ضغوط على روسيا تعجل «جنيف 9»... و«سوتشي» يتعرقل

ديمستورا يزور موسكو ويشارك في «أستانة»... ولافروف يدعو إلى رفع العقوبات عن دمشق

نشر في 22-12-2017
آخر تحديث 22-12-2017 | 00:03
لافروف مجتمعاً بديمستورا في موسكوا أمس   (رويترز)
لافروف مجتمعاً بديمستورا في موسكوا أمس (رويترز)
إعلان موسكو دحر تنظيم «داعش» في سورية وبدء انسحابها من هذا البلد انعكس ضغوطاً سياسية عليها لتسريع العملية السياسية. كما أن فشل جنيف 8 بسبب عودة النظام السوري إلى المربع الأول برفض مناقشة مصير الرئيس بشار الأسد، صعّد هذه الضغوط على روسيا.
يبدو أن تصاعد الضغوط على موسكو لدفع نظام الرئيس بشار الأسد إلى تقديم تنازلات، أعاد ترتيب جدول المؤتمرات المعنية بعملية السلام في سورية، ليتقدم مؤتمر جنيف على حساب مؤتمر سوتشي، الذي يواجه عراقيل.

وبينما انطلقت، أمس، جولة ثامنة من المحادثات «التقنية» في أستانة، قام مبعوث الأمم المتحدة الخاص بسورية ستيفان ديمستورا أمس، بزيارة إلى موسكو، بعد توتر بين الجانبين، إثر دعوة المبعوث الأممي روسيا إلى الضغط على دمشق بعد فشل الجولة الثامنة من مفاوضات جنيف الأسبوع الماضي.

وعقب لقائه لافروف ووزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، قال ديمستورا، إن الجولة التاسعة من مفاوضات جنيف ستعقد في النصف الثاني من الشهر المقبل، مؤكداً أنه سيشارك اليوم (الجمعة) في محادثات أستانة، التي تتولى رعايتها روسيا وإيران وتركيا.

وأكد ديمستورا عدم وجود بديل لعملية جنيف للتسوية السورية. وقال: «لم يكن لدينا لقاء جيد في جنيف. وعلينا أن نعمل من أجل أن تثمر جنيف النتيجة، لأنه لا يوجد هناك أي بديل لعملية جنيف، التي اعترف بها المجتمع الدولي والتي تجري برعاية الأمم المتحدة».

وقال وزير الخارجية الروسي، إنه «ينبغي رفع العقوبات الأحادية، التي فرضتها دول غربية على سورية»، وجدد التزام روسيا بالقرار الأممي رقم 2254، مشيراً إلى أن كافة الجهود، التي تبذلها روسيا في أستانة والتحضير لمؤتمر سوتشي وغيرها، كلها تهدف إلى تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي، وتهيئة الظروف الملائمة برعاية الأمم المتحدة.

بدوره قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، إن «الوضع في سورية تغير جذرياً، وكل يوم نرى مئات العائلات تعود أو تحاول العودة إلى منازلها»، مؤكداً عودة نحو 4500 نازح إلى دير الزور والبوكمال وتدمر خلال الأسابيع الأخيرة.

وقبيل وصول ديمستورا إلى موسكو، أعربت الخارجية الروسية، أمس، عن خيبة أملها من اتهام ديمستورا لدمشق، بإفشال جولة جنيف 8. وقالت المتحدثة باسمها ماريا زاخاروفا، إن المعارضة السورية تخرب محادثات السلام في جنيف سعياً لإفساد الاستعدادات الروسية لمؤتمر مقترح للحوار الوطني السوري في سوتشي.

أستانة

وفي أستانة، أعلنت وزارة خارجية كازاخستان أن المحادثات ركزت على مصير المخطوفين والمعتقلين وإيصال المساعدات الإنسانية وسير عمل مناطق «خفض التوتر». ودعا وفد المعارضة السورية المشارك في أستانة في بيان وزع على الصحافيين، روسيا إلى الضغط على النظام من أجل التوصل إلى تسوية سياسية للنزاع.

وأضاف أن الهدف من مشاركته هو «إطلاق سراح المعتقلين، إضافة إلى تثبيت وقف إطلاق النار، وخصوصاً في مناطق خفض التصعيد، ورفع الحصار عن كافة المدن والبلدات المحاصرة، وإيصال المساعدات إلى المحتاجين».

واجتمع وفد النظام السوري برئاسة بشار الجعفري صباحاً مع الوفد الإيراني، فيما التقى الروس من جانب آخر الإيرانيين ثم الاتراك. وتجري هذه المحادثات بعد أكثر من أسبوع على إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سحب قسم من القوات الروسية المنتشرة على الأراضي السورية بعدما تم إعلان «التحرير الكامل» لسورية من تنظيم «داعش».

سوتشي والأكراد

إلى ذلك، كرر الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف القول أمس، إنه لم يتم تحديد أي موعد بعد لمؤتمر سوتشي، الذي من المفترض أن يناقش المؤتمر مسألة صياغة الدستور، وإعداد الانتخابات وإعادة تعمير وتأهيل سورية. وقال مسؤولون أكراد أمس، إن الجماعات السورية، التي يقودها أكراد تعتزم حضور محادثات سوتشي.

وذكر سيهانوك ديبو المسؤول في حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري لأحد المواقع الإلكترونية الكردية، أنه إذا جرى تجديد الدعوة «سنحضر سوتشي وكل اجتماع آخر يخص الأزمة السورية كممثلين عن إرادة شعوب روج آفا وشمال سورية». وقال ديبو إن «أي هجوم من النظام سيكون مغامرة فاشلة».

وكان الأسد وصف قبل أيام الفصائل الكردية المدعومة من الولايات المتحدة بأنها خائنة.

وخلال مقابلة له أمس الأول، مع قناة العالم الإيرانية الناطقة باللغة العربية، شبه فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري القوات التي يقودها أكراد بتنظيم «داعش».

وقال بدران جيا كورد المستشار بالإدارة التي تدير مناطق الحكم الذاتي والتي يقودها الأكراد بشمال سورية لرويترز أمس «لا تزال الدعوة الى سوتشي موجهة لنا». وأضاف أن الأكراد «سيحضرون» إذا استمر إطار عمل المؤتمر قائماً.

وستكون هذه أول مرة تشارك فيها الجماعات الكردية الرئيسية في سورية بمحادثات السلام.

back to top