فنانون مصريون في أعمال خليجية... تعاون عربي أم قلة أفلام مصرية؟

نشر في 22-12-2017
آخر تحديث 22-12-2017 | 00:00
شارك فنانون مصريون في الفترة الأخيرة في أفلام خليجية، من بينهم هاني رمزي، ومصطفى أبو سريع، ونرمين ماهر، ورجاء الجداوي، وسامي مغاوري، وعبد الله مشرف. هل نحن إزاء دعم تعاون عربي فني طالما حلمنا به وها هو يتحقق أخيراً، أم يأتي ذلك في ظل تقلّص إنتاج السينما المصرية؟ أم أن هذه المسألة تتعلق برغبة دول عدة في تعزيز صناعة السينما لديها، خصوصاً مع توافر الإمكانات اللازمة؟ عن هذه الظاهرة وأسبابها وكيف تتحوّل إلى تعاون جيد يَضيف إلى السينما العربية عموماً كانت لنا هذه المتابعة.
أبدى هاني رمزي سعادته بالمشاركة في السينما العربية وبالتعاون مع الأشقاء في الإمارات، ذلك من خلال عمل فني جيد بعنوان «رمسة كريم»، مؤكداً أنه أبدى الموافقة على المشروع عندما قرأ السيناريو وأُعجب بالفكرة وبالتعاون مع لؤي السعدي.

وأضاف رمزي أن التعاون المصري العربي ليس وليد اليوم، ولكنه كان توقّف نتيجة لظروف السينما المصرية التي تأثرت بالأزمة الأخيرة، فضلاً عن أن السينما الإماراتية ما زالت جديدة، ولو ظهرت من سنوات لحدث هذا التعاون سابقاً. وأضاف: «أتمنى أن يتكرر هذا التعاون فلا يقتصر على مشاركة الفنانين العرب في أعمالنا، بل يشارك الفنانون المصريون في أفلام عربية، ما يشكِّل إضافة إليهم وإلى السينما العربية عموماً».

بدوره، ذكر المخرج أحمد عبد الله صالح أن السينما الخليجية مقبلة بقوة، لأن لدى الخليجيين رغبة في أفلام تعبِر عنهم، ومع توافر الإمكانات ستقوم الصناعة من خلال الاستعانة بمخرجين وفنيين وفنانين من دول العالم كافة وليس مصر فحسب.

وأضاف أنه قدَّم فيلماً بحرينياً بمشاركة كل من مصطفى أبو سريع وسامي مغاوري ودُنيا المصري، كذلك وقّع عقد فيلمين آخرين جارٍ التحضير لهما. ويأتي ذلك، كما قال، في ظل تراجع في الإنتاج المصري وانخفاض سقف الحريات والإبداع في مصر ومقاضاة بعض الصانعين لأسباب غير منطقية. من ثم، من يريد أن يقدِّم سينما حقيقية ويصنع اسماً وتاريخاً لن يتردد في الموافقة على أي عرض جيد، خصوصاً أن الفيلم في النهاية يأتي باسم المخرج ويبقى في تاريخه مهما كانت جهة الإنتاج.

وأكدت الفنانة نرمين ماهر بدورها أنها سعيدة بالمشاركة في فيلم إماراتي، وهي ليست التجربة الأولى لها، والعبرة لديها في جودة العمل والشخصية التي تجسدها. وأضافت أن مشاركة المصريين في أفلام عربية ليست وليدة اليوم، ولا عيب فيها.

رأي النقد

رأى الناقد نادر عدلي أن لهذا التعاون خلفية تاريخية كبيرة بدأت في السبعينيات مع توافر رؤوس الأموال الخليجية ومحاولة تقديم سينما محلية تعبِّر عنهم، ذلك بعد سنوات طويلة من سيطرة السينما المصرية على المنطقة العربية وجذبها كثيراً من الفنانين العرب.

وأضاف: «شهدنا محاولات بحرينية وكويتية في البداية، لكنها لم تستمر في حين ظهرت في السينما العراقية مشاركة مصرية من خلال صلاح أبو سيف الذي قدَّم أفلاماً عدة في هذا المجال، كذلك رأينا مشاركة متنوعة في السينما السورية، كذلك اللبنانية، ومع محفوظ عبد الرحمن في الدراما الكويتية».

تكررت هذه المحاولات حديثاً، كما أوضح عدلي، مع إنشاء الإمارات عدداً من الأستوديوهات الكبيرة التي لم تُستغل إلا في البرامج الخفيفة والأغاني. كذلك لا ننسى إطلاق مهرجانات عدة، بالإضافة إلى إنشاء السعودية دور عرض، ما سيتبعه إنتاج أفلام سينمائية كثيرة، وكان لا بد من الاستعانة بالفنان المصري لما يملكه من خبرات وتراكم ثقافي وإبداعي كبير، فضلاً عن أنه معروف في المنطقة العربية، ما يضمن التوزيع والمشاهدة.

والعبرة، بحسب العدلي، ليست في وجود هذه التجارب بل في استمرارها وتحوّلها إلى صناعة كبيرة كما في مصر والمغرب وتونس، خصوصاً مع وجود شرط أساسي في عقود الأفلام، وهو عدم الخوض في موضوعات وقضايا سياسية، ما يُضعف التجارب التي لن تستمر إن اعتمدت على الأعمال الكوميدية والاجتماعية فحسب.

نرمين ماهر أكّدت أنها سعيدة بالمشاركة في فيلم إماراتي
back to top