اتفاقيّة دوليّة لِنشر المجموعة الكاملة لأوراق أمين الرَّيحاني وأرشيف متحفه إلكترونيّاً

نشر في 19-12-2017
آخر تحديث 19-12-2017 | 00:00
أمين الرَّيحاني بريشة الفنان خليل الصليبي (1925)
أمين الرَّيحاني بريشة الفنان خليل الصليبي (1925)
بعد مفاوضات مفصّلة ودقيقة، امتدّت أكثر من ستة أشهر بين كل من مركز «موييز خيرالله لدراسات الانتشار اللبناني» (lebanesestudies.ncsu.edu) التابع لجامعة ولاية نورث كارولينا (NC State University) في الولايات المتّحدة الأميركيّة، و«مؤسّسة أمين الرَّيحاني» في واشنطن العاصمة، و«متحف أمين الرَّيحاني» في الفريكة بلبنان، وقعت المؤسّسات الثلاث اتّفاقية شراكة في ما بينها لنشر المجموعة الكاملة لأوراق أمين الرَّيحاني وأرشيف متحفه نشراً إلكترونيّاً مبوّباً وموثّقا.
تنظر الولايات المتّحدة إلى أمين الرَّيحاني (1876-1940) على أنّه كاتب تنويريّ من كبار مُفَكّري القرن العشرين من خلال نتاجه الفلسفيّ والأدبيّ والسياسيّ باللغتين العربيّة والإنكليزيّة، ومن خلال تأثيره الكبير في مثقّفي العالم العربيّ وفي القُرّاء الغربيّين المهتمّين بالشؤون الفلسفيّة والأدبيّة والفكريّة السياسيّة.

وتُعتبَر روايته «كتاب خالد» (1911) من أولى الروايات العربيّة الأميركيّة الناطقة بالإنكليزيّة. ويعود له فضل الريادة في إدخال الشعر العربيّ الحديث إلى الأدب العربيّ المعاصر. ونشر الرَّيحاني مقالاته وقصائده في أبرز الصحف والمجلاّت الغرْبيّة والعرَبيّة، ومن بينها: «النيويورك تايمز، والتايم اللندنيّة، والأهرام، والمقتطف، والهلال»؛ إضافةً إلى مجلاّت الاختصاص، وأبرزها: «الأتلانتِك مَنثلي، وترا ﭬل، وآسيا، والإنترناشيونال ستوديو، والبرِنت كونِسور»؛ كذلك حاضر في أبرز الجامعات الأميركيّة والكنديّة والبريطانيّة ومؤسّسات ثقافيّة أخرى حول العالم، ناشراً أفكاره الفلسفيّة والأدبيّة والسياسيّة ومشدِّداً على أهمّيّة الوحدة العربيّة وعلى أبعاد التوافق بين الشرق والغرب.

ويعود تاريخ الأرشيف الأدبيّ في متحف الرَّيحاني إلى العام 1897، وهو لا يزال ينمو ويتّسع حتى اليوم. هذه المجموعة الفريدة من نوعها تضمّ أوراقه المختلفة ومذكّراته، ومخطوطاته، ومقالاته المنشورة، إضافة إلى المقالات المنشورة عنه والوثائق التاريخيّة المتعلّقة بسيرته ونتاجه. وتتعدّد لغات هذه المجموعة إذ بَلَغَتْ 36 لغة من حول العالم. وهي محفوظة في متحف الرَّيحاني في نحو 25 ألف صفحة. من بينها نحو 20% بخط الرَّيحاني نفسه بالعربيّة والإنكليزيّة، وبين 8 و10% بخط عدد كبير من رؤساء الدوَل والكُتّاب والمستشرقين والباحثين من حول العالم.

التعاون القائم بين «مركز موييز خيرالله» في جامعة نورث كارولينا، و«مؤسّسة أمين الرَّيحاني» في واشنطن، و»متحف أمين الرَّيحاني» في الفريكة بلبنان، هو تعاون فاعل في سبيل نشر إلكترونيّ رائد وتاريخيّ. إنها المرّة الأولى التي يُجمَع فيها الأرشيف الكامل لكاتب عربيّ ويُعَدّ للنشر ليصبح مرجعاً لأيّ باحث أو قارئ أو طالب في العالم. وسيعمل هذا المشروع على الحفاظ الدقيق على المادّة الأصليّة المكتوبة، وذلك بأحدث الوسائل الإلكترونيّة الحديثة، من أجل أن يبقى إرث الرَّيحاني الفكري مُصاناً ومنتشراً في آن، بين الباحثين في القارّات الخمس على السواء، ولأجيال عدة مقبلة.

