لاقت مبادرة شعبية أطلقتها مجموعة من أبناء منطقة النوبة في أقصى جنوب مصر، لتقليص تكاليف الزواج، رواجاً مجتمعياً كبيراً، محاولة لمواجهة حالة الغلاء المتنامي التي تضرب البلاد منذ عام 2011.وأطلقت المبادرة خلال اجتماع عقدته قيادات نوبية لهذا الغرض، في منطقة الكرور التابعة لمدينة أسوان، قبل أيام، معلنين أن الهدف تخفيض نفقات الزواج والمهور، تيسيراً على الشباب والفتيات المقبلين على الزواج، ما لاقى ترحيباً واسعاً في ظل ارتفاع نفقات الزواج بشكل ملحوظ.
لم تكن تلك هي المبادرة الأولى في هذا الصدد، إذ تعددت المبادرات المجتمعية لتيسير الزواج خلال العامين الماضيين، كان أبرزها مبادرة «بلاها شبكة» التي أطلقت أيضاً في الصعيد، وتحديداً في محافظة قنا عام 2016، وروجت لفكرة إلغاء المصاغ الذهبي في شبكة العروس، بينما ظهرت خلال العام ذاته مبادرة «تيسير الزواج» في مدينة البراجيل (شمال الجيزة)، بهدف التخلي عن المطالب المبالغ فيها عند الزواج مثل الشبكة والمهر.إلى ذلك، ثمّن رجال دين وعلماء اجتماع المبادرة النوبية، وقال وكيل كلية الدراسات العربية والإسلامية في جامعة الأزهر، عوض إسماعيل، إن الشبكة ليست من أساسيات الزواج، بل هدية يقدمها الشاب لخطيبته، وعند فسخ الخطوبة تعود للخاطب، وإذا كان الفسخ بعد العقد يعود نصفها، وإذا دخل بها تبقى للزوجة.وتابع إسماعيل في تصريح لـ»الجريدة»: «الهدف الرئيس من تقليل المهور أو إلغاء الشبكة مثلاً هو عدم تعطيل الزواج، وهذا أمر مطلوب لابد من بحثه اجتماعياً، فالشبكة مسألة اجتماعية وليست دينية، والشرع لم يضع شكلاً وحدوداً معينة في هذا الجانب، لذا فإنها تخضع لعادات المجتمعات والأفراد وظروفهم الاقتصادية». بدوره، رحب أستاذ علم الاجتماع في جامعة المنيا، ماهر قناوي، بالمبادرات المجتمعية التي تيسر الزواج، وقال لـ»الجريدة» إن ظاهرة شراء شبكة باهظة الثمن موروث مصري، والعبرة ليست بشراء الذهب لكن بأخلاق الشاب نفسه، ومن الضروري شراء هدية بسيطة للفتاة عند الزواج لكن دون مغالاة، كما أن الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد تقتضي التغاضي عن التكاليف المرتفعة في الزواج، داعياً إلى نشر فكرة المبادرة النوبية في كل محافظات مصر.
دوليات
مصر| مبادرة نوبية لخفض نفقات الزواج تلقى رواجاً
23-12-2017