لأفضل أداء صوتي. ثم أطرب ستينغ جمهوره بأغنية «Spirits in material world» التي كتبها وأطلقها عام 1981. وخلال غنائه دوّت أصوات الجمهور في جنبات المسرح بالغناء الجماعي مما خلق حالة من الانسجام والبهجة في الحفل.تحية وسعادة
وحيا ستينغ جمهوره بحماسية ووجه كلمة عبر عن سعادته بزيارته الأولى لدولة الكويت، وبغنائه في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي والذي وصفه أنه «صرح جميل»، وبصحبه هذا الجمهور الرائع. ومن ثم وتحت سلطة إضاءة مبهرة رغم بساطتها، غنى « Tea in Sahara» من ألبومه «Synchronicity». وقد استلهم ستينغ كلمات الأغنية من رواية «Sheltering Sky» والتي كتبها Paul Bowles.ونجح ستينغ في إشاعة روح من الطرب الجميل والبهجة والسعادة على الحضور، ولم ينس أن يتواصل مع محبيه، وقال لجمهوره، إن الأغنية التي سيغنيها تتحدث عن المكان الذي يعيش فيه، لافتاً إلى أنه من إنكلترا ويمتلك بيتاً صغيراً في المدينة، وبحس فكاهي ضاحك قال « أقدر أن أقول لكم أنه قصر صغير»، مشيراً إلى أن المكان الذي يقطن فيه جعله يستلهم أغنية جميلة وهي «Fields of gold»، وقد أطلقها عام 1993. وبعد أن أنهى غناءه تحدث ستينغ لجمهوره مرة أخرى وقال «مضى على زواجي 35 عاماً» ، ومن هذا المنطلق اشار أنه كتب أغنية « She’s too good for me» والتي كتبها لزوجته، فصفق له الجمهور بحرارة عندما استهل بغناء الأغنية.ثقة وحماس
وتفاعل الجمهور بشكل كبير وحماس رائع مع أغنية «Rose in Desert» من ألبومه «Brand New Day»، والتي أطلقها عام 1999 و شاركه عند إطلاقها المغني الجزائري الشاب مامي، الجدير بالذكر أن الأغنية بلغت ذروتها في الولايات المتحدة الأميركية بوصولها إلى المركز 17 على قائمة الأغاني الأكثر شعبية، إضافة إلى أنها لاقت نجاحاً كبيراً في مختلف دول العالم. واستعرض ستينغ إمكانياته الصوتية الرائعة وغنى الجمهور معه أغنية «Roxanne» وهي من ألبوم « All This time» التي أطلقها في عام 2001، وأيضاً أغنية «Ain›t No Sunshine» والتي غناها الفنان بيل ويترز عام 1971، وقام ستينغ بإعادة غنائها عام 1991. واستمر ستينغ في تقديم وصلاته الغنائية بكل ثقة، فغنى من ألبومه الجديد « 57th & 9th « الذي أطلقه في عام 2016، أغنية « I can›t stop thinking about you».ومن ثم تألق بأغنية « Every breath you take» التي أطلقها عام 1983، وحازت شهرة كبيرة، وحرك قلوب الجمهور الذي لم يكف عن التفاعل فختم الحفل بأغنية «Fragile» التي أطلقها عام 1987.الجدير بالذكر أن ستينغ هو الملحن والمغني والمؤلف الموسيقي والممثل والكاتب والناشط قد ولد في نيو كاسل بإنكلترا، قبل أن ينتقل إلى لندن عام 1977، ليشكل فرقة «ذا بوليس» The Police مع ستيوارت كوبلاند وآندي سمرز. أصدرت الفرقة خمسة ألبومات غنائية، وفازت بست جوائز» غرامي» وجائزتي» بريت»، وسجلت في الصالة الفخرية للروك آند رول في العام 2003. وبوصفة أحد أكثر الفناني المنفردين تميزاً في العالم، حصل ستينغ على عشر جوائز «غرامي»، وأربعة ترشيحات لجائزة الأوسكار. صدر ألبومه الأخير 57th &9th» في نوفمبر 2016، ليتبعه بجولة موسيقية عالمية أثنى عليها النقاد، شملت حتى الآن 115 حفلاً موسيقياً.الحفلات الخيرية
وبعيداً عن الأضواء وعن الاستديو يعمل ستينغ في مجال التوعية الاجتماعية هو يعتبر هذا العمل جزءاً مهماً من حياته، وقد أحيا عدداً من الحفلات الخيرية ورصد ريعها لدعم منظمات تعنى بحقوق الإنسان ومن بينها منظمة العفو الدولية، كما ساعد في إنشاء مؤسسة رينفورست المعنية بحماية البيئة، وكافح من اجل المساعدة في حماية المناطق البرازيلية.أعضاء الفرقة
يتكون أعضاء الفرقة من دومينيك ميلر حيث يتمتع بسمعة طيبه ومكانة رفيعة في أوساط محترمي الموسيقي ومحبيها على حد سواء، ويعتبر ميلر مشاركاً في كل ألبومات تينغ، وفي أكثر من ألف حفلة موسيقية، كما أسهم في كتابة بعض أغنياته الأكثر نجاحاً مثل «Shape of my heart». أما جوش فريز فهو عازف الطبل ومؤلف أغان أميركي، شارك في أكثر من 400 ألبوم، وعمل فريز مع طيف واسع من فناني «الروك»، و»البوب» العالمين من فرقة غنز آند روزز ومايكل بوبلي، إلى فرقة ناين إتنش نيلز، وبروس سبرينغستين، وكيتي بيري، وفرقتي أ- بيرفكت سيركل وويزر. الجدير بالذكر أن فريز بدأ العزف على آلة مع ستينغ عام 2005، واشترك معه في الحفلات، وفي كتابة الأغنيات لألبوم «57th &9th». أما روفس ميلر هو إبن دومينيك ميلر، وعازف غيتار مصاحب لستينغ، مستلهماً والده وموسيقى لاغرنج. بدأ روفس كتابة الأغاني والعزف على الغيتار في سن السابعة، وأصبح اسماً معروفاً كعازف للغيتار، ومغنياً، وكاتباً للأغاني مع عديد من الفرق والفنانين في لندن وضواحيها. شملت أعماله تعاوناً مع جيمي تي، ولويس فلويد هنري، وبيتر تيكل «ستينغ» وغيرهم. هذا ويعتز ميلر بكونه عازفاً متنوعاً يؤدي كل أنواع الموسيقى من الكلاسيكيات إلى الفولك والبلوز والبنك والإندي، إلى الهارد روك، واليهفي ميتل.