• كيف ترى اتفاق مشروع الضبعة النووي الذي وُقّع بين مصر وروسيا خلال زيارة بوتين الأخيرة للقاهرة؟
- هذا المشروع النووي يمثل إنجازاً كبيراً طال انتظاره، لأن مصر تسعى إلى تحقيقه منذ منتصف الخمسينيات من القرن الماضي، ومشروع الضبعة في رأيي سيحقق لمصر نقلة اقتصادية ونوعية، فعلى الجانب الاقتصادي نحن في حاجة شديدة للطاقة من أجل مشروعات التنمية، وحالياً مصادر الطاقة محدودة وغير متجددة مثل الاعتماد على البترول والغاز الطبيعي، ومن المهم جدا وجود تنوع في مصادر الطاقة النظيفة، فالطاقة النووية غير ملوثة للبيئة ويمكن الاعتماد عليها في مشروعات التنمية.متى تستطيع مصر جني ثمار هذا المشروع؟
- أعتقد أن ذلك سيحدث خلال فترة تتراوح ما بين 8 و10 سنوات، لأن مثل هذه المشروعات النووية تستغرق مدة زمنية أكبر من مشروعات توليد الطاقة التقليدية، لأن المفاعلات النووية تحتاج إلى إجراءات كثيرة لتحقيق معدلات قصوى للأمان النووي.• هل من المتوقع أن يكون هناك تأثير لمحطة الضبعة على صحة المواطنين أو سلامة العاملين فيها؟
- هذا غير صحيح على الإطلاق، فهذا المشروع يتمتع بدرجة عالية جداً من الأمان بصورة تجعل وقوع أي حادث أمرا مستبعدا، وفي حالة وقوع أي حادث ستعمل إجراءات الأمان على تخفيف آثاره سواء على الإنسان أو البيئة المحيطة، وتم الاستفادة من الحوادث النووية التي وقعت في السنوات السابقة سواء في تشرنوبل أو هيروشيما، في توفير أكبر قدر من درجات الأمان في تصميم المفاعلات النووية الحديثة لمنع تكرار مثل هذه الحوادث، وهناك معايير عالمية للأمان تضعها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ومصر ملتزمة بهذه المعايير.• موقع الضبعة هل هو الأنسب لإقامة هذا المشروع النووي؟
- لا يوجد موقع في العالم لا يصلح لإقامة محطة نووية، إلا في حالة وجود عوامل تمنع ذلك مثل وجود منطقة زلازل أو براكين نشيطة، وأرى أن منطقة الضبعة موقع مثالي لإقامة المشروع، وهذا الموقع دُرس دراسة وافية للوصول إلى عوامل التصميم المناسبة وتأثير البيئة المحيطة مثل المياه الجوفية والتوزيع السكاني وعوامل أخرى كثيرة.• ما تقييمك لكلفة المشروع في ظل حصول روسيا على فائدة بنسبة 3 في المئة؟
- الكلفة الرأسمالية لأي مشروع نووي أكبر بكثير من أي مشروع آخر لتوليد الطاقة باستخدام الغاز الطبيعي أو البترول، وعلى مدى عمر تشغيل المحطة الذي يصل إلى 60 سنة أو أكثر، يعد هذا المشروع أرخص من البدائل الأخرى للطاقة.• هل تتوقع أن تمارس الولايات المتحدة ضغوطاً على مصر في الملف النووي؟
- تخوف العالم من الطاقة النووية يأتي من خطورة استخدامها في الأغراض غير السلمية، لكن مصر وقعت اتفاقية منع انتشار الأسلحة النووية منذ عام 1981، وهذا يؤكد أن مصر ستستخدم الطاقة النووية في الأغراض السلمية، واختيار روسيا للتعاون معها في المجال النووي جاء بسبب خبرتها الطويلة في هذا المجال، إضافة إلى الشراكة الاستراتيجية المتميزة بين البلدين، وبالتالي لا تستطيع أية دولة ممارسة ضغوط على مصر فيما يتعلق بقرارها بشأن التعاون مع أية دولة في هذا المجال.