تترقب الجماهير الرياضية مهرجان خليجي 23 كبداية لعودة الروح إلى منتخبنا الوطني لكرة القدم وإلى الرياضة الكويتية على نطاق أوسع وإلى انتعاش وضعنا المحلي عموماً بشكل أكبر.الاحتفالية الكروية في مهرجان "خليجي 23" تشتمل على عدة طموحات ذات أهمية خاصة، فاحتضان الكويت للنسخة الأخيرة من بطولة الخليج هو باكورة رفع الإيقاف عن مشاركاتنا الخارجية وفرصة حقيقية لطي صفحة أخرى من المشاكل الداخلية التي تتجاذبها أيادي السياسة التي امتدت إلى كل صغيرة وكبيرة، وهذا ما ترجمه قرار الفيفا الذي كان بمثابة الانتصار للغالبية العظمى من الشعب الكويتي بما في ذلك بعض أطراف النزاع الرياضي السياسي، ممن استوعبوا أن ثمن الخلاف هو شبابنا الرياضيون وسمعة بلدنا لا غير.
"خليجي 23" فرصة جديدة لاستعادة هيبة الرياضة الكويتية، فكم هو مؤلم أن يصل تصنيف المنتخب الكويتي لكرة القدم إلى ذيل قائمة الدول المشاركة في دورة 2017، رغم أننا الأكثر حصولاً على بطولة هذه المسابقة الإقليمية منذ انطلاقها عام 1970 وبعشرة ألقاب لا يملك أي منتخب منافس الوصول إليه بعد عشرات السنين."خليجي 23" يحمل في طياته أيضاً رسالة دبلوماسية أصيلة، حيث لمّ شمل منتخبات الخليج والعراق واليمن دون استثناء رغم الأزمة السياسية التي تعصف بالمنطقة، لتثبت دولة الكويت مدى تقديرها واحترامها ومصداقيتها على الصعيد الخارجي في نسخة مكررة من بطولة الصداقة والسلام التي طوت صفحة حرب الخليج الأولى بكل آلامها، وكلنا أمل أن تكون الرياضة هي طائر السلام وجسر المحبة وبوابة يساهم الدخول منها في رأب الصدع وتحقيق المصالحة بين الأشقاء.بطولة الخليج فرصة سانحة جديدة كمتنفس لعودة الاستقرار الوطني والتفاف الكويتيين حول هدف جميل ومشترك في ظل الحالة المريضة من التجاذبات والأزمات والنفسيات المملوءة باليأس والإحباط، خصوصاً في صفوف الشباب، ومما يدل على شغف شبابنا في عودة روح الحماس والوطنية الزخم الكبير الذي شهدناه في الإقبال على التطوع والمساهمة الذاتية في تنظيم ونجاح المهرجان الكروي المرتقب. قد لا نعوّل كثيراً على النتائج التي يمكن أن يحققها منتخبنا الوطني، ولا نطلب من شباب الأزرق المستحيل، ونتفهم جيداً الظروف التي مرت بها الرياضة وتأثيرها السلبي على الحالة الفنية في كل أبعاد اللعبة، ولكن ما نتمناه فعلاً هو الفزعة الجماهيرية المعتادة مقابل روح الحماس وتجسيد تاريخ الأزرق الكروي واسم الكويت على المستطيل الأخضر، وقد عودنا أبطالنا الرياضيون دائماً على المفاجآت السارة والاستعراض الجميل كمعزوفة كروية تعيد أمجاد "أووه يالأزرق.. العب بالساحة"!
مقالات - اضافات
«أوووه يالأزرق»!
22-12-2017