أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب مساء أمس الأول استراتيجيته للأمن القومي التي تتمحور حول شعاره الشهير «أميركا أولاً»، واختار القطيعة مع سياسة سلفه الديمقراطي باراك أوباما على الساحة الدولية التي حملها مسؤولية أخطاء كبيرة منها سيطرة «داعش على مناطق واسعة في الشرق الاوسط.

وتضمنت الوثيقة المكونة من 66 صفحة والتي تطرق ترامب الى خطوطها العريضة في مؤتمر صحافي إشارات متناقضة احيانا وجهها الى الصين وروسيا، إذ قال ترامب «نحن نواجه قوتين غريمتين هما روسيا والصين الساعيتان للنيل من نفوذ وقيم وثروة اميركا»، مع اعلان رغبته في اقامة «شراكات كبرى» معهما، لكنها كانت اكثر وضوحا تجاه الحزم مع ايران وكوريا الشمالية، اذ أكد الرئيس أن ادارته «تقوم بحشد العالم ضد النظام المارق في كوريا الشمالية ومواجهة الخطر الذي تشكله الديكتاتورية في إيران».

Ad

وقال ترامب في مقدمة الاستراتيجية التي أصدرها البيت الأبيض» «لقد جددنا صداقاتنا في الشرق الأوسط وتشاركنا مع زعماء المنطقة للمساعدة في إخراج الإرهابيين والمتطرفين وقطع تمويلهم وتشويه سمعة أيديولوجياتهم الشريرة».

وأشار الى ما يسمى تنظيم»داعش» قائلا: «لقد سحقنا ارهابيين من (داعش) في العراق وسورية في ساحة المعارك، وسنواصل ملاحقتهم حتى يتم تدميرهم».

وقالت الوثيقة ان الولايات المتحدة «ستعزز الشراكات وتشكل علاقات جديدة للمساعدة في دفع الأمن قدما من خلال الاستقرار».

وأضافت «اننا سنشجع اصلاحات تدريجية كلما كان ذلك ممكنا» مبينة «سندعم الجهود الرامية الى مكافحة الايديولوجيات العنيفة وزيادة احترام كرامة الافراد ونبقى ملتزمين بمساعدة شركائنا على تحقيق منطقة مستقرة ومزدهرة بما في ذلك من خلال مجلس التعاون الخليجي القوي والمتكامل».

وأكدت الوثيقة «سنعزز شراكتنا الاستراتيجية الطويلة الامد مع العراق كدولة مستقلة، كما نسعى للتوصل الى تسوية للحرب الاهلية السورية التي تهيئ الظروف للعودة الى ديارهم واعادة بناء حياتهم بسلام». وبينت «سنعمل مع الشركاء لحرمان النظام الايراني من كل المسارات المؤدية الى تطوير سلاح نووي وتحييد النفوذ الايراني الخبيث».

وذكرت «اننا مازلنا ملتزمين بالمساعدة في تسهيل التوصل الى اتفاق سلام شامل مقبول لدى الاسرائيليين والفلسطينيين» مشيرة إلى ان «الولايات المتحدة ستدعم الاصلاحات الجارية التي بدأت في معالجة التفاوتات الجوهرية التي يستغلها الارهابيون الجهاديون».

وأوضحت «سنشجع دول المنطقة بما فيها مصر والسعودية على مواصلة تحديث اقتصاداتها، وسنقوم بدور في حفز التطورات الايجابية من خلال الانخراط اقتصاديا ودعم الإصلاحيين والدفاع عن فوائد الاسواق والمجتمعات المفتوحة». وقالت الاستراتيجية «سنحتفظ بالوجود العسكري الأميركي الضروري في المنطقة لحماية الولايات المتحدة وحلفائنا من الهجمات الإرهابية والحفاظ على توازن إقليمي موات للسلطة».

وأشارت إلى «اننا سوف نساعد الشركاء الاقليميين في تعزيز مؤسساتهم وقدراتهم بما في ذلك في مجال تطبيق القانون للقيام بمكافحة الإرهاب وجهود مكافحة التمرد».

وتقول الاستراتيجية «سوف نساعد الشركاء في الحصول على أنظمة الدفاع الصاروخي العملياتية وغيرها من القدرات للدفاع بشكل أفضل ضد التهديدات الصاروخية النشيطة، وسنعمل مع الشركاء لتحييد نشاطات ايران الخبيثة في المنطقة».

وتدعو الوثيقة باكستان إلى اتخاذ إجراء حاسم للمساعدة في محاربة التطرف.