يستلهم الكاتب يوسف المباركي رواية "ليلة الدانوب الأزرق" من قصة واقعية عاش تفاصيلها في وقت مضى.وتتوزع أحداث رواية "ليلة الدانوب الأزرق" بين الكويت ولندن من خلال 6 فصول، مقتصرة على شخصيتين هما بطل الرواية القصيرة وحبيبته منال، ويصف البطل معشوقته:" أجيب وأنا أُقلب صفحات أيامنا، أو ما توهمت أنها صفحات لي ولها، لن تكون سوى مواقف تصرفت فيها وكأن وجودي معها أعطاها نوعاً من الحياة، نوعاً من التفاؤل، وأسمعها حتى الآن وهي تقول ببساطة:" لم يمر بي أحد مثلك.. أنت تختلف عن كل الذين التقيت بهم في حياتي".
وعلى هدير إيقاع معزوفة "الدانوب الأزرق" للموسيقار شتراوس تسير حكاية الغرام بين بطلي القصة فيجتمعان في لندن، لكن ثمة ما يمنع من التصريح بالعاطفة بين الطرفين فيعز البوح، ويفرض الكتمان نفسه على مسرح الأحداث. لا تستمر الحكاية طويلاً فيحدث الفراق ويقول البطل:"مضى كل واحد منا في سبيله، ومع ذلك كنت أسال عن أخبارها، أطمئن ولا أرغب بالعودة، في أن يسبب وجودي جرحاً آخر. وددت أن أراها، أن نكون معاً، ولكن طريقة زواجها، ثم... وفاتها فجأة وأنا أقرأ نبأ وفاتها بالصحيفة، وبكل الغياب الذي أحاط بها وبي، لم أتوقع كل هذا... لم أتوقع هذه النهاية المأساوية. خبر في صحيفة يوقظني على كل ما عرفت وما لم أعرف، "منال" تنتقل إلى رحمة الله كيف ومتى؟ حتى الآن لم أستطع مواجهة أحد من أهلها لأسأل عن سبب الوفاة، ما أعرفه الآن هو أن صفحة طويت من صفحات حياتي قبل أن يتسنى لي أن أقرأ سطورها كاملة، ألم أقل لك أننا كنا شبحين بينهما ستارة لا أحد يجرؤ على رفعها؟ لقاء سريع من دون تصريح، إشارات ولا تفسير، نحن مجهولان حتى بالنسبة لبعضنا بعضاً، قصتنا الجميلة دارت على الألسنة أكثر مما دارت على لسانينا، تحدثوا عنا، تخيلوا ما شاء لهم الخيال، ولكنها تظل قصتي هي كل ما بقي منها ومني، قصة حين نقولها نعود بأصحابها إلى الحياة، لم يمر بهم الموت ولا تقطعت بهم السبل.ها نحن بجوار البحر بين الأمواج طائراً يصعد أو يهبد، بلمح الشمس خلفه تغرق شيئاً فشيئاً، هو الغروب مرة بعد أخرى، وهو ظل الليل، ظلها وظلي، يمر أليفاً رقيقاً يتهامس مع خيال لا نراه.تنتمي "ليلة الدانوب الأزرق" إلى الروايات القصيرة "نوفيلا" وتطلق هذه المفردة على العمل الكتابي، الذي يفوق حجم القصة ويقل عن الرواية فيحمل تقنيات متشابهة من جنسين أدبيين لهما صلة في السرد.
الهندسة الميكانكية
يشار إلى أن يوسف مبارك المباركي مواليد الكويت 1967، وهو حاصل على دبلوم هندسة الميكانكية من كيلة الدراسات التكنولوجية بالهيئة العامة للتعليم التطبيقي - الكويت 1990.وعضو مؤسس بالجمعية الكويتية للدفاع عن ضحايا الحرب، وعضو بمنظمة العفو الدولية، والجمعية الكويتية لحقوق الإنسان، وجمعية الهلال الأحمر الكويتي، وجمعية الصحافيين الكويتية، والاتحاد الدولي للصحافيين، ومستشار جماعة الخط الأخضر البيئية.مارس كتابة المقال الصحافي بالعديد من المطبوعات العربية.* ساهم وشارك في اعداد الكتب التالية:1- "أطلس جرائم الحرب العراقية على دولة الكويت" الصادر عام 1993.2- "أطلس المناطق والشوارع والخدمات في دولة الكويت" الصادر عام 2005.* ألف كتاب "وقائع ووثائق دواوين الاثنين (1986-1990): الصادر عام 2008.* عمل في الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، وشركة الصفاة للإستثمار، وشركة الصفاة ميديا * شارك بعضوية مجالس إدارة الشركات التالية: شركة الصفاة للسياحة والسفر، وشركة قرية الدانة العقارية، ومجموعة العالمية للتكنولوجيا، وشركة الشعيبة الصناعية.