من للعمالة المظلومة؟
تراه من الصباح الباكر وفي البرد القارس في الساعة الخامسة صباحاً مرتدياً زيه الأصفر الفاقع اللون، ويعمل بكل همة ونشاط وإخلاص في مناطقنا السكنية، ينظف الشارع ويحمل الأوساخ والقاذورات ويرميها في الحاوية المخصصة لها.عامل النظافة يبدأ عمله يومياً في الساعة الخامسة صباحاً حتى الساعة 12 ظهراً، وعندما استفسرت عن الراتب الذي يتقاضاه شهريا هالني وساءني ما سمعته! تصور عزيزي القارئ راتبه سبعون ديناراً فقط لا غير، ويعمل طوال أيام الأسبوع من السبت إلى الجمعة وفي الأعياد والمناسبات والعطل الرسمية، 70 ديناراً فقط والله حرام يا ناس!سمعت في الإذاعة أحد المتصلين في البرنامج يقول إن مهنة عامل النظافة من المهن الخطيرة، أتدرون لماذا؟ لأنه يعرض نفسه ربما لمواد مشعة من حاويات المستشفيات، ويعرض نفسه كذلك للميكروبات والجراثيم والأوساخ والقاذورات.
فضيلة الشيخ المرحوم محمد متولي الشعراوي سمعته في إحدى الحلقات يقول: "إننا نستطيع أن نستغني عن الوزير لمدة شهر أو أسبوع، لكننا لا نستطيع أن نستغني عن عامل النظافة في حارتنا لمدة أسبوع لأن الأوساخ والقاذورات سوف تتراكم وينتشر الذباب والحشرات والقطط والكلاب الضالة، ورائحة القمامة الكريهة تسبب الأمراض وتزكم الأنوف، لذا أتمنى من المسؤولين في بلدي النظر بعين الرأفة والرحمة لهذه الفئة المظلومة مادياً، والمعيشية من قبل البعض وأن تتقاضى رواتب يتناسب مع الجهد الذي تبذله. أما ترونهم يومياً "يتسولون" عند إشارات المرور وفي الأسواق والجمعيات التعاونية والتجمعات؟ أتدرون لماذا؟ لأن رواتبهم جداً ضعيفة، هذا إذا استلموها في موعدها الشهري من دون خصومات الشركة! رسولنا الكريم، عليه أفضل الصلاة والتسليم، يقول في الحديث الشريف: "أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه"، فهل نحن أنصفنا هؤلاء العمال وأعطيناهم حقوقهم كاملة وغير منقوصة؟ كلا، كلا. ومنا إلى وزير البلدية الجديد حسام الرومي بإعادة النظر في رواتب عمال النظافة لأنهم يستحقون أكثر من رواتبهم الحالية، فهل وصلت رسالتي لك يا معالي الوزير؟ آمل ذلك.* آخر المقال:أقترح على معالي وزير البلدية أن يكون راتب عامل النظافة 120 أو 150 ديناراً، "وارحموا من في الأرض، يرحمكم من في السماء".