احتفت مكتبة الكويت الوطنية باليوم العالمي للغة العربية، بالتعاون مؤسسة محمد بن راشد للمعرفة، ممثلة بسفارة الإمارات في الكويت، وبرعاية شركة زين في مكتبة الأطفال بالمكتبة الوطنية، حيث أقيمت عدة فعاليات وأنشطة تربوية وتثقيفية موجهة للأطفال محورها تعزيز الإقبال على اللغة العربية والقراءة، وشرح القصص ومعاني الكلمات، ومشاهدة أفلام قصيرة لمهارات تشكيل الحروف والجُمل، وورشة الكتابة بالخط العربي، والتي سوف تستمر أسبوعا.

حضر الفعالية المستشار ونائب سفارة الإمارات بالكويت د. مصلح الأحبابي، والرئيس التنفيذي لـ"زين- الكويت" إيمان الروضان، والمستشار لدى مؤسسة محمد بن راشد للمعرفة سيف المنصوري، والكاتبة هبة حمادة، وجمع من الفنانين، منهم: فاطمة الصفي وحمود الخضر.

Ad

هويتنا الأساسية

وبهذه المناسبة، قال المدير العام لمكتبة الكويت الوطنية كامل العبدالجليل، إن اليوم العالمي للغة العربية أقرَّته الأمم المتحدة، حتى نحتفل ونحيي ونكرم ونصون اللغة العربية.

ولفت إلى أن "المبادرة التي تقدمت بها مؤسسة محمد بن راشد أثلجت صدورنا، حيث خصتنا للاحتفال بتلك الفعالية، والتقت رغبة الطرفين للاحتفال بهذا اليوم المجيد".

وأضاف أن "مكتبة الكويت الوطنية تحتفل كل يوم باللغة العربية، حيث نعتز بمكانتها، وقيمتها، ودورها في الفكر العربي والثقافة الرصينة والأدب والفنون، فاللغة العربية هويتنا الأساسية، والتي ننتمي إليها، ونعتز ونتشرف بها".

احتضان مبادرات

وقال العبدالجليل إن مكتبة الكويت الوطنية، من خلال أهدافها ورسالتها، تسعى دائما إلى احتضان المبادرات والأنشطة والفعاليات الهادفة والقيِّمة التي تثري المجتمع بالثقافة والأدب والمعرفة ونشرها بين الناشئة والشباب، حتى الأطفال لهم نصيب مهم في عملية تعويدهم على القراءة منذ الصغر، و"نستقبل المدارس، والأطفال في مختلف الأوقات والمناسبات، لنغرس فيهم حب القراءة والإقبال عليها، وكسب المعرفة".

وأكد أن تلك المناسبة هي تتويج لجهود تُبذل من أجل هذا الهدف الأسمى، متابعا: "هذا النشاط الذي نقوم به الآن، هو مسؤولية وطنية وثقافية يجب أن نحافظ عليها، ونستمر في أدائها على أكمل وجه، ولا يستقيم هذا الأمر إلا بتعاون جهات مرموقة، كسفارة الإمارات، وأيدينا ممدودة للتعاون مع أي مبادرة، حتى نقدم للمجتمع مشاركات ذات قيمة عالية لأبنائنا من الأطفال والناشئة والشباب".

من جانب آخر، أوضح العبدالجليل أن "القراءة الآن أصبحت تحديا كبيرا ومهما جدا لجيل جديد يجب أن ينشأ ويشب على القراءة، ويتعود عليها، فهي توسع المدارك، وتنير الأذهان، وتنمي الثروة اللغوية، وتهذب النفوس، وترتقي بالأخلاق والقيم، وتؤدي إلى الانفتاح على عقول كبار الكُتاب والمؤلفين، لما لديهم من ذخائر في القيم والأخلاق والمعارف".

مبادرة «بالعربي»

من جهته، قال المستشار بمؤسسة محمد بن راشد للمعرفة، سيف المنصوري: "نسلط اليوم الضوء على تفاصيل مبادرة (بالعربي) التي أطلقتها المؤسسة منذ خمس سنوات، سعيا لتعزيز مكانة لغتنا العربية في مجتمعاتنا، وكذلك في نفوس أبنائنا، وتأكيدا على دورها الأساسي والفعال في مد جسور التواصل الإيجابي بيننا وبين مختلف الحضارات والشعوب".

