«عايزين نجوِّز (نزوِّج) المستثمر للفرصة ويخلفوا كمان»... عبارة قالتها وزيرة الاستثمار السابقة داليا خورشيد (44 عاماً)، حين كانت في منصبها الوزاري، يوم 4 أبريل 2016، أثناء كلمة ألقتها أمام اللجنة البرلمانية الخاصة، التي شكلت وقتذاك لدراسة المحور الاقتصادي في بيان الحكومة، ويبدو أن خورشيد طبقت نظريتها تلك عبر خطوتين يفصل بينهما نحو 9 أشهر فقط. الخطوة الأولى، نفذتها خوشيد بزواجها من «محافظ البنك المركزي» طارق عامر، أوائل مارس الماضي، بعد نحو شهر من مغادرتها الوزارة، وتولي مهامها الوزيرة سحر نصر، إلى جانب حقيبة «التعاون الدولي» ضمن التعديل الوزاري الذي تم في 16 فبراير 2017، ما اعتبره مراقبون تطبيقاً عملياً لنظرية «زواج المستثمر من الفرصة». وأطلت الوزيرة التي اختفت عن المشهد نحو تسعة أشهر، على الساحة مجدداً قبل أيام، عبر صفقة شكلت خطوتها العملية الثانية نحو تعزيز نظرية «زواج الفرصة»، حين أعلنت وسائل إعلامية استحواذ شركة «إيغل كابيتال» للاستثمارات المالية التي تترأس خورشيد مجلس إدارتها، على حصة رجل الأعمال المصري أحمد أبوهشيمة في شركة «إعلام المصريين للتدريب والاستشارات الإعلامية».

وأكد الصعود الاستثماري اللافت للسيدة خورشيد، استحقاقها لقب «المرأة الحديدية» الذي خلعته عليها مجلة «فوربس» الأميركية، في سبتمبر 2016، لاختيارها ثاني أقوى سيدة في القطاع الحكومي بالشرق الأوسط، إذ تناولت تقارير اقتصادية في وسائل إعلام مصرية حجم الصفقة ومدى ضخامتها، في ضوء ما تضمه مجموعة «إعلام المصريين» المستحوَذ عليها من شركات عاملة في مجال الإعلام والإنتاج الدرامي والسينمائي والرياضي. السيرة الذاتية لزوجة الرجل- الذي اتخذ قرار تعويم الجنيه المصري، 3 نوفمبر 2016، كإجراء حكومي لإصلاح الاقتصاد- تشير أيضاً إلى عقلية اقتصادية أهلتها لأن تصبح أول امرأة تتولى منصب وزيرة الاستثمار في مصر، حيث ولدت في أبريل 1974، ودرست في الجامعة الأميركية في القاهرة، حتى حصلت على درجة البكالوريوس، قبل أن تبدأ حياتها المهنية مع «البنك التجاري الدولي»، ثم تولت منصب نائب رئيس «سيتي بنك» لمدة 8 سنوات، وفي عام 2005 انضمت لشركة أوراسكوم للإنشاءات، وفي مارس 2016 أدت اليمين الدستورية أمام الرئيس عبدالفتاح السيسي، وزيرة للاستثمار خلفًا لأشرف سالمان، ضمن 9 آخرين انضموا لحكومة شريف إسماعيل.
Ad