في خطوة قد تعقد الصراع بين حكومة طرابلس المدعومة من الأمم المتحدة والحكومة المنافسة المنبثقة من مجلس النواب في طبرق، أكد القائد العسكري لقوات حكومة طبرق المشير خليفة حفتر أمس انتهاء «شرعية اتفاق الصخيرات» الذي انبثق منه المجلس الرئاسي وحكومته بقيادة فايز السراج.

وقال حفتر في كلمة متلفزة أمس: «اليوم هو تاريخ انتهاء الاتفاق السياسي، وانتهاء أي جسم انبثق منه ورغم كل الشعارات البراقة من الحوارات السياسية من غدامس مرورا بجنيف والصخيرات انتهاء بتونس، انتهت كلها حبرا على ورق».

Ad

وشدد حفتر على رفضه لما وصفه بـ«أسلوب التهديد من قبل الدول العظمى وبعثة الامم المتحدة» التي رعت اتفاق «الصخيرات».

وأضاف «إننا نرفض خضوع الجيش لأي جهة مهما كانت شرعيتها إلا أن تكون منتخبة». وتابع: «رغم ما يواجهنا من تهديدات، حتى بلغ الأمر بالوعيد إذا ما أقدمنا علي أي خطوة خارج المجموعة الدولية، إلا أننا نعلن اليوم انصياعنا إلى الشعب الليبي الحر وسندافع عن قراراته».

وأشار إلى تقديم «القيادة العامة» للقوات التي يقودها مبادرات كثيرة للمجتمع الدولي وبعثة الأمم المتحدة والدول المهتمة بليبيا للوصول إلى حل شامل قبل تاريخ 17 ديسمبر الجاري واتخاذ إجراءات تمهيداً لإجراء انتخابات في أسرع وقت.

وقال: «حاولنا دفع عجلة الحوار قبل 17 ديسمبر إلا أن السياسيين فضلوا مصالحهم الشخصية»، مؤكداً أن «أسلوب التهديد والوعيد لن ينجح والقوات المسلحة ستقاتل لآخر جندي، والجيش لن ينصاع إلا لأوامر الشعب الليبي».

ورأى أن صبر الشعب الليبي نفد بعد تأخر الاستقرار في البلاد.

وكان مجلس الأمن الدولي أكد الخميس الماضي أن الاتفاق السياسي الليبي الموقع في مدينة الصخيرات المغربية في ديسمبر 2015، هو "الإطار الوحيد القابل للاستمرار” لحل الأزمة السياسية في ليبيا، مشدداً على أنه ليست هناك حلول عسكرية للأزمة.

و«الصخيرات» اتفاق شمل أطراف الصراع في ليبيا وتم توقيعه تحت رعاية منظمة الأمم المتحدة في مدينة الصخيرات بإشراف المبعوث الأممي مارتن كوبلر لإنهاء الحرب الأهلية الليبية.

وتشهد ليبيا انفلاتا أمنيا عقب إطاحة الزعيم الراحل معمر القذافي وقتله في عام 2011 .

من جهته، أكد موفد الأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة، أمس، أن «الليبيين سئموا العنف (...) وهم يأملون التوصل إلى حل سياسي وتحقيق المصالحة، ويرون أن العملية السياسية السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار والوحدة في بلدهم».

وحض «جميع الأطراف على الإنصات لأصوات مواطنيهم، والامتناع عن القيام بأي أعمال يمكن أن تقوض العملية السياسية».

في المقابل، أكد المبعوث الخاص للجامعة العربية إلى ليبيا صلاح الدين الجمالي عقب حضوره اجتماع وزراء خارجية دول الجوار الليبي الذي عقد أمس في تونس أن «صلاحية الصخيرات» لم تنته.