رفض رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني في ليبيا، فايز السراج، إعلان القائد العسكري لقوات البرلمان المتمركز في شرق البلاد المشير خليفة حفتر انتهاء صلاحية اتفاق الصخيرات السياسي.

وقال السراج، إن «المجلس الرئاسي وحكومته، التي تتخذ من العاصمة طرابلس مقراً لها، مستمر ولا تواريخ لنهاية الاتفاق السياسي إلا عند التسليم لجسم منتخب من الشعب».

Ad

وانتقد رئيس الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة حفتر دون أن يسميه، مؤكداً أن «المعرقلين لن يثنوا حكومة الوفاق من أداء عملها وواجبها نحو المواطنين».

ودعا السراج الليبيين إلى «نبذ الفرقة والخلافات السياسية وبناء أرضية تصل بالليبيين إلى الانتخابات وانتهاء المرحلة الانتقالية».

وطالب السراج بإفساح الطريق أمام الشعب لـ«يصل إلى صناديق الاقتراع لا بالقفز على السلطة وعسكرتها»، في إشارة منه إلى كلمة القائد العسكري، أمس الأول، بخصوص انتهاء صلاحية حكومة الوفاق، ومطالبة الشعب بالخروج على المجلس الرئاسي.

وعقب كلمة القائد العسكري، التي أعلن فيها نهاية «شرعية الصخيرات» الموقع بين الأطراف الليبية المتصارعة على السلطة، نظمت وقفات في عدة ليبية، للمطالبة بإنهاء عمل كل الهيئات السياسية في البلاد، وتسليم السلطة لحفتر.

وجاء موقف السراج بالتزامن مع إعلان وزراء خارجية دول الجوار مصر وتونس والجزائر تمسكهم بـ»الصخيرات»، عقب اجتماع استضافته العاصمة تونس ودعا الأطراف الليبية إلى الحوار من أجل الخروج من الوضع الراهن.

إلى ذلك، اغتالت مجموعة مسلحة مجهولة عميد بلدية مصراتة محمد شتيوي، بعد ساعات من اختطافه، صباح أمس.

وقال مصدر أمني طالباً عدم الكشف عن اسمه، إن مسلحين لاحقوا سيارة شتيوي وخطفوه عند خروجه من مطار مصراتة، الواقعة على بعد 200 كلم شرق طرابلس العاصمة.

وتم العثور على جثة شتيوي، الذي كان اختطف مساء أمس الأول، بعد وصوله قادما من تركيا، ملقاة أمام مستشفى الصفوة بالمدينة التي تعد ثالث مدن ليبيا من حيث عدد السكان، كما أصيب شقيقه بطلق ناري.

وأكد متحدث باسم مستشفى مصراتة المركزي تستلم جثة شتيوي، مؤكداً تلقيه أكثر من رصاصة في جسده.

يذكر أن شتيوي كان من الداعمين لحكومة السراج، وتعد مدينة مصراتة الساحلية، التي يبلغ عدد سكانها نحو 400 الف نسمة، واحدة من أكثر المدن أماناً في ليبيا.

وكان شتيوي أجبر في مايو الماضي على تقديم استقالة مكتوبة، نفى صحتها لاحقاً، وقال إنها كانت تحت الإكراه بعد اقتحام مجموعة مسلحة قاعة كان يجتمع فيها مع أعيان من مدينة سرت وبعض قادة عملية «البنيان المرصوص»، التي حررت مدينة سرت من قبضة تنظيم «داعش».

سيف القذافي

في غضون ذلك، وبعدما أثار نبأ ترشحه للرئاسة الكثير من الجدل، أكد المتحدث باسم «القبائل الليبية وعائلة الزعيم الراحل معمر القذافي» باسم الهاشمي الصول، أن سيف الإسلام القذافي، نجل الزعيم الراحل، ينوي الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، والتي من المحتمل أن تجري خلال 2018.

وقال الصول، إن سيف الإسلام، يحظى بدعم أكبر قبائل البلاد، مضيفا أنه سيعلن خلال وقت قريب ترشحه للرئاسة عبر وسائل الإعلام.

وأشار المتحدث إلى أن سيف الإسلام سيقدم «رؤية لمستقبل ليبيا» تتضمن خطوات يطمح أن تتبعها الأمم المتحدة، وتحظى بدعم مجلس الأمن، للخروج بالبلاد من محنة المراحل الانتقالية إلى مرحلة الدولة المستقرة.

وتتضمن الخطوات فرض الأمن والمصالحة وفقاً للتوزيع الجغرافي، بمشاركة كل المكونات الليبية، وإجراء حصر وتعداد سكاني بإشراف الأمم المتحدة ومراقبة منظمات دولية مستقلة.

وتشمل الرؤية إجراء استفتاء عام على كل القضايا الخلافية تحت إشراف الأمم المتحدة، حيث ينتج عن الاستفتاء دستور للبلاد ينظم الحياة العامة والسياسية، وأخيراً إجراء انتخابات عامة.

من جهة أخرى، أعلنت مجموعة «عمليات عمر المختار»، أمس، حالة الطوارئ القصوى في جميع المحاور والبوابات التابعة لها في مدينة درنة الخاضعة لقوات حفتر بعد اشتباكات مع عناصر مسلحة أسفرت عن مقتل 4 مسلحين و3 جنود قرب محور «الظهر الحمر».