بعد يوم من إعلان المبعوث الاممي الى سورية ستيفان ديمستورا أن مؤتمر جنيف 9 سيعقد في النصف الثاني من شهر يناير المقبل، اقترحت روسيا وتركيا وايران، أمس، في ختام محادثات استانة عقد مؤتمر سوتشي للحوار الوطني السوري في نهاية يناير.

وفي البيان الختامي لاجتماع استانة، قالت وفود روسيا وتركيا وايران إن "الدول الضامنة تؤكد عزمها التعاون بهدف عقد مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي في 29 و30 يناير 2018، بمشاركة كل شرائح المجتمع السوري". وتعتزم روسيا وتركيا وايران عقد اجتماع تحضيري في 19 و20 يناير في "سوتشي".

Ad

وفي بيان منفصل، قال ديمستورا، الذي شارك أمس في مؤتمر أستانة، إن "كل مبادرة سياسية يجب ان تساهم في العملية السياسية تحت اشراف الامم المتحدة في جنيف ودعمها".

وذكّر بعزمه عقد الجولة التاسعة لمفاوضات جنيف في يناير لتركز على صياغة دستور جديد وتنظيم انتخابات.

خارجية كازاخستان

ودعا وزير خارجية كازاخستان خيرات عبدالرحمانوف الحكومة السورية والمعارضة "التي تلتزم باحترام استقلال سورية ووحدة أراضيها" للمشاركة في المؤتمر، وأكد أنه من شأن مؤتمر سوتشي ان يعطي دفعة المفاوضات التي تجرى في جنيف وتشجيع المصالحة بين السوريين على اساس التوافق والاجماع.

وأشار عبد الرحمانوف الى أن الدول الضامنة اقرت تشكيل لجنة عمل خاصة بالافراج عن المعتقلين والمحتجزين والمفقودين، وكذلك اعداد بيان مشترك حول عملية ازالة الالغام وانقاذ المعالم الثقافية والتاريخية. وشدد على التزام الدول الضامنة بمواصلة العمل من اجل تعزيز نظام وقف اطلاق النار وضمان عمل مناطق خفض التوتر الأربع في سورية.

وفد المعارضة

من جانبه، قال المتحدث باسم وفد المعارضة السورية في استانة احمد طعمة، في مؤتمر صحافي، إن المعارضة ترحب بأي مسعى من شأنه ان يؤدي الى تحقيق السلام وحقن الدماء في سورية.

وأوضح ان وفد المعارضة السورية لن يقرر المشاركة في مؤتمر سوتشي قبل العودة الى التشاور مع بقية الاطراف المعارضة الموجودة داخل سورية، مضيفا ان وفد المعارضة السورية اعار اهمية كبيرة لقضية المعتقلين والمحتجزين، مشيرا الى حصول تقدم في معالجة هذه المسألة تمثل في تشكيل لجنة لمتابعة هذه القضية وبلورة آلية في الاجتماعات اللاحقة من اجل تنفيذها والبدء في الافراج عن المعتقلين.

وذكر ان وفد المعارضة لفت كذلك اهتمام الجانب الروسي الى "الخروقات" التي يقوم بها النظام السوري لنظام وقف اطلاق النار في مناطق خفض التوتر.

وأوضح ان وفد المعارضة السورية حصل خلال هذه الجولة على وعود بأن يكون مشروع الدستور السوري القادم "عادلا يستند الى معايير ديمقراطية ومدعوما من قبل الاسرة الدولية ويضمن تحول سورية من نظام استبدادي الى نظام ديمقراطي".

وفد النظام

من جانبه، طالب رئيس وفد الحكومة السورية بشار الجعفري، خلال مؤتمر صحافي مماثل، بضرورة سحب كل القوات الاميركية والتركية من الاراضي بدون شروط ومماطلة.

ووصف الجعفري الوجود العسكري الاميركي في سورية بانه "عدوان" يتعارض مع احكام القانون الدولي، داعيا الى خروج القوات الاميركية من سورية بدون قيد او شرط.

وبرر الجعفري غياب اي حوار مع الوفد التركي في مباحثات استانة "بسبب تورط تركيا في دعم الارهاب في سورية"، مشددا في الوقت نفسه على ان الحكومة السورية ستشارك في مؤتمر سوتشي.

وأعرب عن اعتقاده بأن هذا المؤتمر سيشكل قاعدة للحوار بين السوريين.

روسيا تنهي انسحابها

وأعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، أمس، ان روسيا انجزت الانسحاب الجزئي لقواتها المنتشرة في سورية منذ عامين، والذي بدأ في منتصف ديسمبر الحالي بأمر من الرئيس فلاديمير بوتين.

وقال شويغو، متوجها الى بوتين، خلال اجتماع مع القادة العسكريين الروس، "إن امركم حول سحب مجموعة من القوات الروسية من سورية قد انجز". وسحبت روسيا بشكل خاص وحدات جوية واطباء عسكريين وكتيبة من الشرطة العسكرية وكذلك 36 طائرة واربع مروحيات، كما نقلت عنه الوكالات الروسية. وقللت واشنطن من أهمية الانسحاب وقالت ان موسكو لم تسحب قوات كبيرة.

وكشف شويغو أن 48 ألف جندي روسي شاركوا إجمالا في حملة موسكو العسكرية في سورية.