«هلوسة» سقطت في المباشرة وعانت غياب الرؤية الإخراجية
أداء الممثلين كان متواضعاً والديكور شكَّل عائقاً أمام حركتهم
عرضت المؤلفة والمخرجة انتصار الحداد تجربتها (هلوسة)، ضمن مهرجان الكويت المسرحي، الذي تقام فعالياته على مسرح الدسمة.
قدمت شركة سوبر ستار للإنتاج الفني مسرحية "هلوسة"، ضمن المنافسة الرسمية لمهرجان الكويت المسرحي بدورته الـ18، التي تقام فعالياتها على مسرح الدسمة.المسرحية من تأليف وإخراج انتصار الحداد، وتمثيل: طالب الشحري، هبة سليمان، سليمان المرزوق، أسامة البلوشي، عبدالله الدبيس ومحمد الخواجة، ومساعد مخرج دخيل النبهان، وسينوغرافيا عبدالله العلي، وموسيقى ومؤثرات صوتية بدر الحداد."هلوسة"، هي العمل الثالث على التوالي الذي يحمل توقيع المؤلف المخرج، في ظاهرة طغت على النسخة الحالية من مهرجان الكويت المسرحي، ما يحمل دلالة على توجُّه صُناع هذه الأعمال إلى تطبيق رؤيتهم الكاملة على مستوى الفكرة المكتوبة وترجمتها، من خلال الممثلين، إلى صورة تنبض بالحياة، دون أن يقاسمهم الرأي شخص آخر.
ولعل الجمع بين التأليف والإخراج ينطوي على مغامرة كبرى، لاسيما أنه في أغلب هذه المواقف تطغى شخصية على أخرى، ما يضع العمل في مهب الانتقادات، وقليل مَن يعبر هذا الفخ.
تكنيك الكتابة
وفي "هلوسة" كان العمل خطابيا مباشرا افتقد تكنيك الكتابة والحبكة الدرامية والرؤية الإخراجية، فهو أقرب ما يكون لعمل مونودرامي تخللته بعض المشاهد ثنائية أو ثلاثية الحوار بين شخصية الصحافي "محور الأحداث"، ومَن قاسمه المواقف المختلفة على فترات متباعدة.ماذا تريد أن تقول الكاتبة الحداد؟ سؤال فرض نفسه على جميع مَن جلس في مسرح الدسمة أمام المسرح، وقد تراصت كتل الديكور الضخمة، التي توحي بأننا أمام مؤسسة صحافية، في ظل المكاتب المنتشرة، وأعداد الصحف المتراكمة، وصور بعض الشخصيات التي تعد منبرا للحرية، مثل: مانديلا وغيفارا وحنظلة.وقد لجأت المخرجة إلى الكشف عن تفاصيل الديكور مبكرا قبل بدء العمل، لكسر الحاجز مع الجمهور، وإشراكهم في هذه اللعبة منذ بدايتها، وما إن بدأت المسرحية، حتى تجلت بعض الأفكار سريعا، وتكشَّفت الفكرة خلال الدقائق الأولى. تدور الأحداث حول صحافي كان يعتقد أنه يناضل من أجل كشف الفساد، ويجمعه لقاء بعامل بسيط يحكي له معاناته وكيف فقد منزله دون أن يعرف الأسباب، ما يضع الصحافي أمام مرآة الحقيقة، ويكتشف أنه كان أداة في أيدي أصحاب السلطة والنفوذ، الذين زجوا به في إحدى المصحات النفسية عندما بدأ سعيه نحو الحقيقة ونقل الصورة الكاملة.تلك الثيمة التي اشتغلت عليها المؤلفة، وكررتها في مشاهد عدة من العمل بشكل مباشر وفج وعلى هيئة مونولوجات طويلة للصحافي وهو يحدث نفسه، تخللتها مشاركة من زوجته تارة، ومديره تارة أخرى، ومشهد آخر جمع بينه وبين الطبيب النفسي، ما تسبب في تسلل الملل إلى الحضور، الذين انشغلوا بهواتفهم، أو بالحديث إلى بعضهم.المسرح يعتمد على الفعل الدرامي والفرجة، والمخرج ينجح في الوصول بعرضه إلى بر الأمان إذا ما استطاع أن يوازن بينهما، فيما الحداد، كمؤلفة، كما كانت مباشرة في طرحها أيضا، افتقدت الحلول الإخراجية، فكانت الديكورات عائقا أمام حركة الممثلين؛ قطع ضخمة دون توظيف حقيقي. أما الإضاءة، فكانت في أغلب الوقت رأسية دون دلالات واضحة. وأداء الممثلين كان متواضعا أقرب إلى الشكل الهزلي، ومخارج الحروف غير واضحة، فضاعت أغلب الحوارات.ويبقى أن "هلوسة" تحتاج إلى إعادة صياغة على مستوى النص المكتوب والرؤية الإخراجية، وهي تجربة تستحق الاحترام، حتى إن شابتها بعض المثالب، فيكفي فريق العمل شرف التجربة والمنافسة في هذا المحفل.الشمخي: الحقول المبدعة يقصدها المبدعون واللصوص
عقد المركز الإعلامي، التابع لمهرجان الكويت المسرحي الـ18، مؤتمرا صحافيا للكاتب العراقي والمخرج العراقي عبدالأمير الشمخي، الذي أكد رضاه التام عن تعاونه مع المسرح الكويتي الذي بدأ منذ سنوات، من خلال عروض عدة شاركت في مهرجانات وفازت بجوائز مهمة.وقال الشمخي، في السياق نفسه، "في هذا المهرجان ايضا هناك تعاون بيني وبين المسرح الكويتي، من خلال نص الرحمة الذي يعد مرحلة أخرى من البحث، فليس من الضروري أن تكون الشخصية الرئيسية إيجابية في العمل".واضاف ان الشخصية "يمكن ان تكون ذات فكر إيجابي، لكن فعلها سلبي جدا، وفي هذا العمل هناك شخص لا يقوم بعمل اي شيء في حياته، وعندما يبحث عن مساعدة يكتشف انه حتى ظله قد تخلى عنه ليلازمه ظل آخر عندما وجده وحيدا، وتأخذه هذه الظلال في كل ليلة الى مكان لتعيش معه حكاية".وعن علاقته بالمسرح الكويتي، اردف: "هناك علاقة حب وود مع فريق هذا المسرح، الذي قدمت معه أربعة اعمال، ولولا هذا الود لما استمر التعاون، وأنا بشكل عام مع التجربة الإبداعية حتى لو كان صاحبها طالبا في سنواته الاولى".وحول استخدام البعض أعماله دون علمه تابع الشمخي: "ذات مرة كتبت معلقا ان الحقول المبدعة يقصدها المبدعون وحتى اللصوص أحيانا، وأنا بطبعي أحب أن أعرف من سيقدم عملي وأتواصل معه حتى لو عبر الهاتف، وكنت في السابق أنزعج أكثر من الآن، حيث أشعر وكأن هناك من يجر شخصياتي بشكل إرهابي الى مسلخ لا مسرح، أما الآن فقد اختلف الأمر بعض الشيء لكني مازلت انزعج".وتحدث عن المرأة في كتاباته قائلا: "أنا لست مع الرجل أو المرأة فأنا مع الكائن الحي بشكل عام، رغم أنني قدمت نص نساء بلا ملامح، لكني اهتم بالانسان، وفي نص المعطف لم اقدم لا هذا ولا ذاك بل كان البطل معطفا".