تقدُّمٌ مهمٌّ أحرزته قوات الجيش اليمني، أمس، بتمكنها من تحرير آخر معاقل الحوثيين في محافظة شبوة، وإعلانها تطهير شرق البلاد من المتمردين المدعومين من إيران.وجاء تطهير شرق البلاد من عناصر جماعة «أنصار الله» عقب سيطرة الجيش على مديريتي بيحان وعسيلان، إثر معارك عنيفة دارت بين الطرفين.
وأسفرت المعارك عن مقتل وإصابة العشرات من المتمردين، إلى جانب أسر نحو 30 حوثياً، في حين قُتِل سبعة من أفراد الجيش وأصيب نحو 20 آخرين.وشنّت مقاتلات التحالف العربي سلسلة غارات جوية على مواقع وتجمعات الميليشيات الحوثية في شبوة خلال الساعات الماضية، خلّفت خسائر مادية وبشرية كبيرة في صفوفهم.وبالتزامن مع معارك بيحان وعسيلان، وصلت قوات حكومية انطلقت من شبوة إلى حدود محافظة البيضاء، لاستكمال تحرير المحافظة الواقعة وسط البلاد من قبضة المتمردين.
ويسيطر الحوثيون على معظم مناطق البيضاء، وهي إحدى المحافظات المتاخمة لمحافظة شبوة النفطية.وفي حين يكثف الجيش اليمني جهوده على ثلاث جبهات رئيسية بصنعاء ومحافظتي صعدة والحديدة، قصفت مقاتلات «التحالف» مستودع أسلحة خفيفة للحوثيين في منطقة الجراف شمال العاصمة.ودارت مواجهات جديدة، أمس، عند أطراف بلدتي حيس والتحيتا في محاولة جديدة من القوات الحكومية لاقتحامهما والتقدم نحو مدينة الحديدة الاستراتيجية، التي تضم ميناء يشكل نقطة رئيسية لوصول المساعدات الإنسانية. وقتل 28 حوثياً وأصيب 17 في غارات شنها التحالف واستهدفت مواقع للمتمردين جنوب المدينة المطلة على البحر الأحمر.وفي تطور آخر، عادت الاشتباكات مجدداً إلى مديرية كرش في محافظة لحج الجنوبية بين الجيش والمقاومة الشعبية من جهة والميليشيات الحوثية.وتأتي هذه التطورات في حين فتح «التحالف»، الذي تقوده الرياض، الباب أمام ترتيبات سياسية جديدة قد تحرك جبهات مهمة في اليمن، عقب لقاء غير مسبوق بين ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد وقادة حزب «الإصلاح» الإسلامي.وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية في دولة الإمارات أنور قرقاش، إن حكومة بلاده قررت منح حزب «الإصلاح» فرصة لاختبار النوايا و«توحيد الجهود لهزيمة إيران وميليشياتها الحوثية... نراهن على الحميّة والولاء الوطني»، مؤكداً أن الحزب فك ارتباطه مع جماعة «الإخوان المسلمين».من جانب آخر، دانت الحكومة البريطانية ما وصفته بـ«بربرية الحوثيين»، وعمليات القتل الانتقامية، التي يقومون بها ضد أنصار الرئيس المغدور علي عبدالله صالح وحزب «المؤتمر»، مطالبة «أنصار الله» بإلقاء السلاح.