نحن... وإيران!

نشر في 22-12-2017
آخر تحديث 22-12-2017 | 00:24
 صالح القلاب إيران دولة إسلامية رئيسة، والمفترض أن ما يجمعنا بها أكثر كثيراً مما يفرقنا، وأنه لا يستفيد من كل هذا الاستهداف، ولا من هذا الصراع الذي فرضه علينا "أشقاؤنا" الإيرانيون، إلا الذين يحتلون الجولان، ويغتصبون القدس الشريف، لكن المعروف أن الحب من طرف واحد لا قيمة ولا معنى له، ويكفي أن يتحفنا قاسم سليماني بطلَّته البهية مع بزوغ شمس كل يوم لنقضي ساعات النهار كله في "الحوْقلة"، والدعاء إلى العلي القدير أن يجنبنا شروراً بقينا نواجهها منذ أن صفقنا حتى أدمينا أكفنا لـ"ثورة" خيبت آمالنا كما خيبت آمال أكثرية إخوتنا الإيرانيين.

والسؤال الذي يجب أن يوجه إلى محازبي محور "الممانعة والمقاومة" هو: من الذي يشغل الآخر عن الصراع مع العدو الصهيوني وعن مواجهة إسرائيل؟ هل نحن العرب الذين راودتنا أحلام يقظة وردية وجميلة عندما أسقطت ثورة فبراير عام 1979 عرش الطاووس الشاهنشاهي، الذي كانت له سفارة في قلب طهران، أم هؤلاء الأشقاء الذين لم يتعاملوا معنا منذ سنوات بعيدة كأننا أعداء لهم، والمقصود هنا الحكام وليس الشعب الإيراني الطيب الذي ما يجمعنا به أكثر كثيراً مما يفرقنا، والذي بقينا وإياه نقف على أرضية حضارية وثقافية وإبداعية واحدة قروناً طويلة؟

كيف يمكن ألا ندير وجوهنا إلى الخلف... نحو الشرق، وعلى حساب المواجهة مع عدوٍّ يحتل أرضنا، ويدنس مقدساتنا، ويستبيح زهرة مدائننا عندما نسمع هؤلاء الذين من المفترض أنهم أشقاء وأننا منهم وهم منا يفتخرون ويفاخرون بأنهم غدوا يسيطرون على أربع عواصم عربية... وهم عملياً يحتلون بلاد الرافدين، وقلب العروبة النابض سورية، وبلاد الأرز لبنان، ويشغلوننا بهذه الحرب اليمنية التي أرادوها رأس رمح لغزو الخليج العربي الذي يصرون على أنه فارسي بأرضه ومياهه ونفطه وثرواته الطبيعية؟

هناك الآن في سورية أكثر كثيراً من ثمانين ألفاً من الجنود الإيرانيين والميليشيات الإيرانية المذهبية وهكذا، فكيف يمكن للشعب السوري العظيم أن يفكر بالجولان وفلسطين والقدس الشريف وأرضه محتلة من هؤلاء "الأشقاء"، الذين يذهب بعض من تربطهم عرى "نسب سياسي" مع محور "الممانعة والمقاومة"، إلى أن هناك من يقطعون طريق المواجهة مع إسرائيل بافتعال اشتباك وهمي مع إيران، وإحلال هذه الدولة الجارة العزيزة، الدولة الإسلامية "الشقيقة" محل العدو الصهيوني، والحقيقة أن هذا كلام جميل، لو أنَّها حافظت وتحافظ على حسن الجوار، ولو أنها لا تعطي الأولوية للصراع مع الأمة العربية على الصراع مع الدولة الصهيونية.

من حيث المبدأ إن العرب والإيرانيين يجب أن يكونوا في خندق واحد لمواجهة كل هذه التحديات التي تهدد هذه المنطقة، وأولها التحدي الصهيوني، فالقدس الشريف للجميع، لنا ولهم، وفلسطين تعتبر وقفاً إسلامياً، ونحن من جهتنا نعتبر أن هؤلاء "الأشقاء" الذين أصبحت لهم "مستوطنات" في دمشق في المنطقة الممتدة من جوار مرقد صلاح الدين الأيوبي حتى المسجد الأموي كالمستوطنات الإسرائيلية، كنا قد أقمنا نحن وهُم تجربة حضارية لا تزال تتغنى بها الأجيال، وكان يجب أن تردعهم عن كل هذا "العداء" الظالم للعرب وللأمة العربية.

back to top