أعلن سفير المملكة المتحدة لدى مصر جون كاسن، أمس، أن بلاده أدرجت منظمتي «حسم» و»لواء الثورة» الإخوانيتين في قائمة المنظمات الإرهابية، «كجزء من جهودها المتواصلة لتعزيز استجابتها لمكافحة الإرهاب الدولي»، بعد الاطلاع على سجل الاعتداءات التي نفذتها عناصر الحركتين، والعمليات الإرهابية في محيط العاصمة على مدار العامين الماضيين.

وأضاف كاسن، في بيان تلقت «الجريدة» نسخة منه، «قلنا إننا لن نترك مصر وحدها في معركتها للتصدي للإرهاب وعنينا ذلك، اليوم نستخدم القوة القانونية البريطانية الكاملة ضد منظمتين إرهابيتين قتلتا الكثير في مصر وهما عدو لنا جميعا».

Ad

واردف: «هذا سيعزز جهودنا المشتركة لاستئصال الإرهاب والأيديولوجيات التي تغذيه، وأنا واثق بأن مجتمعاتنا الصامدة ستهزم هذه الجماعات السامة»، مشددا على أن الإدراج سيعزز قدرة حكومة لندن على تعطيل أنشطة هذه التنظيمات الإرهابية.

وخرجت حركتا «حسم» و»لواء الثورة» المسلحتان من رحم جماعة «الإخوان» المصنفة إرهابية في مصر، وسبق أن أعلنت الحركتان تبني العديد من العمليات الإرهابية في العامين الماضيين، أشهرها اغتيال رجال شرطة في عمليات منفصلة بالفيوم والجيزة والبحيرة، ومحاولة اغتيال مفتي مصر السابق علي جمعة، فضلا عن اغتيال العميد أركان حرب عادل رجائي، وغيرها من العمليات الإرهابية التي استهدفت رجال الجيش والشرطة المصرية.

وفيما رحب مصدر أمني بوزارة الداخلية بالخطوة البريطانية، قال مصدر دبلوماسي رفيع المستوى، لـ»الجريدة»، إن القرار البريطاني جاء بعد تعاون مع وزارة الخارجية المصرية، التي أعدت ملفا كاملا بجرائم التنظيمين المسلحين، وتم تسليمه إلى الحكومة البريطانية، والذي تضمن الكشف عن أدلة حصولهما على تمويلات خارجية بهدف الإضرار بالأمن القومي المصري، والملف تضمن التحقيقات المسجلة بالصوت والصورة الخاصة بعناصر التنظيمين الذين تم إلقاء القبض عليهم من قبل قوات الشرطة.

بدوره، أشاد عضو مجلس النواب اللواء خالد خلف الله بالقرار قائلا: «سيعزز الموقف المصري في مواجهة التنظيمات الإرهابية، ويعزز التعاون بين القاهرة ولندن لمحاربة الإرهاب».

وقال وكيل لجنة الدفاع والأمن القومي يحيى كدواني، لـ»الجريدة»، إن القاهرة بدأت حصد النجاحات الخارجية ضد الإرهاب، مثمنا إقدام لندن على هذه الخطوة، واكد أن البرلمان سيناقش غدا تداعيات التحرك البريطاني.

في سياق منفصل، نشرت وكالة أعماق التابعة لتنظيم داعش الإرهابي، أمس الأول، ما قالت إنه فيديو لعملية قصف مطار العريش، أثناء وجود وزيري الدفاع صدقي صبحي والداخلية مجدي عبدالغفار، الثلاثاء الماضي، وهو الهجوم الذي أعلن «داعش» تبنيه وأسفر عن مقتل ضابط، وأظهر الفيديو مروحية متوقفة على مدرج مطار، يتم إصابتها بصاروخ ما أسفر عن تفجيرها.

مشاريع وتأمين

إلى ذلك، يدشن الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم، عددا من المشروعات القومية بمحافظة الإسماعيلية، بينها جسور مائية عبر المجرى الملاحي لقناة السويس، والمرحلة الثانية من مشروع الاستزراع السمكي شرق القناة.

