«موعد مع...» تناقش ثنائية الموت والحياة برؤية فانتازية

قدمتها فرقة المسرح الشعبي للمخرج العنزي وبطولة الردهان والنصار

نشر في 20-12-2017
آخر تحديث 20-12-2017 | 00:05
جمال الردهان ونصار النصار في مشهد من العمل
جمال الردهان ونصار النصار في مشهد من العمل
قدمت فرقة المسرح الشعبي عرض «موعد مع...» ضمن فعاليات مهرجان الكويت المسرحي أمام حضور جماهيري كبير توافد إلى مسرح الدسمة وتفاعل مع العرض.
شارف قطار مهرجان الكويت المسرحي الـ 18 على الوصول إلى محطته الأخيرة، وبمرور الوقت تعلو وتيرة المنافسة بين الفرق المشاركة في هذا المحفل الفني الثقافي، فمساء أمس الأول، عرضت فرقة المسرح الشعبي «موعد مع...» على مسرح الدسمة، من تأليف وإخراج خلف العنزي، وتمثيل جمال الردهان ونصار النصار ودانة حسين، يوسف مطر، فهد الرويشد، جراح مال الله، إلى جانب عدد من المجاميع، ديكور د. عنبر وليد، أزياء خلود الرشيدي، إضاءة نصار النصار، موسيقى محمد الزنكوي.

«موعد مع...» تطرح فكرة فانتازية لرجل استطاع من خلال علمه أن يكشف حجاب الغيب، وما يحدث عندما يتوصل هذا العالم إلى الاطلاع على موعد موته، وكيف تتغير أفعاله وتصرفاته من بعد معرفة ذلك الموعد.

وتناول مؤلف ومخرج المسرحية العنزي فكرة العمل من خلال عرض متزامن للوحتين شكلتا عدة مشاهد، إذ كانت اللوحة الأولى في بيت العالم نفسه، الذي توصل بعلمه إلى موعد موته، ويعيش حياة زهيدة ثم مشاهد اللوحة الأخرى، وكانت في قصر الملك، الذي يعيش حياة الرفاه.

وكان العالم لا يهاب الملك، لمعرفته بموعد موته، وأن حكم الملك أو ظلمه لن يغير من ذلك الموعد، وأصبح لا يهتم بالعلم، بل يريد أن ينهل من ملذات الحياة قبل أن يحين موعد أجله.

ثمة تقاطع بين فكرة «موعد مع...» وفيلم مصري بعنوان «حلم عزيز» للفنان أحمد عز، الذي قدم بأسلوب فانتازيا هزلي فكرة معرفة رجل أعمال بموعد موته وسعيه إلى النهل من ملذات الحياة قبل أن يفارقها، غير أن معالجة العنزي للفكرة كانت وفق أسلوب فلسفي اعتمد على الثنائيات، مثل الموت والحياة، العدل والظلم، الخير والشر وهكذا، موظفاً أدواته كمخرج، ولعل أهم ما اشتغل عليه العنزي التمثيل والسينوغرافيا، أما الأول، فامتلك العنزي واحداً من أهم الأسماء في المشهد الفني الخليجي، الفنان جمال الردهان، الذي امتلك أدواته وتنقل بسلاسة من حالة إلى أخرى، وشكل مع الفنان نصار النصار ثنائياً مميزاً لاقى استحسان الجمهور وبدا مدى تناغمهما.

أما على مستوى السينوغرافيا، فقدم العنزي فرجة مسرحية معتمداً على ثراء الصورة بجميع مكوناتها من أزياء تعود إلى العصر الإسلامي وإضاءة كانت موفقة إلى حد كبير، وأخيراً ديكورات بسيطة ومعبرة لم تشكل عائقاً أمام حركة الممثلين على المسرح، ويبقى أن العنزي خاض بإرادة حرة تجربة الجميع بين التأليف والإخراج مغامراً بشجاعة، إلا أنه العنزي المخرج كان أميناً على النص وحافظ على جميع حواراته وغابت عنه الحلول الإخراجية التي قد تختزل من الجمل الحوارية، لكن يبقى أن تجربة المسرح الشعبي جديرة بالاحترام على مستوى الفكرة أو تنفيذها وأخيراً المتعة وتفاعل الجمهور مع العرض.

وشهدت الدورة الحالية ظاهرة إيجابية تجلت في الحضور المؤثر للعديد من نجوم الساحة الفنية، الذين ساقهم الحنين إلى خشبة المسرح النوعي، ويحسب لهم أنهم أداروا ظهورهم لبريق الدراما والشاشة الفضية، ولو لوقت قصير، وتفرغوا للتواصل مع جمهور صعب المراس صاحب ذائقة مختلفة، وكانت البداية مع الفنانة القديرة هيفاء عادل ثم الفنان محمد العجيمي وأخيراً الفنان جمال الردهان بطل مسرحية «موعد مع...» ربما لم يبتعد الردهان كثيراً عن الأجواء الأكاديمية خصوصاً أن له حضوراً فعالاً في مهرجان الكويت الدولي للمونودراما، ويأتي مهرجان الكويت المسرحي ليؤكد الردهان أن علاقته مع أبي الفنون ليست محل نقاش.

العنزي أجاد في توظيف عنصر التمثيل واشتغل على التشكيل البصري
back to top