مصر / «الأوقاف» تحارب التطرف في «المدارس»
الجندي: خطوة تثقف المواطن بحقائق الإسلام
في سبيل محاربة الفكر المتطرف، الذي اعتنقه عدد من الشباب المصريين، الذين تورطوا في تنفيذ عمليات إرهابية، خلال السنوات الأخيرة، أطلقت وزارة الأوقاف المصرية، أخيرا، ما سمَّته "المدارس العلمية"، التي تستهدف إحياء دور المساجد الكبرى في مواجهة التطرف، عبر تعليم الدين بالمنهج الوسطي الصحيح.وأعلن وزير الأوقاف محمد مختار جمعة الأسبوع الماضي، انطلاق المدارس العلمية يومياً في عدد من المساجد الكبرى، منها: "عمرو بن العاص" في القاهرة، و"القائد إبراهيم" في الإسكندرية، و"الأحمدي" في الغربية، لدراسة العلوم المتخصصة بطريق "الإجازات"، في كل علم على حدة، بحيث يختار الدارس الإمام الذي يدرس على يديه، ويمنح الدارس في نهاية الدراسة شهادة معتمدة من الأستاذ ووزارة الأوقاف، بإجازته في هذا الكتاب أو ذلك العلم.
توجه الأوقاف الجديد قوبل بترحيب واسع من جانب علماء الدين، وأكد عضو مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر الشريف، محمد الشحات الجندي، أن هذه الخطوة جيدة لإثراء الحياة العامة وتثقيف المواطنين بحقائق الدين لا بالإسلام المزيف الذي روَّجت له بعض الجماعات، مشدداً على ضرورة توخي الدقة في اختيار الأئمة الذين سيتولون مهمة إلقاء الدروس، وتقييم التجربة باستمرار لتفادي سلبياتها وتعزيز إيجابياتها.واعتبر عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، عبدالغني هندي، هذه المدارس العلمية بداية عملية لتطوير الخطاب الديني، مؤكداً في تصريح لـ"الجريدة" أنها ستتيح للمواطن التواصل مع علماء الدين للاستفسار عن أي شيء في الدين لتوضيحه، لافتاً إلى أنه سيتم تعميم التجربة في محافظات مصر لمحاربة أصحاب الفكر المتطرف، الذين يتبنون المفاهيم الخاطئة عن الدين. على النقيض، عارض الفكرة أستاذ "الفقه المقارن" في جامعة الأزهر، أحمد كريمة، من منطلق أن مهمة المساجد دعوية لا تعليمية، مؤكداً أن المساجد لها رسالة محددة هي ذكر الله والتسبيح له، وما تقوم به الأوقاف خلط بين الدين والعلم، مقترحاً أن يكون البديل بناء مراكز ثقافية علمية تابعة للأوقاف تدرس أمور الدين والفقه الإسلامي.