في ثاني هجوم من نوعه خلال أقل من شهرين، وبعد أيام من تأكيد واشنطن أن المتمردين الحوثيون استخدموا صاروخا باليستياً إيرانياً لقصف الرياض الشهر الماضي، استهدفت الميلشيات الحوثية المدعومة من إيران أمس العاصمة السعودية بصاروخ باليستي أطلقته من مسافة تبعد 50 كلم عن العاصمة اليمنية صنعاء، نجحت الدفاعات الجوية للمملكة في اعتراضه على بعد 25 كيلومترا جنوبي العاصمة. وأكد التحالف العربي الذي تقوده الرياض لدعم الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً في بيان أن الصاروخ استهدف المناطق المدنية الآهلة بالسكان.

وأفاد مركز التواصل الدولي السعودي بعدم ورود تقارير عن سقوط ضحايا بعد اعتراض التحالف «صاروخاً إيرانياً ــ حوثياً» استهدف جنوبي الرياض.

Ad

وأكد بيان التحالف أن «سيطرة المنظمات الإرهابية ومنها ميليشيات الحوثي على الأسلحة الباليستية إيرانية الصنع يهدد الأمن الإقليمي والدولي».

وقال إن «استمرار الميليشيات في استهداف المدن بالصواريخ دليل على استمرارها في استخدام المنافذ المخصصة للأعمال الإغاثية في تهريب الصواريخ الإيرانية»، مشدداً على أن «استمرار تهريب الصواريخ إلى الداخل اليمني يمثل انتهاكا واضحا لقرارات الأمم المتحدة».

وقبل دقائق من إعلان التحالف، تبنى المتحدث باسم جماعة «أنصار الله» محمد عبدالسلام إطلاق صاروخ «بركان 2 اتش» على قصر اليمامة المقر الرسمي للملك في العاصمة السعودية.

وذكرت قناة «المسيرة» التابعة للحوثيين على موقعها الالكتروني أن «القوة الصاروخية أكدت أن هدف الصاروخ الباليستي كان اجتماعا موسعا لقادة السعودية في اليمامة»، في اشارة الى اجتماع الحكومة السعودية لاقرار ميزانية عام 2018 وهو حدث كان يحظى بمتابعة عالمية.

وتحدث شهود في الرياض عن سماع دوي انفجار ونشروا تسجيلات مصورة عبر وسائل التواصل الاجتماعي لسحابة من الدخان الأبيض في السماء.

واعتبرت «أنصار الله» في بيان أن استهداف الرياض «يؤسس لمرحلة جديدة من المواجهة».

في غضون ذلك، صدرت تنديدات واسعة من عدة عواصم عربية ودولية في مقدمتها الكويت والمنامة وأبوظبي وباريس والقاهرة بالهجوم الحوثي على العاصمة السعودية.

وفي الرابع من نوفمبر الماضي، كاد صاروخ مماثل أن يضرب مطار الرياض. وحينذاك، وجهت السعودية والولايات المتحدة اتهاما لإيران بإمداد الحوثيين بالصاروخ.

قصف وعملية نوعية

ولاحقاً، شنت مقاتلات التحالف غارات جوية مكثفة استهدفت مواقع الحوثيين جنوبي العاصمة اليمنية صنعاء. في هذه الأثناء، تواصلت المعارك بين قوات الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً والمتمردين الحوثيين على عدة جبهات من بينها ريف صنعاء والحديدة وتعز والجوف.

ووردت تقارير عن تنفيذ القوات الحكومية بدعم من التحالف عملية نوعية استهدفت العناصر الحوثية بمنزل الرئيس الراحل علي صالح.

انتهاكات حوثية

إلى ذلك، قال مندوب اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة، خالد اليماني، أمس، إن التقرير الذي سيصدر نهاية ديسمبر الجاري عن فريق الخبراء الأمميين، سيكشف معلومات مهمة عن انتهاكات يرتكبها الحوثيون في العاصمة صنعاء ومناطق أخرى.

وأضاف اليماني أن «التقرير، هو الثاني خلال العام الحالي، وسيشير بجلاء وقوة إلى حالات تصفية جسدية شهدتها صنعاء خلال الأسابيع الماضية، إضافة إلى معلومات متعلقة بتجنيد الأطفال».

وتحدث اليماني عن صعوبة وصول الخبراء الأمميين إلى مناطق سيطرة الحوثيين في صنعاء وغيرها، معتبراً أن «ما سيصدر لا يمكن أن يحوي تفاصيل كل ما يدور في تلك المناطق، وبهذا فإنهم يوردون في التقرير رفض الحوثيين التعاطي مع الفريق والتعاطي مع القانون الدولي».

وبالمقابل أكد أن «الحكومة الشرعية مكّنت الفريق من التحرّك في المناطق المحررة، ومنحته حق الوصول إلى كل الجهات»، مشدداً «لم نضع أي عقبات بل نحترم التزاماتنا حيال القانون الدولي». وأوضح أن فريق الخبراء مستقل وليس له علاقة بالحكومة اليمنية، وأن الأخيرة لا تتوافق مع كل ما يطرحه الفريق، واستدرك «لكننا نرحب بأي سلوك يلتزم بالقانون الدولي، وندعو كل الأطراف العاملة تحت مظلة الدولة بالالتزام».

وحول حديث الإدارة الأميركية عن مصدر بعض الصواريخ التي أطلقها الحوثيون على الأراضي السعودية، قال: «واشنطن عملت منذ فترة بالتنسيق مع التحالف العربي، وقاموا بتجميع أجزاء من الصواريخ التي تم إطلاقها على أراضي المملكة للتأكد من هوية مصنعها».