وأشار إلى أن "هذه المبادرة جاءت لتترجم حرص واهتمام دولتنا وقيادتنا الرشيدة باللغة العربية، من خلال إطلاق وتبني المبادرات والمشاريع الخلاقة، التي تصب جميعها في هدف واحد، هو حماية اللغة العربية، والمحافظة عليها، وتمكينها بين لغات العالم".

وبيَّن المنصوري أن أجندة "بالعربي" تتضمن هذا العام مجموعة من الفعاليات المتميزة، لعل أبرزها "نادي بالعربي"، وفعالية "بلغتي العربية أغرد"، إلى جانب البرنامج الإذاعي "بالعربي"، ومبادرة "فرسان بالعربي"، وهذه الفعاليات موجهة لطلبة المدارس.

وأضاف: أما بالنسبة لأفراد المجتمع، فتم إعداد قائمة من الفعاليات الأخرى، التي تتضمن مبادرات تشمل: "فصحاء العرب"، و"وثيقة الضاد"، إضافة إلى تنظيم الحلقات النقاشية الإلكترونية، وورش عمل لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، ونشاطات التفاعل، من خلال قنوات التواصل الاجتماعي.

ولفت المنصوري إلى أنه "من خلال تعاوننا الدائم مع وزارة الخارجية، والتعاون الدولي، تتوسع فعاليات (بالعربي)، لتتجه إلى دول عربية وعالمية عدة تضم السعودية والكويت والبحرين ومصر، إضافة إلى كوريا الجنوبية والولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة، ودول أخرى.

وقال إن "هذه الدول ستشهد إقامة فعاليات مبتكرة وتفاعلية مع الجمهور، ما يسهم في إثراء المحتوى العربي على الشبكة العنكبوتية، ونشر الوعي بضرورة المحافظة على لغتنا العربية، التي تمثل هويتنا وقيمنا الأصيلة".

المسؤولية الاجتماعية

وعلى هامش الاحتفالية، قال المدير التنفيذي للعلاقات والاتصالات في "زين- الكويت"، وليد الخشتي، إن الشركة سبَّاقة في هذه الفعاليات وتلك المناسبات التي تخدم المجتمع، وعلى وجه الخصوص فئة الأطفال، حيث "نستثمر الكثير من الأنشطة الموجهة لهم في تعليم الكتابة والقراءة، وذلك من أولويتنا، ويصب في استراتيجيتنا الخاصة بالمسؤولية الاجتماعية".

« دنيا العربية بين الجمال والجلال»

أقامت رابطة الأدباء الكويتيين، أمس الأول، محاضرة بعنوان "دنيا العربية بين الجمال والجلال"، احتفاء باليوم العالمي للغة العربية، ألقاها أستاذ اللغة العربية في الجامعة العربية المفتوحة بالكويت د. محمد الطيان.

وقال د. الطيان في تصريح صحافي عقب المحاضرة، إنه تم اختيار هذا العنوان للمحاضرة، لاستعراض الشق الجمالي في "لغة الضاد"، والمتمثل في الشعر والمثل والخطبة والبيان الرائع. وأضاف أن الشق الثاني من عنوان الندوة، وهو "الجلال"، جاء لتناول عظمة هذه اللغة، التي تجلت في مختلف العلوم العربية.

وأوضح أن مفردات اللغة العربية تمكِّن المتحدث من التعبير عن الشعور وتفسير كل مصطلحات العلوم الأخرى، لاسيما أنها تعد حلقة الوصل بين الثقافات، ووسيلة حقيقية لإثراء المعارف والأفكار والتصورات، وتعزيز التفاهم.

وجاء اختيار 18 ديسمبر يوما عالميا للغة العربية، لأنه اليوم الذي أقرت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1973 اعتبار اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية لها ولجميع المنظمات الدولية المنضوية تحتها. وعلى إثر هذا القرار اعتمد المؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) في عام 1974 اللغة العربية كلغة عمل، وقرر وضعها في المكانة نفسها التي تحظى بها اللغات الأخرى. بعد ذلك، أُدرجت اللغة العربية في لجان عمل المجلس التنفيذي في العام نفسه، بناءً على طلب من حكومات الكويت والجزائر والعراق والسعودية واليمن وتونس ومصر ولبنان. وتعد اللغة العربية إحدى لغات العمل الست في المنظمة الدولية، وهي لغة 22 دولة من الدول الأعضاء في "يونسكو"، ويتحدث بها نحو نصف مليار عربي، ويستخدمها أكثر من 1.5 مليار مسلم.