أرجوحة: وداعاً... سعد المعطش
أيها الحبيب، لن تنطفئ أنوار "ديوان الوحدة الوطنية" هذا ما أقسم عليه أبناؤك وإخوانك وأحبابك وأصدقاؤك وزملاؤك وتلاميذك يا سعد، وهذا هو تأثيرك أيها الرجل العظيم، فالكل يعلم صدقك وإخلاصك للوطن ووحدته، ومن ثم فقد التفت الأيادي وتجمعت وأكدت أن هذا الديوان لن يتوقف بعد سعد، فسعد هو المداد وهو الروح التي علمتنا وألهمتنا روح التكاتف والالتفاف حول تراب وطننا الغالي ووحدته وترابطه. قد يظن الناس أنك فارقتنا يا سعد؛ ولكنهم لا يعلمون أن أحداً لم يجلس في مجلسك بالأمس، فأنت في مكانك دوماً، بصوتك المميز، وكلامك العذب، وريحك الطيبة، وريح دخانك وخفة ظلك المعهودة، وفكرك الراقي أيها الأخ الحبيب سعد.
أيها الحبيب، تذكر عندما وضعنا شعار الديوان "ديوان الوحدة الوطنية/ شعب واحد مصير واحد/ الله- الوطن- الأمير" قبل سبع سنوات، تذكر هذه الكلمات التي نشرناها في الصحف "من يعرف المجتمع الكويتي يعرف معنى الديوان الكويتي، ويدرك بشكل جلي الاختلافات الثقافية الموجودة بين الشرائح الاجتماعية المتعددة داخله، فاختلاف الشرائح الاجتماعية بجذورها، وأصولها، وكذلك انتمائها المذهبي جعلت الكويت بشكل عام والديوانية الكويتية بشكل خاص تتميز عن غيرها من المجالس، وفي وقتنا هذا يعتبر ديوان الوحدة الوطنية (ديوان سعد المعطش) نموذجا للديوان الكويتي الصادق بما فيه من ألفة أخوية محبة لبلدها ومواطنيها، تجتمع فيه هذه التوليفة الكويتية تتحدث وتناقش وتعمل على إطفاء اللواهيب المستعرة التي يشعلها من ليس لديهم عمل جيد ومحب، فيسعون إلى إثارة بعض النعرات التي لا يمكن أن يخرج منها منتصر". تذكر أيها الحبيب سعد. أيها الحبيب، كانت كلمات الجميع مدوية رنانة، واضحٌ صداها في القلوب لأنها كانت عنك وفي وصفك يا سعد، ومن الغريب أن كل من عرفوك قد أجمعوا على سجاياك الطيبة وخصالك الجميلة، فالكل تحدث عن "الصدق والإيمان والقيم" في حياة سعد المعطش، ومن أهم القيم إيمانك بالوحدة الوطنية ودورها في قوة وطننا الغالي الكويت، الجميع تحدث عن أنه لا فارق في السنين في معرفة سعد المعطش، فمن يعرفه من عام ومن يعرفه من 15 عاماً، الجميع تحدثوا عن "الارتباط الروحي الذي يتملكك مع سعد المعطش، ويطوي معه السنوات والأيام، ليبقي حب سعد باقياً في القلوب والأذهان"، فالناس يحبون "أبا صالح" لأنهم يدخلون إلى مجلسه ويخرجون بقلوب ونفوس وأرواح طيبة وسعيدة، لأنك دائماً كنت تسمع وتتفهم وتساعد وتساند بقلبك وعقلك وروحك، من أجل إسعاد الآخرين يا سعد، فحقاً أنت "سعد" لجميع من عرفك ولكل من قصدك، ولجميع من التقاك وعرف طيب محياك أيها الحبيب سعد.أيها الحبيب، أنا لا أستطيع الحديث كثيراً عنك، فلطالما تغنيت وتكلمت عن ديوان الوحدة الوطنية، ديوان سعد المعطش، فأنت قمت بما عجزت الحكومات عن فعله، فديوان سعد المعطش استطاع أن يجمع الجميع، من كل الشرائح المجتمعية ومن كل الأطياف ومن كل الألوان، في تجانس رائع وراق وعجيب، وهذا ما اتفقنا عليه وأوضحه الدكتور "عبدالله سهر" في الحفاظ على قيمك ومكانتك وديوانية التجمع الوطني "ديوان الوحدة الوطنية" التي أسستها ونحن ماضون على العهد بعدك يا سعد، لتستمر مسيرة حبك للكويت ولأهل الكويت، وبالأمس حافظ إخوانك وأبناؤك وزملاؤك على العهد، وتمموا عزيمتك للنائب الفاضل أحمد الفضل، فأنت باقٍ وستبقى دوماً في العقول والأذهان، قد يرحل الجسد، ولكن تبقى الروح والفكرة، وأنت فكرة نبيلة ونيرة في زماننا، والفكرة لا تموت يا سعد. أيها الحبيب، باسمي وباسم محبيك من "الأبناء والإخوان والأحباب والأصدقاء والزملاء والتلاميذ"، نعاهدك أننا متكفلون بإتمام مسيرتك العطرة والحفاظ على العهد، فأنت لست "معطش" يا سعد، بل أنت "مروي"، أنت تروي الحنايا والقلوب يا سعد، نحن العطاشى من بعدك، وداعاً أخي، وداعاً صديقي، وداعاً زميلي، وداعاً حبيبي، إلى جنات الخلد بمشيئة الرحمن يا سعد، وداعاً يالحبيب الغالي.