4 مقطوعات موسيقية و5 أغنيات طربية في أمسية ألفريد جميل
نظمتها دار الآثار الإسلامية بمركز اليرموك الثقافي وشهدت حضوراً مميزاً
قاد المايسترو د. ألفريد جميل فرقته الموسيقية في أمسية مميزة ذات طبيعة طربية شهدت 4 مقطوعات موسيقية و5 أغنيات تراثية.
نظمت دار الآثار الإسلامية، ضمن فعاليات الموسم الثقافي الـ37، أمسية موسيقية غنائية تحت قيادة المايسترو الدكتور ألفريد جميل بمركز اليرموك الثقافي، وبمعية فرقته الموسيقية، إلى جانب المطربين د. أيمن تيسير ومها محمود ومحمد المطيري وفيصل خاجية، في حفل طربي ذي طبيعة خاصة.وشهد الحفل حضورا كبيرا من الجمهور العاشق للألحان الشجية والأصوات الطربية التي عانقت كلماتها أنغام الفرقة الموسيقية بقيادة أحد المجددين في الموسيقى الشرقية وعاشق الكمان ألفريد جميل، وهو من أمهر عازفي الكمان عربيا وله وجهة نظر استثنائية كمؤلف موسيقي ترك بصمة واضحة في المشهد الفني العربي.وتكمن أهمية الموسيقار ألفريد في أنه أضاف أساليب جديدة بتأليف الموسيقى الشرقية، حيث استخدم موسيقى الجاز والبلوز في قوالب عربية مثل «اللونجا» و»السماعي»، وأوجد قراءات عكسية، بحيث تتم قراءة النوتة الموسيقية من اليمين إلى الشمال، بدلاً من الشمال الى اليمين، لتصبح «مقطوعة ثانية»، ويحسب له انه اخذ نغمات مقطوعة فقط من الحان رياض السنباطي، ووضع لها إيقاعات وأزمنة جديدة مبتكرة، وحوّلها من قالب «اللونجا» الى «السماعي».
محمد عبدالوهاب
ونثر جميل، أحد عشاق الموسيقى، إبداعاته بين الحضور، واستطاع أن يصنع الفارق بقيادة رشيدة لأعضاء فرقته وتوجيهاته المثمرة للعازفين والمطربين، ودغدغ المشاعر بالكمان، ولامس شغاف القلوب بمختلف الألحان، وأفسح المجال لأصوات المطربين ليعبروا عن أنفسهم بأجمل الأغنيات وأرق الألحان، وكانت أعمال موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب هي حجر الزاوية في برنامج الحفل. أربع مقطوعات موسيقية وخمس أغنيات شكلت قوام برنامج الحفل الذي امتد ساعة ونصف الساعة، وكانت البداية مع «سماعي لونجا رياض»، ليقدم تقاسيم رشيقة تعانقت فيها أنغام الكمان مع العود على وقع الإيقاعات المختلفة التي أثارت في الأنفس البهجة، ثم كان «لونجا نهاوند» الاختيار الثاني لجميل وفرقته الموسيقية ليخرج منها الى «لونجا كروماتيك» بإيقاعها السريع، أما رابع المقطوعات فكانت «خماسي أعواد» التي أثارت حماس الجمهور.وكان الحضور على موعد مع الجزء الثاني من الحفل ذي الطابع الطربي، فكانت البداية مع الدكتور أيمن تيسير الذي شدا بـ«أخي جاوز الظالمون المدى» ليحمل بصوته رسالة في حب القدس، الوجع العربي النابض بالألم، والأغنية من كلمات علي محمود طه، ومن ألحان موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، ويختار تيسير من أرشيف عبدالوهاب المزدحم بالعشرات من الإبداعات «سهرت منه الليالي» ليؤديها بتمكن وإتقان، وهي من كلمات حسين أحمد شوقي، وألحان عبدالوهاب والأغنية مقام نوا وطرحها موسيقار الأجيال للمرة الأولى عام 1935.ليلى مراد
ويترجل الدكتور تيسير ليفسح المجال لصوت نسائي مميز هو مها محمود التي اختارت واحدة من أبرز أغنيات الراحلة ليلى مراد «حكايتنا إحنا الاثنين». ويقول المايسترو الفريد جميل في تقديمه للأغنية: «من أواخر أعمال ليلى مراد التي اعتزلت الغناء عام 1954، وفي نفس العام طرحت هذا العمل من كلمات مأمون الشناوي وألحان سيد مكاوي»، ليفسح المجال أمام مها التي تميزت بالتلقائية وبدت واثقة من نفسها ومن إمكاناتها، فاستحقت أن يمطرها الحضور بوابل من التصفيق.وينضم الفنان محمد المطيري إلى مها ليقدما ديو «مجنون ليلى» التي سبق أن جمعت موسيقار الأجيال عبدالوهاب والفنان أسمهان ومن كلمات الشاعر احمد شوقي وظهرت الأغنية على هيئة أوبريت عام 1939.أما مسك الختام، فكان مع الفنان فيصل خاجة الذي احتضن العود وشرع في غناء «البيض الأمارة» من غناء عبدالغني السيد وكلمات فتحي قورة، وقبل أن يشدو خاجة بالأغنية شرع في الحديث عن ملامح شخصية أركانها، لاسيما الملحن الشريف وعلاقته بكوكب الشرق من ثم ضرب بأنامله على العود قبل أن ينضم له أعضاء الفرقة لتسري انغامهم بين الجمهور وتداعب المشاعر فتبحر بالقلوب الى ازمة سابقة كان للكلمة معنى واللحن قيمة والاداء مفعما بالإحساس.
أعمال موسيقار الأجيال عبدالوهاب شكلت حجر الزاوية في الحفل بأصوات مطربين شباب