أصدرت دار سعاد الصباح للنشر كتاباً خاصاً بمهرجان براعم الأدب العربي في دورته الثانية.

ولم تقتصر المشاركة في المهرجان على فئة محددة بذاتها، بل حرصت اللجنة المنظمة له على إتاحة الفرصة لكل الأطفال من كل الجنسيات، سواء من المواطنين الكويتيين أو المقيمين في الكويت الناطقين بالعربية.

Ad

وتقول د. سعاد الصباح في تقديم للإصدار: "يا أحباء الشعر وأصدقاء الجمال، عندما تحلق الروح بحثاً عن الحقيقة، وتتقلَّب في سماوات الخيال لكي تعبّر عنها، يأتي الشعر مبللا بمطر العاطفة الصادقة وبموسيقاها الشجية، ليكون شعاعا لتلك الحقيقة المنشودة. تقف الفنون مأخوذة أمام موجة بحر محتارة، أو إطلالة غيمة على أرض عطشى، أو أمام نفس يتلجلج فيها حزن قديم، فيكون الشعر هو أفضل اختيارات للتعبير عن كل ذلك الجمال بجمال من نوع آخر وبإحساس آخر. ومثلما نزرع نخلة أو نغرس وردة لنزيد الجمال في الحياة، فإن علينا أن نغرس الشعر في قلب الطفولة، لنتيقن أن الجمال هنا يزداد رسوخا وبقاء.

وفيما يتعلق بالنسخة الثانية من المهرجان، تقول: "وها نحن في الموسم الثاني من هذه الفعالية الموجهة لبراعم الأدب العربي نسعى إلى أن نعيد الشجرة إلى جذورها، والطيور إلى مكامنها، هنا نريد أن نقول إن الشعر العربي هو اختيارنا، والكلمة الفصيحة هي وجهتنا، وإننا مازلنا نشرب من ذلك الينبوع الذي تفجّر منذ فجر القصيدة العربية، ومنذ إطلالة البيت الأول. إنني إذ أصغي إلى براءة الطفولة وهي تترنم بقصائد العرب حفظاً وإلقاء، أطير فرحا مع كل تفعيلة، وفي كل صوت".

مشعل الشعر

تعقد الصباح آمالا كبيرة على الناشئة، مستبشرة بجيل سيحمل مشعل الشعر خلال الفترة المقبلة، وتوضح ضمن هذا السياق: "بهؤلاء الأبناء سيتقد الشعر العربي من جديد سراجا منيرا يهتدي به السائرون على دروب الأدب، ولأجلهم تنعقد مهرجانات الشعر وتقام أمسياته".

التراث العربي

وحول دور المهرجان قالت: "مسؤوليتنا تجاه تراثنا العربي كبيرة، وتجاه لغتنا العربية الجميلة أكبر، وتجاه براعمنا وأطفالنا لا تضاهيها مسؤولية، فلنكن جميعاً على قدر هذه المسؤوليات، ولنعطها حقها بكل ما نملك، ولنكن حلقة طيبة الذكر في عقد التاريخ المتلألئ، فإن الأيام وثائق تكتبنا، ولا يبقى للمرء في دنياه إلا الأحاديث والذكر".

دوافع وأهداف

تسعى دار سعاد الصباح للنشر والتوزيع، برعاية وتوجيه د. سعاد الصباح، الى إقامة مهرجان سعاد الصباح لبراعم الشعر العربي الفصيح للأطفال، الذي يهدف إلى حفظ اللغة العربية السليمة وحسن تداولها ونشرها على أوسع نطاق بشكل صحيح، ورفع مستوى الذائقة الأدبية بين أبناء الكويت والمقيمين على أرضها، وسيجري انتقاء 15 طفلا متميزين في الحفظ والإلقاء للمشاركة في فعاليات المهرجان.

وسيشكل رافعة معنوية لشريحة من الأطفال مدى الحياة لما سيلاقونه من تحفيز وهم في بداية أعمارهم، ولاسيما أن للتحفيز وقعا على النفس البشرية، وبذلك يتحقق المثل بأن التعليم في الصغر كالنقش على الحجر. والمهرجان يعد وثيقة أخلاقية لراعية المهرجان في دعم العلم والأدب وأهلهما وأبنائهما. كما يؤكد دعم الطفولة والسعي إلى رسم مستقبل مشرق لها وتأمين حياة فضلى للأطفال الذين هم براعم لأغصان المستقبل المنتظر.

يؤكد دعم الطفولة والسعي إلى رسم مستقبل مشرق لها، وتأمين حياة فضلى للأطفال الذين هم براعم لأغصان المستقبل المنتظر.

ومن جهة أخرى، يعتبر تميزاً من نوع فريد، نظرا إلى أن ذلك بسبب اهتمام وسائل الإعلام والجهات ذات الصلة بالحدث، إلى ذلك، سيعمق المهرجان المعاني المشرقة الموجودة في شعر العرب، وذلك بقيام عدد من الأطفال بحفظ الشعر وإلقائه وبسط معانيه. ولأن المسابقة تستقبل كل الناطقين بالعربية، ستساهم في إعلاء اسم الكويت وتخليد دورها الأدبي. من أسمى الأهداف لهذا المهرجان العمل على اكتشاف المبدعين في مجالات الشعر والنثر العربي حفظا وإلقاء.

طموحات أدبية

يأمل القائمون على المهرجان تحقيق طموحات أدبية متنوعة، منها تشجيع براعم الوطن وناشئته على حفظ الشعر والاهتمام به، وذلك لما له من دور عظيم في زرع القيم العربية الأصلية والمحافظة على التراث العربي وتوارثه بين الأجيال. ثم شق الطريق أمام مواهب مبدعة لم يكن لها أن تظهر وتأخذ دورها مبكرا لولا مشاركتها في مثل هذه المهرجانات.

شروط ومواصفات المشاركين في المسابقة

يشترط المهرجان توافر بعض المواصفات في المتقدم للمسابقة، في مقدمتها ألا يقل عمر المشارك عن 7 أعوام ولا يتجاوز 15 عاما، إضافة إلى قدرته على حفظ الشعر وإلقائه. والتنسيق مع الهيئات والمؤسسات ذات الشأن في الكويت لإتاحة إمكان المشاركة في المهرجان على أوسع نطاق ممكن. كما يأمل المهرجان أن يكون من مخرجاته عبر دوراته المستمرة بذرة تكمل مسيرة مسابقة سعاد الصباح للإبداع الأدبي القائمة منذ ثمانينيات القرن الماضي وترفدها بالإبداعات الواعدة، على أن سيتم التنسيق مع جهات عديدة كوزارة الإعلام ووزارة التربية والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، ومكتبة الكويت الوطنية ورابطة الأدباء الكويتيين وجمعية المكتبات الكويتية وغيرها للمساهمة في الإعداد والتغطية الإعلامية. وتشترط المسابقة أن يقوم كل طفل من الأطفال بإلقائه عدة أبيات مما يحفظه حسب الخطة المرسومة.