● ما سبب الزيارة التي قمتم بها أخيرا للاتحاد الأوروبي؟

Ad

- الهدف هو مناقشة قضايا عدة مع نظرائنا الأوروبيين، والحقيقة اننا اخترنا هذا التوقيت ليكون متزامنا مع اليوم العالمي لحقوق الإنسان، لأنه في مثل هذا التوقيت من كل عام يكون هناك بيان متعلق بحقوق الإنسان في مصر، وانتقاد وملاحظات لأمور مختلفة داخل مصر.

لذا حرصنا على أن نكون موجودين، لنقدم ردودا وتعقيبات لتوضيح الرؤية للجانب الأوروبي، والحقيقة ان الزيارة كانت مثمرة على مستويات عدة، خاصة أنها جاءت بعد ساعات من محاولات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الحصول على دعم أوروبي لقرار الرئيس الأميركي بشأن القدس.

● لكن قضية القدس تتباين بشأنها مواقف الدول الأوروبية؟

- هناك تطابق بين وجهة النظر المصرية بشأن القدس والبرلمان الأوروبي والاتحاد الأوروبي بالكامل، باستثناء دولتي المجر والتشيك، وستكون هناك لقاءات لاحقة مع أعضاء برلماني البلدين لمناقشة هذا الأمر، ومعرفة سبب خروجهم عن الإجماع الأوروبي في هذا الملف، خاصة أن التحركات الشعبية من جانب أعضاء البرلمان تختلف عن التحركات السياسية، فنحن ننقل ما يقوله الشارع، لأننا ممثلوه، والمساحة الموجودة لنا في الحديث تختلف بشكل كبير عن تلك الموجودة على مستوى "الخارجية"، فلغة الشعب تختلف عن لغة الدبلوماسية.

● هل هناك تنسيق بينكم وبين وزارة الخارجية بشأن هذه الزيارات؟

- بالتأكيد، واجتمعنا بالسفير إيهاب بدوي سفير مصر في باريس قبل سفرنا إلى ستراستبورغ، وكان حريصا على إجراء مناقشات معنا، فعمل الخارجية والبرلمان بشكل عام ولجنة العلاقات الخارجية بشكل خاص مكمل لبعضه البعض، وهناك تنسيق مستمر بشأن اللقاءات التي يتم إجراؤها.

● بالعودة إلى ملف حقوق الإنسان، كيف دارت النقاشات بشأنه مع أعضاء البرلمان الأوروبي؟

- ناقشنا معهم مسائل عدة، وليس ملف حقوق الإنسان فقط، والحقيقة أن اللهجة هذه المرة فيما يتعلق بحقوق الإنسان كانت أكثر تفهما لطبيعة الظروف التي تمر بها مصر، لدرجة أننا وجدنا نائبا يرد على انتقادات وجهها له أحد زملائه، وكان يتحدث عن تعداد سكان مصر الذي يصل إلى 100 مليون نسمة، والتحديات التي تواجه الدولة في فرض الأمن لمواجهة الجماعات الإرهابية، وهذا الأمر جعلنا نشعر بتغير إيجابي كبير في اللهجة، والنظرة لما يحدث في مصر، فهم يدركون أننا شركاء يجب أن نتعاون معا في ملفات عدة وهو ما طلبناه خلال اللقاءات.

● ماذا طلبتم تحديدا؟

- طلبنا أن يكون هناك دعم أوروبي غير مشروط لمصر في مكافحة الإرهاب، سواء بمواجهة الإرهابيين في شمال سيناء أو على الحدود الممتدة مع ليبيا، وتزويدنا بالمعدات المتطورة التي تمكنا من السيطرة على حدودنا بشكل كامل والتصدي للعناصر الإرهابية دون أن تكون هناك شروط أو مساومات مقابل ذلك، لأن حمايتنا أمننا القومي ستكون جزءا من حمايتهم أيضا، فحصر أماكن وجود الإرهابيين بات مطلبا وهدفا عالميا، خاصة أن أوروبا عانت من الإرهاب أيضا، كما أننا نقاشنا أمورا عدة أبرزها الهجرة غير الشرعية التي نجحت مصر في وقفها بشكل كامل من أراضيها.

● هل ناقشتم أزمة سد النهضة الإثيوبي؟

- تم التطرق إلى الأمر ضمن مجموعة قضايا أخرى، وأكدنا لهم أننا نبحث عن الفائدة لنا ولجيراننا في إفريقيا، لكن هناك اتفاقيات منظمة للأنهار عالميا، وشرحنا وضربنا أمثلة بالأنهار المشتركة بين دول أوروبية، وكيف أن هناك اتفاقيات موقعة بين الدول المطلة على هذه الأنهار للاستفادة منها، ولا يجب مخالفة هذه الاتفاقيات، وتعديلها لا يكون إلا بموافقة الجميع، وهو الموقف الذي تفهموا من خلاله وجهة النظر المصرية.