وعلمت «الجريدة» أن الرئيس المصري سيحضر قداس عيد الميلاد المجيد، الذي تقيمه الكنيسة الأرثوذكسية المصرية (التي ينتمي لها معظم المسيحيين المصريين) ليلة 7 يناير، والذي يقام في الكاتدرائية الجديدة بالعاصمة الإدارية (شمالي غرب القاهرة).

في الأثناء، يترأس بطريرك الأقباط الكاثوليك الأنبا إبراهيم إسحاق قداس عيد الميلاد المجيد طبقا للتقويم الغربي، في كنيسة العذراء بمدينة نصر، مساء الغد، وأعلنت وزارة الداخلية الاستنفار لتأمين الكنائس غدا، إذ تم منع الإجازات لجميع الضباط.

وقال مصدر أمني لـ«الجريدة» إنه تم الانتهاء من وضع خطة أمنية محكمة لتأمين الكنائس التي تشهد القداس، مع نشر أكمنة أمنية ثابتة ومتحركة بمداخل ومخارج الطرق الرئيسية بين المحافظات.

توتر الجنوب

وعلى صعيد العلاقات المصرية السودانية، ردت القاهرة رسميا على رفض الخرطوم اتفاقية تعيين الحدود البحرية بين مصر والسعودية أمام الأمم المتحدة، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية أحمد أبو زيد، في بيان رسمي، إن بلاده ترفض رفضا قاطعا الادعاءات السودانية، بما في ذك مزاعم سيادة السودان على منطقة حلايب.

وأضاف أبوزيد: «الخارجية المصرية بصدد توجيه خطاب إلى سكرتارية الأمم المتحدة لرفض الخطاب السوداني وما تضمنه من مزاعم في هذا الصدد، وتأكيد أن حلايب وشلاتين أراض مصرية يقطنها مواطنون مصريون تحت السيادة المصرية».

التوتر المصري السوداني غير بعيد عن مثيله بين القاهرة وأديس أبابا، بسبب استمرار الأخيرة في بناء سد النهضة الإثيوبي، الذي ترى فيه القاهرة خطرا على حصتها التاريخية من مياه النيل والمقدرة بـ55.5 مليار متر مكعب، إذ جدد وزير الموارد المائية والري محمد عبدالعاطي تأكيده أن التعنت الإثيوبي هو السبب في تأزم مفاوضات السد.

وقال عبدالعاطي، خلال اجتماعه بعدد من السفراء الأجانب والعرب والأفارقة المعتمدين بالقاهرة في مقر وزارة الخارجية، مساء أمس الأول، إنه لا صحة على الإطلاق لما تداولته بعض وسائل الاعلام عن أن مصر أوقفت مسار الدراسات الفنية الخاصة بالسد، مشددا على أن مصر قبلت التقرير الاستهلالي الذي قدمه الاستشاري الفرنسي عن كيفية استكمال الدراسات، وأن إثيوبيا والسودان رفضتاه.

وكشف مصدر مسؤول عن تحركات مصرية على الساحة الدولية في ملف سد النهضة، عبر إعداد ملف كامل بتفاصيل الأزمة وشرح لحجم الضرر الذي سيلحقه السد بمصر إلى الاتحاد الأوروبي، بهدف وقف دعم دول أوروبية لبناء السد، طالما لم توافق أديس أبابا على الاعتراف بحقوق مصر.

وشدد على أن القاهرة إذا وجدت أن طرق التفاوض قد سدت بشكل نهائي فإنها ستعمل على استصدار قرار من الأمم المتحدة يحفظ حقوقها ويدين التعنت الإثيوبي.

قضية ريجيني

في الأثناء، أعلنت النيابة العامة المصرية أنها تقدمت بمحاضر ووثائق تحتوي على عناصر التحقيق الجديدة المتعلقة بواقعة اختطاف وتعذيب وقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني بالقاهرة يناير 2016، إلى نيابة روما الإيطالية، خلال لقاء بين النائب العام المصري، ونائب الجمهورية في روما جيوسبي بينياتوني.

وتسلمت النيابة المصرية نسخة من التقرير المعد بمعرفة الشرطة القضائية الإيطالية، وقالت إنها ستستكمل التحقيقات في ضوء الافتراضات التي تم تبادلها بين الطرفين.