وصرّح مدير «مركز خيرالله»

د. أكرم خاطر قائلاً: «إنها فرصة ثمينة أن نتعاون مع متحف الريحاني في لبنان، ومؤسّسة أمين الرَّيحاني في الولايات المتحدة، من أجل تحقيق هذا المشروع الريادي والتاريخي. والمؤسّستان المذكورتان هما من أبرز المؤسّسات الثقافيّة التي عملت باستمرار، وجهد متواصل، للحفاظ على الإرث الفكري الكبير للرَّيحاني، وعلى بلورةِ خصائصَ الأدبِ العربيّ الحديث ومعالمَ الفكرِ العربيّ المعاصر. وسنعملُ سويّاً لتحقيق أهداف هذا المشروع، وعلى إضاءةِ المعالمَ الفكريّة للانتشار اللبنانيّ حول العالم». 

ومن جهته صرّح د. أمين ألبرت الرَّيحاني، رئيس مجلس أمناء متحف الرَّيحاني، بقوله: «سيُشكّلُ هذا المشروع دعامةً رئيسة للأدب العربيّ- الأميركيّ والآداب العالميّة المكتوبة بالإنكليزيّة أو بالعربيّة». وأضاف: «لئن شُيِّدَ اليوم هيكلٌ ثقافيّ في لبنان يُدعى متحف أمين الرَّيحاني فسيُشادُ غداً هيكلٌ مماثل في الولايات المتّحدة الأميركيّة يُدعى أرشيف أمين الرَّيحاني المنشور إلكترونيّاً. هذه الخطوة الجبارة باشرت بتنفيذ أهدافها بفضل الاتفاقيّة الدوليّة الثلاثيّة التي وُقِّعَت أخّيراً بعد الجهد الخاص والمتواصل من الدكتور موييز خيرالله والدكتور أكرم خاطر».

وسيشهد ربيع 2018 تدشين المرحلة الأولى من هذا المشروع، أي مرحلة التصوير الإلكترونيّ والتي ستستغرق نحو ستة أشهر.

مركز خيرالله لدراسات الانتشار اللبنانيّ

يهدف «مركز موييز خيرالله لدراسات الانتشار اللبناني» إلى وضع بحوث حول المهاجرين اللبنانيّين في الولايات المتّحدة الأميركيّة وحول العالم، ونشرها لتكون في متناول الدارسين والقرّاء. ويدرس المركز مظاهر الهجرة اللبنانيّة بمختلف أشكالها وأبعادها الاجتماعيّة والسياسيّة والاقتصاديّة. ومن نشاطاته المتعددة: بناء أرشيف إلكتروني موثّق ومبوّب؛ وإقامة معارض دوريّة حول المهاجرة؛ وتنظيم مؤتمرات متخصّصة، وتعزيز منشورات المركز وفي طليعتها المجلّة الأكاديميّة، وهي بعنوان: المشرق والمهجر.

 

متحف أمين الرَّيحاني

أسس ألبرت الرَّيحاني هذا المتحف تخليداً لذكرى شقيقه أمين، ويُشَكّل ثروةً وطنيّة وإرثاً عالميّاً. بالإضافة إلى أرشيفه المهم، يضمّ المتحف المقتنيات الشخصيّة للرَّيحاني ومعروضات قيّمة أخرى، من بينها: اسكتشات فنيّة وكاريكاتوريّة بريشة الرَّيحاني، ولوحات زيتيّة ومائيّة، ووجوه مرسومة بالطبشور والحبر الصيني، إلى جانب هدايا ملوك وحُكّام وأصدقاء من مختلف أنحاء العالم. ويستقبل متحف الرَّيحاني، على مدار السنة، الزائرين من الكُتّاب، والباحثين، والطلّاب وسواهم من المهتمّين بتراث الرَّيحاني من حول العالم.  

مؤسسة أمين الريحاني في الولايات المتحدة

تهدف مؤسّسة أمين الرَّيحاني في الولايات المتحدة الأميركيّة (ومركزها واشنطن العاصمة)، إلى العمل على نشر تراث أمين الرَّيحاني في الجامعات والمدارس الأميركيّة ضمن حملة توعية ثقافيّة حول الأدب العربي- الأميركي ونشأته في النصف الأوّل من القرن العشرين. وباشرت المؤسّسة نشاطاتها بنشر عدد من مخطوطات أمين الرَّيحاني الإنكليزيّة، إلى جانب تنظيم المؤتمرات والندوات والمحاضرات الخاصّة بأدب الرَّيحاني وإرثه الفكريّ والثقافيّ. ومن أبرز مشاريعها: نشر الموقع الإلكتروني الخاص بأمين الرَّيحاني بالإنكليزيّة، وإطلاق منتدى الباحثين حول الرَّيحاني ونتاجه بالعربيّة والإنكليزيّة.

«كتاب خالد» من أولى الروايات العربيّة الأميركيّة الناطقة بالإنكليزيّة
back to top