يُنسب هذا الفريج إلى عائلتي المنّاعي والمضف الكريمتين اللتين لهما منازل عديدة في هذه البقعة من الحي الشرقي بمدينة الكويت القديمة. والأسرتان من الأسر الكويتية القديمة، ولهما دور ومساهمات كثيرة في تنمية الكويت وتطويرها، وفي مجالات عديدة، أهمها النشاطات البحرية من سفر وغوص، إضافة إلى النشاطات التجارية والأدبية والاجتماعية والدينية وغير ذلك.

تعود بداية السكن في هذا الفريج إلى الربع الأخير من القرن التاسع عشر الميلادي، ويمكنني أن أحدد موقع الفريج كما يلي: يحده من الشمال البحر ونقعة المناعي، ونقعة العماني، ونقعة عبدالرحمن العسعوسي وسعود المضف، ونقعة الونيان.

Ad

ومن الجنوب تحده المدرسة الشرقية للبنات، وسكة طويلة تبدأ من عند المدرسة الشرقية للبنات، وتتجه شرقاً إلى براحة العمر.

ومن الغرب يحده فريج هلال المطيري والمدرسة الشرقية للبنين، ومن الشرق فريج بورسلي وبيت الشيخ حمود الجابر الصباح.

من المعالم الرئيسة في هذا الفريج المدرسة الشرقية للبنات، التي تأسست عام 1946، والمدرسة الشرقية للبنين، التي تأسست عام 1939، ومسجد المناعي (تأسس عام 1896)، الذي تبرعت بأرضه أسرة المناعي وبناه اثنان من رجال الكويت، هما: إبراهيم بن مضف وإبراهيم بن إسحاق.

ويقع مسجد المناعي الذي ما زال محافظاً عليه إلى اليوم على ساحل البحر، لكن في الماضي كان يقع أمامه بيتان صغيران كوقف للمسجد. ويقع بجانب المسجد من الناحية الشرقية في الماضي ديوان أحمد المناعي، ويليه ديوان جاسم العماني.

وفيما يتعلق بموقع المدرسة الشرقية للبنين، فقد كانت في بدايتها بمنزل أسرة الفرس، ثم بُني المبنى الأول لها والمجاور لمقبرة هلال في عام 1939، وبعد سبع سنوات انتقل الأولاد إلى المبنى الثالث، وهو الذي يقع على ساحل البحر، وخُصص المبنى المجاور للمقبرة للبنات في عام 1946.

وبالنسبة للأئمة الذين صلوا في مسجد المناعي، فقد كان أولهم الملا حسين بن محمد التركيت، ومن بعده الملا عبدالله الفارسي، ثم الملا محمد بن غيث، فالملا عبدالله بن حسين، وبعد ذلك الملا عبدالله بن مضف.

وفيما يتعلق بالعائلات التي سكنت في هذا الفريج، فهي كما يلي: بيوت عديدة لأسرة المناعي وأسرة المضف، العماني (لهم عمارة وديوان على البحر مباشرة، وكان قبلهم يسكن الفنان الشهير محمد البكر)، الونيان (لهم عمارة وديوان على البحر مباشرة)، المذن (لهم عدة منازل متجاورة)، الزوير، السمّار، تيفوني (اشتروا من الرفاعي)، أحمد العبيد، المضحي، عيسى العسعوسي، يوسف الفهد (على ساحل البحر)، عدة بيوت أخرى لأسرة الفهد، أبناء خليفة الغانم، سالم المنصوري، وخليفة بورسلي وأبناؤه، بيتان آخران لبورسلي، الربيعة، عبدالله بن نوح، بن زيد، عبدالرحيم العوضي، بزة الغانم. هذا ما استطعت أن أجمعه عن هذا الفريج الشرقاوي، وأرحب بأي تعليقات أو إضافات تثري الموضوع.

* تنويه: تعليقاً على مقال الأسبوع الماضي حول الفريق عبدالله فراج الغانم، أفادني د. يوسف يعقوب البصارة، بأن والده، رحمه الله، العقيد يعقوب البصارة، كان أول مَن تولى مسؤولية قوة الحدود (نواة الجيش الكويتي)، وأول قائد للواء السادس، وكان آمراً لهذا اللواء وقت تهديد عبدالكريم قاسم للكويت. وأفادني أحد قدامي ضباط الجيش، بأن الفريق عبدالله فراج الغانم تولى قيادة الجيش بعد تقاعد الشيخ مبارك العبدالله الجابر وليس بعد وفاته.